“تاء مبسوطة” و”صدى” يطلقان زغاريد سورية عبر كورال “غاردينيا” بكنيسة الصليب المقدس
هدَف الحفل إلى إحياء التراث الغنائي والمحافظة عليه

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
كيف ستشعر ببرد الشتاء إذا كنت في أجواء دافئة مغعمة بمشاعر المحبة والعطاء والخير؟
كيف ستسمع صوت المطر في الخارج، وأنت تشاهد أمامك انهمار الأصوات العذبة والحالمة والقوية والعالية؛ في حفل جلسة غنائية رائعة أقامتها جمعية “تاء مبسوطة” بمشاركة جمعية “صدى”، لكورال فرقة “غاردينيا” حملت عنوان “زغاريد سورية” وبعثت البهجة في النفوس..
كيف؟!
أهازيج العرس
قاعة رحبة جميلة احتفظت بزينة أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، في كنيسة “الصليب المقدس” بدمشق، استضافت حضوراً كبيراً أسعدته الجلسة الفنية الرائعة بقيادة المايسترو غادة حرب. وتفاعل بفرح مع فقرات الجلسة المتميزة. حيث قدم الكورال النسائي مجموعة أهازيج وزفّات وأغان تراثية تتصل بالأعراس، وتشمل معظم المحافظات السورية، بهدف تسليط الأضواء على تراثنا الغني بالأهازيج والزغاريد الجميلة. وتمّت الاستعانة بتسجيلات لكبيرات السن من شتى المناطق السورية قدمن خلالها بعض الأهازيج المستوطنة ذاكرتهن، وعمل الحفل- الجلسة، على إعادة إحياء هذا التراث في سبيل نشره والمحافظة عليه.
بذلك شعر الحضور أنه إنما يحضر عرساً سورياً كبيراً، قدمته مجموعة بلابل من طالبات المعهد العالي للموسيقا شدون بأصواتهن على خشبة المسرح بقيادة الفنانة المايسترو حرب أستاذتهن في المعهد. كما عرّف الأجيال الجديدة على جانب من تراثنا وعاداتنا الجميلة الأصيلة. كما طُرب وسُعد هذا الجمهور بالخامات الصوتية النادرة الموجودة لدينا والذي يعكس فيما يعكس الوجود النسائي الرائع الذي يدفع إلى الفخر بالمرأة السورية المبدعة.
نشر الثقافة
كان من المتوقع نجاح الجلسة الفنية المتميزة بفكرتها غير المطروقة، كون الأستاذة الإعلامية ديانا جبور رئيس جمعية “تاء مبسوطة” إحدى الجهات المستضيفة، فهي الشغوفة في الإبداع الفني والثقافي الذي يصب في خدمة الإنسان، وتولي عنايتها من خلال جمعية “تاء مبسوطة” بالمرأة السورية، في إطار مساعيها للمساهمة في عملية (المزيد من التثقيف والوعي) الكفيلان بأن تشارك السورية في بناء بلادها مجدداً. وكذلك بمشاركة جمعية “صدى” التي تُعنى بالموسيقى والفن، وترأسها د. لبنانة مشوح، وزيرة الثقافة السورية سابقاً، والأستاذة العميدة الجامعية صاحبة الإنجازات الثقافية والجوائز المتعددة.
جمعت بذا الجلسة الفنية تلك؛ مجد نجاحها بتصدي هاتين السيدتين اللامعتين لها. وقد ردّت الأستاذة جبور على سؤال “الوسط” عن الفكرة التي ترمي الجلسة إليها من خلال الاعتماد على الجهد والعطاء النسائي حصراً، فقالت “اكتسب الحفل أهميته من منطلق أنه يسعى للحفاظ على التراث الثقافي للبلاد، وتثبيته لدى الناس وفي أذهانهم لأنه يؤكد على التنوع وعلى ثراء البلد. كما أنه اعتمد على العنصر النسائي في الغناء وقيادة الاوكسترا، للتأكيد على أن النساء قادرات على إيصال أصواتهن وإبداعهن إلى كل العالم، عبر موسيقى حقيقية وأصوات جميلة وأكاديمية، فقدمن تراث فني سوري يكاد أن ينقرض، وبعدة لهجات منها الشامي والسرياني والآشوري والأرمني والجركسي والكردي، كما أنه يغطي المحافظات السورية شمالاً وجنوباً و شرقاً وغرباً، عبر تراثيات تتصل بأهازيج وزغاريد الأعراس، وتزرع البهجة في النفوس، بعد هذه الحرب الوحشية. وهو هدف يتقاطع مع جمعية “تاء مبسوطة” في نشر الثقافة والوعي والجمال”.