بيدرسن يحدد أربع خطوات كشفت إمكانية التعاون في سوريا بعد الزلزال

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أن كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط الماضي “كشفت عن حقيقة أنه من الممكن العمل من أجل الصالح العام في سوريا”.
وأشار “بيدرسن” إلى “أربع خطوات إنسانية اتخذت استجابة للزلزال أرسلت رسالة واضحة أنه من الممكن القيام بخطوات إيجابية والتعاون في سوريا”.
بيدرسن يعول على التعاون بعد زلزال سوريا
وفي إحاطته باجتماع مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الثلاثاء، أوضح بيدرسن أن الخطوة الأولى هي “حسن نية ملحوظة بين العديد من السوريين أنفسهم، من حيث الأقوال والأفعال، بشأن تنظيم وإرسال الإغاثة إلى إخوانهم عبر الخطوط الأمامية، بغض النظر عن التحديات والمصاعب”.
والخطوة الثانية وفقاً لـ”بيدرسن” هي “الإعفاءات من العقوبات التي اتخذتها مجموعة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجهود هذه الدول لضمان أن عقوباتهم لا تتداخل مع الاستجابة الإنسانية”.
وعن الخطوة الثالثة، قال “بيدرسن” إنها “قرار الحكومة السورية فتح نقطتي عبور باب السلامة والراعي من تركيا إلى شمال غربي سوريا، مشيراً إلى “الموافقة الشاملة على عمليات العبور إلى شمال غربي سوريا حتى تموز المقبل”، واصفاً هذه الخطوة بأنها “تدابير لخفض الروتين بالنسبة للجهات الفاعلة الإنسانية، وتسهيل المعاملات المالية والإنسانية فيما يتعلق بالاستجابة للزلزال بسعر صرف تفضيلي”.
أما الخطوة الرابعة، فأشار بيدرسن إلى “الهدوء النسبي في أعمال العنف الذي شهدتها البلاد بعد الزلزال، ما سهّل عمليات الإغاثة، وأثبت أنه يمكن تحقيق الهدوء والحفاظ عليه بالإرادة السياسية”.
وأكد بيدرسن على أن هذه الخطوات الأربعة، التي تنطوي على إجراءات من جهات مختلفة، “هي الخطوات التي نحتاج إلى البناء عليها إذا أردنا تجاوز الاستجابة لحالة الطوارئ التي أحدثها الزلزال، ومواجهة تحديات حل الصراع نفسه، ومعالجة الأزمة العميقة في سوريا”.
وشدد بيدرسن على أن “الأولوية العاجلة هي الاستجابة الإنسانية الطارئة للسوريين أينما كانوا”، مضيفاً أن “زملائي في المجال الإنساني يعملون ليل نهار لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية”.
من جانب آخر، قال بيدرسن إنه “بينما ننتقل من الاستجابة لحالات الطوارئ إلى الانتعاش بعد الزلزال، فإن التحديات السياسية التي لم يتم حلها ستشكل عقبات كبيرة ومعضلات أكبر”، مضيفاً أنه “سيتطلب الأمر التنقل عبر واحدة من أكثر مشاهد السياسة تعقيداً على هذا الكوكب”.
وشدد المبعوث الأممي على أن “الطريق السياسي الجاد للمضي قدماً يتطلب إجراء محادثات جادة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين، لإحراز تقدم في بعض القضايا السياسية التي لم يتم حلها للنزاع، والتي يمكن أن تعيق التعافي الذي تمس الحاجة إليه بعد هذه الكارثة”.
خطوة مقابل خطوة
وقال المبعوث الأممي إن “نهج خطوة مقابل خطوة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث كان حواراً يتعمق بالفعل، وستكون مبادئه الخاصة بالتوازي وإمكانية التحقق والقضايا التي كان يسعى إلى تعزيزها حاسمة إذا أردنا إحراز تقدم”.
وختم بيدرسن كلمته بالقول إن كارثة الزلزال “كشفت وفاقمت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بقرار مجلس الأمن 2254، بما فيها: قضايا الحكم والسيادة وسلامة الأراضي، ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وبناء بيئة آمنة وهادئة ومحايدة، وملف المعتقلين والمختفين والمفقودين، والعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً، وإعادة الإعمار والتأهيل بعد الصراع”.
وخاطب المبعوث الأممي المجتمعين في مجلس الأمن بقوله “نحن مدينون لكل هؤلاء السوريين الذين يعيشون كابوساً مركباً، وهم بحاجة ماسة إلى بصيص أمل”.
المصدر: وكالات