بوريل: أوروبا تعتمد على الصين تجارياً أكثر من روسيا
قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، إن الكتلة تعتمد على الصادرات الصينية لتحقيق خطتها الانتقالية الخضراء أكثر مما تعتمد على إمدادات الطاقة الروسية.
وذكر بوريل في مدونته الخاصة: “تلعب الصين دوراً حاسماً في العديد من سلاسل التوريد، واعتمادنا عليها لاستراتيجية التحول الأخضر حالياً أعلى من اعتمادنا على الوقود الأحفوري من روسيا”.
وأوضح أن الصين تزود دول الاتحاد بنحو 90% من احتياجاتها من المغنيسيوم، و90% من متطلبات المعادن الأرضية النادرة، إلى جانب أن 80% من الألواح الشمسية المستخدمة في الاتحاد الأوروبي.
وقال بوريل أيضاً إن الصين تظل “شريكاً اقتصادياً رئيسياً، ومنافساً شاملاً ومنهجياً” للاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه يتعين على الكتلة تحقيق “تكافؤ الفرص” للشركات الأوروبية العاملة في الصين و”التأكد من أن تبعياتنا لا تتحول إلى نقاط ضعف”.
وفي الشهر الماضي، قال بوريل إن ازدهار الاتحاد الأوروبي كان قائما على الطاقة الرخيصة من روسيا والسوق الصيني، والذي زود الكتلة بالتكنولوجيا والاستثمار وشراء السلع الرخيصة، ولكن الكتلة الآن بحاجة إلى البحث عن مصادر الطاقة في الداخل، وإعادة هيكلة اقتصادها.
وكانت المفوضية الأوروبية حذرت ألمانيا الشهر المنصرم من الاستثمار الصيني في ميناء هامبورغ.
وأكد المصدر معلومات في تقرير نشرته صحيفة “هاندلسبلات”، يفيد بأن المفوضية عبّرت لبرلين في الربيع الماضي، عن استهجانها لعملية استحواذ عملاق الشحن الصيني “كوسكو” على 35 في المئة من ميناء هامبورغ بموجب اتفاق تم توقيعه العام الماضي، لكن لم يحصل على ترخيص بعد.
وعبّرت المفوضية عن قلقها من إمكانية نقل معلومات حساسة بشأن النشاط في الميناء – ثالث أكثر الموانئ ازدحاما في أوروبا – إلى الحكومة الصينية.
وكانت توصية المفوضية غير ملزمة، حيث كان لألمانيا القول الفصل في الصفقة.
وذكرت محطات “إن دي آر” و “دبليو دي آر” الألمانية، أن مكتب شولتس يخطط للموافقة على الصفقة على الرغم من معارضة ست وزارات مختلفة في الحكومة الائتلافية الألمانية.
ودافع المستشار الألماني أولاف شولتس عن زيارة مثيرة للجدل أجراها إلى الصين ووصفها بأنّها “تستحق العناء”، مستنداً في ذلك إلى اتفاق على معارضة استخدام الأسلحة النووية بالحرب في أوكرانيا.
وأشاد شولتس خلال اجتماع الحزب الاشتراكي الديموقراطي غداة زيارته التي استغرقت 12 ساعة إلى بكين، باتفاق مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يقضي بضرورة تجنّب تصعيد نووي للغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال “أعتقد أنّه في ضوء كلّ الجدل بشأن ما إذا كان السفر إلى هناك أمراً صحيحاً أم لا – حقيقة أنّ الحكومة الصينية، الرئيس الصيني وأنا تمكنّا من القول إنه يجب عدم استخدام أي أسلحة نووية في هذه الحرب – من أجل ذلك وحده، كانت هذه الرحلة تستحق العناء”.
وقال شولتس بعد محادثات مع شي إنه شدّد على أنّ “الحرب في أوكرانيا تشكّل وضعاً خطيراً للعالم بأسره” وحثّ بكين حليفة روسيا على استخدام “نفوذها” على موسكو لتجنّب التصعيد ووقف الحرب.