بموجب اتهامات منسوبة إليه..ترامب يبدأ ملاحقة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق “كومي” قانونياً

|| Midline-news || – الوسط …
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدء ملاحقة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق “جيمس كومي” قانونياً، بموجب اتهامات منسوبة إليه، وأضاف أنه من المتوقع أن يقر “كومي” بهذه التهم.
وانتقد الرئيس الأمريكي مكتب التحقيقات الفدرالي قائلاً: “لقد تجسسوا على حملتي”.
وكشف تقرير نشره مكتب المفتش العام سابقاً، أن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي ” جيمس كومي” انتهك سياسات الـ “أف بي آي”، عبر تدوين ونشر مذكرات توثق حوارات مع الرئيس ترامب.
وأفاد التقرير بأن هذه المذكرات تعتبر في الحقيقة “سجلات خاصة بالـ”أف بي آي”، وأن كومي بنشره لها يكون قد قدم “مثالاً خطيراً”.
وأضاف أن مدير الأف بي آي المطرود “انتهك السياسات المعمول بها إلى جانب اتفاق عمله مع الأف بي آي”، بعد أن قدّم إحدى المذكرات السرية التي تحتوي على معلومات يحوز عليها مكتب التحقيقات الفدرالي، لصديق له، وأعطاه تعليمات بمشاركة محتواها مع مراسل صحفي.
كما أشار إلى أن انتهاكات “كومي” الأخرى، التي تمثلت في احتفاظه بنسخ عن أربع مذكرات بعد فصله من منصبه، وتقديمها إلى أطراف ثالثة من دون الحصول على ترخيص من الـ “أف بي آي”.
و كانت حادثة طرد ترامب لجيمس كومي، الذي كان قد عينه أوباما رئيساً لمكتب الـ (FBI). هي “الإقالة التي أدخلت ترامب إلى عش الدبابير”، كما وصفها مراقبون.
إذ كان “كومي” مكلفاً من قبل وزارة العدل بالتحقيق في مساعي روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية، وطبيعة الصلة التي كانت تربط أشخاصاً ضمن طاقم حملة ترامب الانتخابية بروسيا، ومساعيها للتدخل في الانتخابات.
لكن شهادة “كومي” اللاحقة أمام الكونغرس، بهذا الخصوص، كانت كافية لتأكيد صحة التحقيقات والتسريبات التي نُشرت شهر شباط / فبراير من العام 2017 حول تدخل روسيا في الانتخابات الامريكية، ودورها في فوز ترامب وخسارة هيلاري كلينتون، وهذا ما جعل من “كومي” مشكلة بالنسبة للرئيس تفوق الوصف، وأصبحت الإطاحة به هي الحل البديهي.
وهكذا، وفي 9 أيار / مايو 2017، قرر ترامب أن يُقيل “كومي” بشكل مُفاجئ وبقرار شخصي، لكن إقالة كومي هزت واشنطن علي نحو مذهل بشكل لم يتوقعه ترامب. فقد افترض أن سلطات الرئيس تخول له الإقدام علي أي خطوة دون مساءلة. لكن إقالة “كومي” لم تكن أي خطوة، فهي المرة الأولي في تاريخ أمريكا التي يقيل فيها الرئيس مدير الـ (FBI).
واعتبرت وسائل الإعلام الأمريكية أن ترامب بخطوته هذه استبق تحقيقات “كومي” في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية، وحاول من خلالها عرقلة التحقيقات.
يذكر أن بعض مذكرات “كومي” التي نشرها تضمنت محادثاته مع الرئيس الأمريكي العام الماضي، وملاحظات على اجتماع في برج ترامب في نيويورك في كانون الثاني / يناير 2017، عشية تنصيب الرئيس.
كما تتحدث المذكرات عن عشاء جمع بين “كومي” وترامب في البيت الأبيض، بعد نحو أسبوع من حفل التنصيب، وقال كومي إن ترامب أبلغه حينها أنه ينتظر منه الولاء.
تجدر الإشارة إلى أن مكتب المفتش العام يتولى التحقيق في أي تجاوزات أو انتهاكات تقوم بها وزارة العدل، أو مكتب التحقيقات الفدرالي التابع للوزارة، ومع أن المكتب مستقل في عمله، إلا أن الرئيس الأمريكي هو من يعين رئيسه.