بعد “ أسرلة ” الفول والفلافل .. الإسرائيليون “ يُعبرنون ” أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم
|| Midline-news || – الوسط ..
لا يُخفي الإسرائيليون الذين وصلوا إلى فلسطين من الدول العربيّة ولعهم المُستمّر بالأفلام والأغاني العربيّة. والتلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ ( القناة الأولى ) ما زال يبثّ كلّ أسبوع فيلمًا مصريًا مصحوبًا بترجمة للغة العبريّة، وهو الأمر الذي باشر فيه منذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي. وغنيٌ عن القول إنّ إسرائيل لا تدفع لمُنتجي ومُخرجي الأفلام المال لقاء استخدام الأفلام دون إذنٍ، كما أنّ المصريين لا يُقاضونها على مخالفة حقوق النشر، ربمّا خشية اتهامهم بالتطبيع.
مُضافًا إلى ذلك ، لم يكتفِ الإسرائيليون بسلب الأراضي العربيّة ولكنهم سرقوا أيضًا الأفلام والتراث الشعبيّ وأشهر ألأطعمة ونسبوها لأنفسهم وزعموا أنّها إسرائيلية الأصل .
والجديد أنّهم سرقوا أيضًا أغاني أم كلثوم ، وأصبح مطربوها مثل الإسرائيليّ زيف يحزقيل يغنون بالعربية أغاني سيدة الغناء العربي في حفلاتهم ، وأشهرها أغنية “ أمل حياتي ” ، كما سرقوا أغاني المطربة اللبنانية فيروز وأجروا لها عملية “ أسرلة ” و” عبرنة ” ، وأصبح يغنيها مطربون إسرائيليون باللغة العبريّة .
أما الأكثر غرابة فهو أنّهم زعموا بعد ذلك ، كما أفادت التقارير الإعلاميّة العبريّة ، أنّ المغنيين الإسرائيليين الشرقيين ( الذين سرقوا هذه الأغاني العربيّة ) هم الأكثر إثارة وشعبية في الشارع الفلسطينيّ .
فبعد سعيهم لـ” أسرلة ” الحمص والفول والفلافل ، والزاعم أنّ الحمص والفلافل هي أكلة إسرائيليّة مائة بمائة ، وسرقة الأفلام المصرية القديمة ، خصوصًا التي تضم ممثلين يهود مصريين ، وأخرج بعضها أيضًا يهود مصريون ، وعرضها في تلفزيوناتهم وسرقة حقوق البث، بدعوى أنّها “تراث إسرائيليّ”، بدأت سرقة أغاني أم كلثوم ثم أغاني فيروز اللبنانية، بعدما بدأت فرقة إسرائيليّة تُترجم أغاني فيروز للعبريّة وتُغنّيها وتستغلها تل أبيب إعلاميًا لتحسين صورتها بالعالم.
في هذا الإطار، أفاد موقع ( المصدر ) الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، أفاد أنّه في كانون الثاني ( يناير ) من العام 2015 صدر كتاب “ أغان مختارة للموسيقيّ والمطرب الكبير محمد عبد الوهاب ”. وقد تضمن الكتاب 158 أغنية ترجمها إسرائيليّ وُلد في بغداد ، وهو لطيف بارطوف ، الذي أصدر في السنوات الأخيرة عدّة كتب من بينها كتابا تُرجمت فيه الأغاني الأفضل للمطربة المصرية الكبيرة، أم كلثوم.
وأشار الموقع إلى أنّ مشروع بارطوف الأخير صدر في نهاية 2016 “ مختارات من أغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ” . ومن الجدير بالذكر أنّ كل واحد من كتب بارطوف، تضمن أيضًا مقدمةً قصيرةً عن الفنان أو الفنانة، تاريخ حياتهم ، وتطوّر سيرتهم المهنية . إلى جانب كل أغنية مشار إلى سنة بثها في الإذاعة، وتظهر كلمات الأغنية بالعربية وبالعبرية أيضًا.
علاوة على ذلك، جاء في التفاصيل، أصدر بارطوف الكتب بشكلٍ مستقلٍ . إذْ أنّه لا يمكن الحصول عليها في مكتبات الكتب المعروفة ، وإنمّا عن طريق التوجه إلى بارطوف عبر رسالة إلكترونية ، في منتدى ما يُسّمى “ مهاجروا يهود بابل ”، وفي مقهى يقع في القدس الغربيّة .
وُلد لطيف أبو الخير ” بارطوف ” ، في بغداد عام 1933 ، ووصل إلى إسرائيل عام 1951، مثل معظم يهود العراق، وأقام في القدس. ففي العراق، تعلم في المدرسة اليهودية “ الشماس ″ ، التي كانت لغة التعليم الأساسية فيها العربية ، إلى جانب الإنجليزية. ومع مجيئه إلى فلسطين أكمل دراسته الثانوية ، درس إدارة الحسابات ، وفي عام 1954 ، عندما طُلب موظفون في وزارة المالية، انخرط في العمل وبقي فيه حتى تقاعده عام 1998. أبقى اسمه الشخصي ، لطيف ، كما هو . وفي المقابل ، غيّر اسم عائلته ، “ أبو الخير ”، إلى “ بارطوف ”، وهو اسم يدمج العربيّة والعبريّة.
لم يخف بارطوف ، مثل الكثير من اليهود من أصول شرقية ، حبهم للثقافة العربية ، وبشكلٍ أساسيٍّ للموسيقى المصريّة الكلاسيكيّة .
وتابع الموقع قائلاً : طٌرحتْ فكرة ترجمة عشرات الأغاني لكبار المطربين في مصر، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وإصدارها في كتاب بالعربية، في أعقاب جلسات مشتركة مع أصدقاء، عراقيين، والذين جاؤوا إلى البلاد في سنّ أصغر ولا يعرفون العربية بمستوى عالٍ بما فيه الكفاية. كرر أولئك طلبهم من بارطوف أن يترجم الكثير من الأغاني وكلما تراكمت ترجمات الأغاني، وحظي بارطوف بمديح وثناء على ترجماته، تشكّلت لديه فكرة جمع كل الترجمات، وتحسينها وإصدارها في كتاب.
وخلُص الموقع الإسرائيليّ إلى القول : جدد الكثير من المطربين الإسرائيليين ، وخصوصًا من أصولٍ شرقيّةٍ ، على مدى سنوات طويلة أغنيات مصرية كلاسيكية . من بين هؤلاء المطربين سريت حداد ، التي غنّت لأم كلثوم أوْ عوفر ليفي الذي غنّى أغنية العندليب الأسمر الخالدة ، “ سوّاح ” .