العناوين الرئيسيةرئيس التحرير

بصراحة “يا ريت ما سرجتي الفرس ولا بعتّي هالمرسال”.. طارق عجيب

|| Midline-news || – الوسط
.

في خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد قال:
[أصيبُ حيناً وأُخطئ أحياناً، وثقتكم هي التي تجنبني الانحراف عن النهج القويم وتقيني من الخروج عن المسار السليم]..
هذا يعني أن السيد الرئيس لا يقبل أن يعتبر نفسه قديساً معصوماً عن الوقوع في الخطأ كما يذهب في اعتقادهم مغالون كثيرون ومنافقون ومتملقون ومن يتقصد بشكل خبيث الإساءة إلى السيد الرئيس.
هو إنسان طبيعي كباقي البشر الخطّائين، لكن تبقى نسبة واحتمال حدوث الخطأ هي التي تميز إنساناً عن آخر.. وأثبت السيد الرئيس أنه رجل استثنائي في مواجهة استهداف استثنائي لبلده ولشعبه ولشخصه.. وهذه “الاستثنائي” بشهادة العدو قبل الصديق.

ولثقتنا الكبيرة سيدي الرئيس وانسجاماً مع ما تفضلتم به في خطاب القسم.. أرجو أن تعذر “جرأتنا” فيما سيُطرح:
سيدي الرئيس.. بمراجعة “تمحيصية” لمسيرة السيدة لونا الشبل.. لا يمكننا إلا أن نعلن تخوفنا الكبير والمبرّر من أن تكون السيدة المستشارة من حِصَّةِ [أُخطئ أحياناً].
استمعت بكل “رواق” وبعد مرور عدة أيام على إجرائه، استمعت إلى لقاء السيدة لونا الشبل “صاحبة الظل الثقيل” على الإعلام وغيره.. اللقاء كان على الإخبارية السورية.

تفنيد اللقاء يزيد الطين بِلة.. لأنه يفتح بوابات “خطيرة”! كلمة “خطير وخطيرة” استخدمت بكثرة في اللقاء.. فكان فعلاً لقاءً “خطيراً”..

• السيدة الشبل ابنة وتربية هذا الشعب الذي “قرَّعته” خبطَ عَشواء ودون وَجَلٍ أو خَجَل.. وبالتالي يَصُح عليها كل ما اتهمت به الشعب.
حديث “صاحبة الظل الثقيل” أكد تخوفاتنا من أن هنالك ما يشبه ‘الفلتر” المعلوماتي وتعتيماً كبيراً على السيد الرئيس من قبل بعض المستشارين “وغير المستشارين” حوله لأهداف غير نزيهة ومشبوهة!
من الصعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً، أن يتمكن أي رئيس في العالم من متابعة كل شؤون ومشاكل المجتمع وتفاصيل الشارع بشكل مباشر وبدقة وتركيز عاليين، وخاصة إن كان يدير أزمة كالأزمة السورية بكل جبهاتها وتشابكاتها.. فالاعتماد هنا يكون بشكل كبير في جوانب كثيرة منها شؤون الداخل على ما يقدمه له فريقه الحكومي وطاقمه الإداري ومستشاروه بشكل عام من خلاصات ومعطيات ومعلومات وتقارير وأخبار..

سيدتي.. من لا يحترم معاناة وتضحيات وصمود شعبٍ مرَّ بكل ما تمر به سوريا، بذريعة أن التفكير الاستراتيجي يفرض قرارات قاسية لا يستوعبها هذا “الشعب البسيط”.. هو بالتأكيد لا يفهم لا بالاستراتيجيا ولا بالتكتيك ولا بالواقع ولا بالافتراضي.. هو هنا يكون “منظِّراً” للسلطة، ويرش السكر على الموت “للشعب البائس”، ويلمِّع صورة المرتكبين بحقه.

الشعب.. يا صاحبة الظل الثقيل.. لا يريد ثمناً لصموده “إن كان طوعياً أو مطلوباً أو إلزامياً”.. لأن لا ثمنَ يعادل هذا الصمود.

الشعب يريد إيقاف غيلان الأزمة وحيتان الفساد التي تَعيثُ فساداً وفجوراً أمام أعين الشعب المنهوب والمسحوق، وأمام أعين من يقول إنه يحارب الفساد .. ودون أدنى خوف من أي رادع أو محاسبة.

الشعب يريد وضع حد لغيلان الأزمة وحيتان الفساد ولتجار الدم وقوت الشعب ولرُعاتهم وشركائهم وأزلامهم في الجانب الحكومي والرسمي.. ومنعهم من الإمعان والاستمرار في نهش جسد الدولة وإمكانياتها ومواردها.. ونهش أرزاق الناس ومواردهم ومستقبلهم.. وإيقافهم عن الاستهزاء الفاجر بكرامات الناس ومعاناتهم.

للعلم سيدتي المستشارة .. هنالك في كل دول العالم ومنها دولتنا السورية قانون يسمى //قانون الطوارئ//. يتم إعلانه في حالات الحرب والأزمات والكوارث الطبيعية “وغير الطبيعية”. هذا القانون تتحقق كل موجبات إعلانه في سوريا منذ بداية الأزمة وهو يُعطي الحق للدولة عندما تمتلك “الإرادة” بمحاسبة الفاسد والمُرتكب الذي يستند إلى ثغرات القانون الحالي الذي تتذرعون أنه السبب في عدم قدرتكم على إدانة ديناصورات الفساد. هذا طبعاً إذا صدَّقنا أن هذا هو السبب //اللي ما يشوف من الغربال أعمى//.

قد يكون قرار إلغاء قانون الطوارئ في بداية الأزمة “تكتيكاً” سليماً وضرورياً في حينه.. لكن كان لا بد من العودة إليه لاحقاً ضمن تفكير استراتيجي أو تكتيك مرحلي ريثما يتم الانتهاء من التعديلات الهائلة في قوانين الدولة ومؤسساتها التي يتم العمل عليها بعناية فائقة فرضت ظروف الأزمة أن يكون بطيئاً للغاية.

الشعب يا سيدتي .. هو المُسلّمة الأهم لأنه أساس أي وطن.. لا يوجد أرض فارغة يطلق عليها مُسمى وطن. الجغرافيا تحتاج إلى حياة فيها لتكون وطناً لهذه الأرواح. لكن المُسلَّمة تقول أنه يوجد شعب يعيش في جغرافيا تصبح له وطناً..
والشعب، يا صاحبة الظلال الكثيرة، يمتلك ويصنع خيارات كثيرة أخرى عندما يريد، خيارات لا تحيد به عن مبادئه وثوابته الوطنية والقِيَميَّة، لكنها قد تكون أكثر جدوى له ولمستقبله وبأثمان قد تكون أقل.. هذه الخيارات يجب دراستها، حضرة المستشارة، ويجب عدم استبعاد امكانية التحرك باتجاهها، فقد يسعى الشعب إلى اختبارها عندما تتوفر موجبات ذلك.
ملاحظة إضافية يمكن إهمالها:
حركات الغمز واللمز والانطباعات المصطنعة والاستعراض لا يلجأ إليها الكبار.. الكبير يقول كلمته ويمضي.
.

*رئيس التحرير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى