العناوين الرئيسيةفضاء الوسط

بركة الجدات أيام زمان

أيام زمان كانت البركة تهطل كالغيث، وكانت جداتنا عرافات تلك البركة، بلسان جميل وشعر شاب من العراك مع السنين، ووجه يحمل جميع تضاريس شظف العيش والعمل دون كلل، وفي الشتاء كن “كانون الشتاء” الدافئ وبلسم كل شفاء.

دخلنا فصل الشتاء بقوة وزاد البرد والزكام.. والخوف من المنخفضات الجوية التي لا ترحم كحال المرتفعات اليومية الاقتصادية وما تجلبه من كم وكيف في حالة الهموم بحياة المواطن (القطبية) مع انخفاض مستوى صرف المحروقات في هذا الشهر التشريني.

نرى ونعيش سلسلة مخيفة لا تنقطع من أمراض الشتاء ومنها (الكريب) هذا الفيروس المزعج الذي لا يرحل عن أجسادنا حتى يترك أثراً عميقاً يمتد لأشهر.. سعال وضيق نفس يتفوق على ضيق مادي لم تسمع به أمهاتنا وجداتنا من قبل..!!‏ أولئك اللواتي كنّ يواجهن أي مرض بحبة أسبرين و كأس شاي ساخن.. وغطاء ثقيل حتى التعرق.. وفي أغلب الحالات كان المريض ينهض كالحصان في غضون ساعات دون الحاجة لإبرة أو حتى لـ (كريب ستوب)..!!‏

اليوم (إبرة الكريب) قد تكون الحل السحري السنوي (مع أني لا أحبذها كثيراً) لمشكلة الكريب الذي أصبح في زماننا رفيقاً ثقيلاً ومزعجاً قد تندم لرفقته شهوراً طويلة.‏

أمهاتنا وجداتنا الصابرات اللاتي درسن الطب في كليات الحياة وشظف العيش.. كن خبيرات مثل دكتور أمراض صدرية زميل للجامعات الغربية.‏ وكانت أمهاتنا وجداتنا كذلك بارعات كأي دكتور أمراض باطنية متخرج من أفضل الجامعات.. حين كن يواجهن المغص وآلام البطن الحادة للكبار والصغار بأعشاب مثل الترياق.. ولا أنسى أبداً النعناع الأخضر البلدي الذي كان يشرب أنقى المياه خلافاً لأيامنا هذه.. و(الميرمية) الأم الحنون التي كانت وما زالت تنتظر دون ملل في المطبخ وتعيننا دوماً على المغص المفاجئ… و(الزعتر البري) الذي يقطع دابر السعال…ووو‏

أيام زمان كانت فيه بركة وعفوية وشفاء تبخرت معظمها لما ابتلينا بأمراض العصر المستعصية التي داهمت عقول وأفئدة البعض وسلوكياتهم خصوصاً الإنسانية والاقتصادية والمؤسساتية حتى أصبحت (كريب) آخر متعدد الأشكال والقسوة يصيب المواطنين.. وطبعاً لا يوجد لقاح لهذا (الكريب) حتى الآن.. ولا حتى (كريب ستوب)…!!!‏

*منهل إبراهيم – صحافي سوري ..

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك