العناوين الرئيسيةفضاءات

باقة من بطاقة مروان غريبة .. عزف يتغلغل في القلوب والأسماع طيلة نصف قرن من الإبداع

 

بطاقة مروان غريبة .. عزف يتغلغل في القلوب والأسماع طيلة نصف قرن من  الإبداع

بطاقة مروان غريبة تقول: انه ينقلك إلى أبعد مدى للفن الساحر، حيث تسمو المشاعر وتهفو إلى كل ما هو جميل ونبيل وصادق، من خلال عزفه على الكمان. فتعيش لحظات من البساطة والخيال حين تدخل نغمات كمانه إلى سمعك وقلبك وتتغلغل في ثنايا روحك، لأنه لا يعزف بيديه بل بكل جوارحه وكيانه. عندها تقتنع طوعا لا كرها أن الموسيقا لغة عالمية ووسيلة تواصل بين الشعوب.
مروان غريبة ابن واسطة العقد وعرّافها الموسيقي الذي أصبح من العازفين المشهورين على مستوى سوريا والوطن العربي، منذ آمن خلال عزفه على الكمان بأن النغمة الموسيقية ميزان الوجود، ما صحّ وزنه دخل القلب والروح معاً وما اختل وزنه يبقى خارجها. وحين تسأله عن تاريخه يقول عن تجربته “بدأ في العزف على عدة آلات إلى أن عزف أغنية “يا مال الشام” على آلة الكمان وهو في عمر السادسة عشر  من عمره.. ومنذ ذلك الوقت اتجه إلى الاحتراف في مجال العزف على الكمان، وأبدعت أنامله في إخراج أفضل النغمات على أوتاره ما أهّله للوقوف إلى جانب أساطين الطرب وقيادة فرقهم كالشحرورة صباح ووديع الصافي وفيروز وغيرهم أسماء تعود إلى الزمن الجميل.
.

بطاقة مروان غريبة
غريبة يعزف في إحدى حفلاته

بطاقة مروان غريبة
ساهم غريبة في تأسيس عدد من الفرق الموسيقية في مدينة حمص.. لكن إطلالته الأولى كانت على مسرح الحمراء في دمشق عام 1971. وانتقل إلى مدينة حمص في العام التالي، وكانت نقلته النوعية في عالم الموسيقا في ثمانينيات القرن الماضي حين تعاقد مع الإذاعة الليبية.. وبعد ذلك لقاؤه بالفنان صباح فخري ليصبح قائد فرقته. ما جعل ألحانه محط إعجاب الفنانين المعاصرين كسلطان الطرب جورج وسوف والياس كرم وسمير يزبك وغيرهم.
شارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية.. وعمل خلال حياته الفنية في عدد من الإذاعات المحلية والعربية كالإذاعة المغربية والجزائرية. فضلاً عن عضويته في لجنة تحكيم مسابقة الكمان (القاهرة 1996) بينما هو الآن عضو لجنة “مشروع الإيقونة السورية” الذي أطلقته نقابة الفنانين السوريين العام الماضي.
تأثر غريبة بما حدث لمدينة حمص في عام 2011 كحال الإنسان المرهف الإحساس، وفقد منزله وأصيب بشلل حزئي في يده اليمنى.. لكن إرادته وحبه للموسيقى كانتا أقوى، فعاد للعزف مجدداً، وشارك في “مهرجان حمص الموسيقي” وأحيا أمسية بالتعاون مع “فريق مدى الثقافي” حملت عنوان “الكمان يغني بليغ حمدي”.
الجدير ذكره أن جمهوره في حمص وكل مكان متابع لأنشطته، يهرع إليه لحضور أمسياته حتى يضيق المسرح بهم. وثمة شيء آخر لا بد من ذكره أيضاً، إذ حدث أن الفنان الراحل وديع الصافي وبعد سماعه لعزف مروان غريبة على آلة الكمان قال عنه إعجاباً وتحبباً: إنه “مروان عجيبة”.
.

*سهيلة إسماعيل

.
لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى