باريس تخصص 46 مليار دولار لدعم فواتير الكهرباء وإنقاذ الإنتاج الفرنسي

أعلنت باريس أنها ستخصص 46 مليار دولار لتعويض الزيادة في فواتير الكهرباء في عام 2023.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها، اليوم الثلاثاء، وزير المالية برونو لومير لقناة “سي نيوز”.
وقال الوزير: “في العام المقبل سننفق 45 مليار يورو (46 مليار دولار) لحماية مواطنينا من الزيادة ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء. وهذا يقل بمقدار 180-200 يورو عن كل فاتورة كهرباء منزلية في الشهر”.
وأشار الوزير إلى أن نحو 1.5 مليون شركة ستكون قادرة على تلقي إعانات لدفع فواتير الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 10 مليارات يورو لمساعدة الشركات التي لا تستوفي معايير الدعم، خاصة تلك التي تعمل في الإنتاج الصناعي كثيف الطاقة.
وبحسب الوزير فإن هذا الإجراء ضروري “لإنقاذ” الإنتاج الفرنسي.
يأتي هذا في الوقت الذي تخشى فيه باريس من ارتفاع فواتير الكهرباء بعد أن قلصت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي للدول الأوروبية بنسبة كبيرة منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في أواخر شباط الماضي.
وارتفعت أسعار الكهرباء في فرنسا، الجمعة الماضي، لأكثر من ألف يورو (ألف دولار)، ليسجل أحدث رقم قياسي في مسيرة قطاع الكهرباء في البلاد، حيث تم رفع عقود الطاقة للعام المقبل بنسبة 13%، لتصل أسعار الكهرباء إلى 1022 يورو للعام 2023.
وشهدت فرنسا ارتفاعات مطردة في أسعار الكهرباء حيث تضاعف سعرها أكثر من 10 مرات من العام الماضي، ومن هذا المنظور تتجه باريس لدعم الفواتير.
وبحسب “بلومبرغ”، فإن أسعار الطاقة في فرنسا تحطم الأرقام القياسية على أساس يومي تقريبا، بسبب نقص الواردات الناتجة عن العقوبات المفروضة على روسيا.
وأكد محللون اقتصاديون أن الزيادة غير المسبوقة في تكاليف الطاقة تؤدي إلى زيادة التضخم وتهديد الموارد المالية للأسر والشركات في فرنسا جميع أنحاء أوروبا.
وبدأت الحكومات الأوروبية باتخاذ إجراءات وخطوات “جذرية” للحد من استخدام الطاقة مثل حظر الإضاءة الخارجية للمباني في ألمانيا وخفض درجات حرارة التدفئة الداخلية.
ونوهت “بلومبرغ” إلى أنه من المقرر أن ترتفع فواتير الطاقة في بريطانيا بعد شهر تشرين الأول، بعد أن رفعت هيئة تنظيم الطاقة سقف التكاليف.
وارتفع تكلفة عقد الكهرباء الفرنسي للعام المقبل بنسبة 13٪ إلى 1022 يورو للساعة في بورصة الطاقة الأوروبية، بالإضافة إلى ذلك، ارتفع المكافئ الألماني أيضاً إلى مستوى قياسي، حيث وصل إلى 829 يورو للساعة.
وارتفعت الأسعار أيضا مع إعلان شركة الكهرباء الفرنسية عن عودة عدد من محطاتها النووية إلى العمل في وقت متأخر عما كان متوقعا، حيث ستكون هذه الوحدات مصدراً رئيسياً للطاقة لهذا الشتاء في ظل ندرة الغاز الطبيعي في البلاد.