انخفاض أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات ما قبل العملية العسكرية

بدأت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، العام الجديد بانخفاض، حيث أدى الطقس المعتدل إلى كبح الطلب، لتستعيد مستويات ما قبل العملية العسكرية في أوكرانيا.
وانخفضت العقود الآجلة المعيارية بنسبة تصل إلى 7.9% مسجلة أدنى مستوى لها منذ 21 فبراير/ شباط الماضي، لتواصل التراجع بعد ثلاثة أسابيع من الانخفاضات الصافية، حسب وكالة “بلومبيرغ”، وتشير توقعات الطقس إلى درجات حرارة أعلى من المعايير الموسمية لمعظم المنطقة في الأسبوعين المقبلين، ما سيساعد أوروبا على تجنب استنفاد مخزونها في وقت قريب جداً مع مرور الشتاء.
بعد عام من التقلب الشديد، شهد وصول تكاليف الطاقة إلى مستويات قياسية وسط الأزمة الأوكرانية، انخفضت أسعار الغاز بنحو 47% في ديسمبر/ كانون الأول، وتساعد درجات الحرارة المعتدلة لفترة طويلة، جنباً إلى جنب مع التباطؤ المعتاد في نهاية العام في الطلب الصناعي، المنطقة على الاحتفاظ بمخزونات جيدة حتى نهاية الموسم الشتوي.
وتداولت العقود الآجلة للغاز المعيارية في المركز الأوروبي في هولندا، والتي تسلم الشهر المقبل، بانخفاض بنسبة 2.7% عند 74.28 يورو لكل ميغاواط/ ساعة صباح اليوم في أمستردام، وانخفض الحجم الإجمالي للتداول بسبب العطلة في المملكة المتحدة، وتراجعت أسعار الطاقة أيضاً، حيث خسرت العقود الآجلة للشهر المقبل في ألمانيا 4.5%، وتوقع بنك “جولدمان ساكس” في وقت سابق من العام المنصرم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا نحو 30% في الأشهر المقبلة، وحذر من أن القارة العجوز ستواجه ضغوطاً جدية بدءاً من العام المقبل.
ويرجع الهدوء الأخير في أسعار الغاز إلى بعض العوامل، مثل المخزون الذي اكتمل تقريباً استعداداً لموسم الشتاء المقبل، كما كانت درجات الحرارة هذا الخريف أكثر اعتدالاً مما كان متوقعاً، ما أدى إلى تأخير فترة الاستخدام الكثيف، إلى جانب زيادة التدفقات من الغاز الطبيعي المسال.
وأشارت التقارير الأخيرة إلى أن نحو 60 سفينة تنتظر تفريغ شحناتها من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا. تم شراء بعض هذه الشحنات خلال الصيف وهي تصل مع امتلاء التخزين، لكن رغم التفاؤل بشأن انخفاض أسعار الغاز على المدى القريب، ما قد يخفف بعضاً من أزمة تكلفة المعيشة، إلا أن الضغوط ما زالت كبيرة على القادة الأوروبيين لتأمين الإمدادات على المدى المتوسط.