اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تقارير صادمة والأمم المتحدة تحذر

يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 مايو/ أيار من كل عام، وهو اليوم الذي اختير لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحافيين الإفريقيين الذي نظّمته اليونسكو، وعُقِد في ناميبيا في 3 أيار/ مايو 1991.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1993 موافقتها على اعتبار الثالث من مايو/أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة، على توصية اليونسكو سنة 1991.
وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقاً سريعاً ودقيقاً.
ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تقارير صادمة في 2022
كشف آخر تقرير عن “لجنة حماية الصحفيين(CPJ)” الذي صدر في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، أن عدد الصحفيين السجناء في العالم في العام الماضي بلغ أعلى رقم على امتداد السنوات الثلاثين الماضية، ووصل إلى 363 صحفياً، بحلول الأول من ديسمبر/كانون الثاني عام 2022، بزيادة بنسبة 20 بالمئة عن العام 2021.
ووفقاً للجنة حماية الصحفيين فإن أساليب اعتقال الصحفيين تتجاوز الخطوط الحمراء، فتشمل المداهمات ومصادرة أجهزة الاتصال وإخفاء تقارير التغطيات الصحفية، وإيقاف حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما سجلت الحصيلة السنوية للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين عبر العالم، التي تنشرها منظمة “مراسلون بلا حدود”، رقماً قياسياً أكبر، حيث بلغ عدد المحتجزين في أوساط الأطقم الإعلامية 533، خلال عام 2022، بينما قتل 57 صحفياً في مختلف أنحاء العالم على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، ناهيك عن 65 مختطفاً و49 من الصحفيين في عداد المفقودين.
ووضع التقرير الذي أصدرته المنظمة تحت عنوان “عصر الاستقطاب الجديد” الدول الاسكندنافية على رأس سلم الدول التي تحترم حرية الإعلام، فجاء ترتيب الدول الخمس الأولى كالتالي: النرويج، والدنمارك، والسويد، وإستونيا، وفنلندا، فيما حلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المرتبتين الـ24 والـ42 توالياً، بينما احتلت دولة قطر المرتبة الأولى خليجياً، والرابعة عربياً، والـ119 عالمياً.
وقد أظهرت جائحة كورونا /كوفيد-19/ في الأعوام الثلاثة الماضية، عواقب مناخ التعتيم الذي فرضته كثير من الدول على شعوبها بسبب الفيروس، وأن التغطيات الصحفية التي تنتقد السياسات الحكومية أو الشخصيات العامة غالباً ما تقابل بالملاحقة القضائية.
ورغم انتشار وسائل الإعلام المستقلة في أغلب دول العالم، وظهور التقنيات الرقمية التي تسمح بالتدفق الحر للمعلومات عبر الإنترنت، وتشريع قوانين في عدة بلدان، بشأن حقوق الصحفيين وتجريم استهدافهم، فمازالت حربة الإعلام وسلامة الصحفيين وحرية التعبير، تتعرض للهجوم بشكل متزايد، وتواجه أشكالا من التضييق بحيث تمنع كثيراً من الأطقم الصحفية من أداء مهامهم بشكل مهني.
وأظهر التصنيف العالمي لحرية الصحافة، ما سماه “الآثار الكارثية لفوضى المعلومات”، في عام 2022، حيث أصبح الفضاء الرقمي غير خاضع للمعايير ولا التنظيم ولا التنافس البناء، ما جعله ساحة خصبة لانتشار المعلومات الكاذبة والدعاية، وركز التقرير على نموذج الحرب في أوكرانيا، لبيان حجم الاستقطاب العالمي وتصدع الأسس التي بنيت عليها الديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان.
وتمثل حياة الصحفيين ضريبة المهنة التي قرروا الانتظام فيها والدفاع عن مكتسباتها، ورغم انخفاض عدد الصحفيين الذين قتلوا أثناء ممارسة العمل الإعلامي خلال عامي 2020 بـ50 صحفياً و2021 بـ48 صحفياً، إلا أن عام 2022 شهد ارتفاعا بنسبة 19 بالمئة.
الأمم المتحدة تحذر من الأخطار التي يتعرض لها الصحفيون حول العالم
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام باتوا يواجهون “تسييساً متزايداً لعملهم” وتهديدات تزداد يوماً بعد يوم، تخص حريتهم في أداء وظائفهم بيسر، وذلك في اليوم العالمي لحرية الصحافة.
في حين قالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، بالمناسبة ذاتها، أن أكثر من خمسة أشخاص من أصل ستة في العالم يعيشون في بلد سجل تراجعاً على صعيد حرية الصحافة خلال السنوات الخمس الماضية.
وأكدت أنه “من غير المقبول” أن يتعرض صحافيون “للمضايقة والهجوم، وأحياناً يسجنون، وذلك فقط لأنهم يقومون بعملهم”.
وقد شكل مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين الفلسطيني، قبل عام في شهر مايو/أيار الماضي، واحداً من أبرز الشواهد لهذا العام على المخاطر التي تهدد الصحفيين خلال تأديتهم لعملهم، لكن هذا الانتهاك لم يكن الوحيد الذي يسجل على الأراضي الفلسطينية هذا العام، حيث رصدت مؤسسة “سكايز” أكثر من 250 انتهاكاً أغلبها اعتداءات مباشرة لجيش الاحتلال على الصحفيين.
المصدر: وكالات