
بين وسادتين
أدفن رأسي كنعامةٍ..
كرضيعٍ بين نهدين
أمصُّ إصبع الوقت..
أنا الذي دائماً ما أُعربُ عن قلقي كسفيرٍ للسلام
بين وسادتي المُمتلئة بريش الخيبة
ووسادتك الباردة من قطن الغياب..
أعقدُ صفقةً مشبوهةً وفاشلة
أُخّبئ بينهما حصّتي منك في الصور..
الحديثة منها في هاتفي الذكي
والقديمة التي جرى تحميضها سابقاً في قلبي..
هكذا أغرق بلا طوق نجاة
يبتلعني السرير إلى القاع
كبطاقةٍ نفذ رصيدها منك
سحبتها ماكينة صرّاف آلي
خالية من النقود
وعلقت في الداخل..
أدور بمقدار 180 درجة حزن..
يقول لي أبي دائماً :
لا تُحدّق كثيراً في المرايا
كي لا تُصاب بالمسّ..
حسناً..
لا مرآة أمامي إلا مروحة السقف يا أبي..
مُبتسماً بيني وبينك في الصور،
أقرأ المُعوّذتين
وآية الكرسي..
يعزّ عليّ هروب الشيطان
من الباب الخلفي..
ليبحث لنا.. عنا..
ليملأ وسائدنا الفارغة..
أنت الغائبة بملء إرادتك روحاً وجسداً..
وأنا الغائب رغماً عني بروحي،
حاضراً بجسدي
ويحدّق في مروحة السقف يا أبي..
.
.
*شاعر وكاتب فلسطيني – سوريا
*المنحوتة للفنان النحات القدير غازي عانا- سوريا
.
تابعونا على صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews