المهارة والانسجام.. أسلحة الأخضر السعودي في المونديال

ربما لا يحظى المنتخب السعودي لكرة القدم بالمهارة الاحترافية الأوروبية نفسها التي يتمتع بها منافسوه في بطولة كأس العالم 2022، لكن الفريق يمتلك من الأسلحة ما يجعله قادرا على مواجهة التحديات الصعبة في مجموعته بالدور الأول للبطولة.
ويخوض المنتخب السعودي فعاليات الدور الأول لمونديال 2022 ضمن المجموعة الثالثة مع منتخبات الأرجنتين وبولندا والمكسيك، الذين ينتشر لاعبوهم في الأندية الأوروبية الكبيرة ويمتلكون خبرة احترافية تراكمية من احترافهم الأوروبي على مدار سنوات، إلا أن المنتخب السعودي يمتلك الأسلحة الخاصة به، والتي لا تجعله بمثابة ضيف شرف في هذه المجموعة، حيث يمكنه الصمود في مواجهة هذه الخبرات الاحترافية.
ويأتي في مقدمة هذه الأسلحة التي يتمتع بها الفريق، المهارة العالية للاعبيه، والتي تظهر بوضوح في مشاركات أندية المملكة في البطولات الآسيوية، إضافة إلى تألق المنتخب السعودي بشكل لافت خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2022، حيث تصدر الفريق مجموعته في التصفيات بجدارة متفوقا على المنتخب الياباني.
كما يتمتع المنتخب السعودي بميزة أخرى تكمن في الانسجام الواضح بين لاعبيه في الملعب كونهم يلعبون جميعا في الدوري السعودي، وينتمي معظمهم لأندية الهلال والنصر والشباب واتحاد جدة ما يمنحهم فرصة أفضل للانسجام سويا، إضافة إلى فرصة الاستعداد الجيدة بعيدا عن مواعيد الأجندة الدولية، وهو ما وضح من خلال عدد المباريات الودية الكبير التي خاضها الفريق في الشهور الماضية.
يساعد المدرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للفريق في إضفاء بصمته على أداء الفريق من مباراة لأخرى وتجربة جميع أساليب اللعب التي يرغب في تطبيقها، ويعتبر وجود هذا المدرب على رأس القيادة الفنية للفريق من أهم الأسلحة أيضا بفضل الخبرة الهائلة التي يمتلكها والتي مكنته من صنع إنجازات مميزة على مدار سنوات مضت.
كان رينار تولى تدريب المنتخب السعودي في منتصف 2019 بعدما قاد المنتخب المغربي في كأس العالم 2018 بروسيا، وقدم معه عروضا قوية في مجموعة صعبة ضمت منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران، ولا يزال رينار هو المدرب الوحيد الذي قاد منتخبين مختلفين للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية، حيث كان هذا مع منتخبي زامبيا في 2012 وكوت ديفوار في 2015 .
وهو يطمح اليوم إلى استغلال هذه الخبرة الكبيرة في قيادة الفريق إلى الأدوار الإقصائية للمونديال للمرة الأولى منذ 1994، والتي شهدت بلوغ الفريق دور الـ16 للمرة الوحيدة في تاريخ مشاركات المنتخب السعودي بالمونديال علما أنها كانت الظهور الأول للفريق في المونديال، ومنذ ذلك الحين، فشل المنتخب السعودي في اجتياز دور المجموعات في 4 مشاركات أخرى بالمونديال، وهو ما يسعى الفريق إلى تغييره في مشاركته بالبطولة عن طريق نسخة 2022 .
قد يصبح السلاح الأكثر أهمية للمنتخب السعودي في مونديال 2022 هو إقامة البطولة في بلد مجاور (قطر) ما يسمح للجماهير بالزحف خلف فريقها بأعداد هائلة ومنح الفريق أفضلية هائلة في مواجهة منافسيه بالمجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة.
يعتمد المنتخب السعودي في المونديال على مجموعة من اللاعبين الموهوبين أصحاب المهارة العالية مثل فراس البريكان وسلمان الفرج وصالح الشهري وفهد المولد وسالم الدوسري وياسر الشهراني إضافة لحارس المرمى محمد العويس.
تتبقى قدرة الفريق على الاستفادة من مهارات هؤلاء اللاعبين مع خبرة رينار التدريبية والدعم الجماهيري الكبير المتوقع من أهم العوامل التي يعول عليها المنتخب في مواجهة مسيرته الصعبة بالدور الأول للمونديال، والذي يستهله بأصعب مواجهة ممكنة حيث يلتقي المنتخب الأرجنتيني في 22 نوفمبر الحالي.
ويتطلع المنتخب السعودي إلى تحقيق المفاجأة والخروج من هذه المباراة بأفضل نتيجة ممكنة لتكون دافعا وحافزا جيدا للفريق في مباراتيه التاليتين بالمجموعة أمام منتخبي بولندا والمكسيك في 26 و30 من الشهر نفسه.