الممثل الشاب سالم بولس.. لست منشغلاً بزيادة شهرتي، بل يهمني إثبات موهبتي وجدارتي
لم يرعبني العمل مع الكبار وحرصت على أن تكون ثقتهم بي في محلها

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
لم أكن لأتوقع في أكثر اللحظات تفاؤلاً، حين كنت أبارك لصديقة الصبا بمولودها الجميل الذي بين يدي، أنه بعد عقدين ونيف سيصبح ابنها سالم بولس فناناً ممثلاً في السينما والتلفزيون، يصاحب الإصرار على النجاح، ويقطف التميز دوراً إثر دور.
قدم سالم بولس خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة من الأدوار المختلفة، في مسلسلات (حدث في دمشق، مدرسة الحب، ابو خليل القباني، القربان، امرأة من رماد، الطواريد، تحت سماء الوطن، بقعة ضوء) وغيرها التي تركت آثارها سواء لدى الجمهور أو المخرجين الذين عاودوا دعوته للقيام بأدوار أخرى في “دقيقة صمت” و”حارس القدس” وأدوار سينمائية في أفلام (مريم- ردّ القضاء- دمشق حلب).
ويواصل اليوم نجمنا الشاب سالم بولس، مشواره في درب الفن، مؤمداً في حوار “الوسط” معه أنه سيظل مستعيناً بموهبته وجديته وإصراره على النجاح.
نعرف أنك أكاديمي درست فن التمثيل.. لكن صادف تخرجك عام 2011 مع بداية الأزمة السورية. هل أعاقت الحرب خططك وطموحاتك؟
بالطبع للأسف.. أعاقت الحرب بعض من طموحاتنا ليس فقط الفنية، وإنما المستقبلية على جميع الأصعدة .. لكن والحمد الله بعد انتهاء الحرب الآن، نأمل بالتحسن أكثر في الفن وسواه.
درست الفن على يد الدكتور سمير عثمان والاستاذ الروسي فيودور بيرزيريف، فضلاً عن أساتذة كبار في الفن.. ما الأثر الذي تركه كل منهم على أدائك؟
كل أستاذ علمني شيئاً بتّ أستفيد منه الآن. سواء في الأداء الحركي أو الإلقاء أو الصوت أو القراءات المسرحية… الخ كل هذه الأمور تبني الممثل. فالأستاذ سمير عثمان اسم معروف وكل من درس وتتلمذ في الفن على يديه يتعلم ويتقن أسس فن التمثيل. وكذلك الأستاذ فيودور، الذي تمكنت من التدرب والحصول على حصص لديه قبل الحرب وتعلمت من خبرته الطويلة، فقد كان أستاذاً لعدة نجوم في الماضي مثل قصي خولي وباسل خياط وسلافة معمار.
على الرغم من ظروف الحرب، يبدو جيداً لمتابعك، أنك نشط وتشارك في العديد من الأعمال الفنية (قياساً بزملائك الشباب) هل تطارد الفرص أم هي تسعى إليك؟
أعتقد بأن سر هذه المهنة هو الإصرار والتمسك بالحلم والطموح. إنما لأنني ما زلت أشق طريقيـ لذا أحاول اغتنام الفرص وتقديم نفسي بالشكل الأنسب وتقديم الأداء المطلوب. كما أن هناك فرص عدة تُعرض علي، وأعرف ماذا أختار أو أقبل.
أن يختارك المخرج نجدة أنزور، لأداء شخصية صعبة ومركبة، يفترض أن تؤدي دورها بلهجة وملامح وكاركتر صعب، ألم “ترعبك” هذه الثقة، وأنت في بداية مشوارك الفني؟
الممثل هو خلاصة موهبة وشغف وحضور وثقافة واجتهاد، ويجب أن يمتلك ثقة فيما يتمتع به. وأنا ممثل درست فن التمثيل على أيدي أفضل الاساتذة، لذلك لم ترعبني ثقته، خاصة أن العمل مع الاستاذ نجدة فرصة كبيرة. بل حرصت على أن تكون ثقته في محلها فلا أخذله. ولا أخفيكِ أنا أستمتع بأخذ الفرص الكبيرة مع اساتذة لهم تاريخهم الفني الكبير، كي أثبت جدارتي وحسن اختيارهم لي. كما حدث مع شخصية “عبدو” السجين الحلبي، في فيلم “رد القضاء”.
شاركت أيضاً في فيلم “مريم”، أعدنا إلى ذكرياتك في هذا الفيلم؟
فيلم “مريم” كان أول مشاركة سينمائية لي.. وقفت أمام كاميرا الكبير باسل الخطيب والنجمة سلاف فواخرجي. والفيلم حقق جوائز عالمية. وحقيقة أشعر بالحظ والإنصاف بهذه المشاركة.
للمرة الثالثة يقدمك المخرج باسل الخطيب -المحبوب من الممثلين والفنيين- فبعد فيلم “دمشق حلب” ها أنت تنهي دورك في مسلسل “حارس القدس” بدور شقيق المطران ايلاريون كبوتشي. أريد أن تحدثنا عن دورك (لا أطلب منك حرق الشخصية).
العمل مع الاستاذ باسل الخطيب كان حلمي منذ الصغر.. وقد حققته. فمن يتابع أعماله يدرك أنه ليس مخرجاً عادياً وإنما هو مبدع صاحب رسالة فنية على جميع الأصعدة. وقد أسند لي دور رزق كابوتشي الأخ الصغير للمطران ايلاريون الذي يمشي على تعاليم شقيقه الكبير. ويبقى بجانب والدته يواكب ما يجري من أحداث. وجدياً استمتعت بهذه الفرصة مع مخرج العمل ونجومه الكبار.
في التلفزيون كان آخر أدوارك “النقيب” في مسلسل “دقيقة صمت” وقبلها قدمت العديد من الأدوار في عدة مسلسلات. دعنا نتعرف إلى النمط الذي تحبه في الدراما: كوميديا، تاريخي، اجتماعي، بيئة شامية…إلخ
أميل أكثر إلى الأعمال الاجتماعية الحقيقية القريبة من واقعنا. ولكن يجب على الممثل برأيي أن ينوع في اختياراته. لئلا يكون نمطياً. وقد سبق أن خضت تجربة كوميدية في مسلسل “الطواريد” الذي تمّ تصويره في الإمارات. وكنت مستمتع بها جداً. ولكنني حتى الآن لم أشارك بأعمال بيئة شامية. وإن كنت أتمنى أن أقدم هذه التجربة في حال كان هناك ما هو مناسب.
كما أسلفتَ درست الفن في “مدرسة الفن المسرحي” على يد كبار الفنانين، وعملت مع بعض نجوم المسرح مخرجين وممثلين، لماذا لم نرك في المسرح بعد؟
بصراحة عرض علي السنة الماضية عمل مسرحي مع المسرح القومي. ولكنني كنت ملتزم بأداء دوري في المخرج الراحل شوقي الماجري في مسلسل “دقيقة صمت” مع النجم المحبوب عابد فهد، ولم أستطع التنسيق بينهما.
نجد أن هموم النجوم الجدد وهاجسهم الشهرة. وهذا حق لا ننكره عليهم. لكن لا نعرف إن كان ثمة معاناة أو عثرات يصادفونها. حدثنا عنك: هل أنت راغب بالشهرة أم لديك رسالة مضافة أو هاجس ما؟
هاجسي العمل.. أنا أعمل بجد واجتهد، ولا أفكر كيف أزيد من شهرتي بقدر إثبات جدارتي وموهبتي. وبالتالي من يعمل بجد تأتيه الشهرة والنجاح بطريقة تلقائية.
وبناء عليه: هل ثمة صعوبات تعترض طريقك؟ كصعوبة إيجاد فرص عمل في الأعمال الفنية. أو حجم الأدوار .. ؟
للأسف نعم هناك صعوبات! مثل قلة الانتاج الحالي في سورية. فبالتالي الخيارات تكون قليلة. كما أنني خريج معهد خاص وليس معهد عالي. مع أنني درست ذات المنهاج لدى ذات الأساتذة، إلا أن بعض المخرجين يفضلون طلاب المعهد العالي، ولا يرون الممثل بالشكل الصحيح. أو بحسب موهبته وإمكانياته (!)
هل لديك جديداً تستعد لتصويره؟ وما هي آمالك على صعيد الدراما والسينما كنجم شاب؟
انتهيت من تصوير دوري في مسلسل “حارس القدس” وقريباً أؤدي دوري في مسلسل “بورتريه” اخراج باسم السلكا. على أمل أن أستطيع تقديم الافضل دائماً في السينما والدراما التلفزيونية.
إن رغبت بتمرير رسالة إلى المعنيين بالفن السوري من خلال “الوسط” تفضل لك المساحة.
أتمنى من بعض المخرجين السوريين أن يتعاملوا مع النجوم الشباب بطريقة احترافية أكثر، عن طريق “كاستينغ” أوسع لهم. وأن لا يتشبثوا برأي جامد، طالما المواهب أمامهم غير خافية.