المراكز الثقافية تعاود نشاطها بدون جمهور.. كيف ذلك؟!

المراكز الثقافية تعاود نشاطها بعد انقطاع دام نحو شهر.. لكن عودتها كانت بدون جمهور!
فبسبب الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا قبل شهر من اليوم، أوقفت وزارة الثقافة السورية، كافة فعاليات مراكزها. ودعت الإدارات إلى تقديم كل ما يلزم لعائلات الضحايا والمنكوبين من الزلزال، سواء مقار المراكز أو التوعية الثقافية أو الكوادر البشرية التطوعية.
واليوم، ها هي المراكز الثقافية تعاود نشاطها إنما على استحياء وبتقنين! حيث تعتمد الفعاليات على أنشطة محددة، تبقي المراكز في حالة حضور خجول، لكنه أفضل من الغياب الكلي.. ونصيب كل مركز ثقافي في دمشق نشاط أو فعالية واحدة، لا تتم فيها دعوة الجمهور!
.

المراكز الثقافية تعاود نشاطها
اقتصرت الفعاليات التي عاودت المراكز الثقافية أنشطتها من خلالها، على ندوات وأمسيات للكبار، ومحاضرات وورشات للصغار، تمّ تسجيلها وبثها على صفحات المراكز (أبوزمانة- كفرسوسة- المزة- العدوي- الميدان).
منها كلمة قيّمة للأب الموقر الياس زحلاوي عن الزلزال ودور الإيمان في تهدئة النفوس وإبعاد القلق عن محيطنا. ودراسة بحثية للأستاذ ماهر جميل عن الجسد السليم والغذاء. وندوة لمجموعة أدباء عن دور ثورة آذار في نهضة الأدب السوري.
إضافة إلى محاضرة خاصة بصعوبات التعلم عند الأطفال والحلول المقترحة للأستاذة رفيف العاني. وورشات رسم ومطالعة وأشغال يدوية للأطفال.
فيما امتلأت حسابات الفيسوك الخاصة بالمراكز أعلاه، بنعوات للأدباء والمبدعين الذين توفاهم الله خلال شهري شباط وآذار، مع إعداد منشورات تعريفية بهم.
.

فعاليات بدون جمهور
فكافة الأنشطة التي أقامتها المراكز الثقافية في دمشق، تمت دون جمهور، وتوزعت على وسائل التواصل وجلسات الإنترنت وتسجيلات صوتية، نتطرق إليها لاحقاً.في عودة إلى المحاضرة الثقافية التي قدمتها الدكتورة غالية اسعيد، عرّفت من خلالها المرأة وتكوينها العاطفي وقوتها، وتحدثت عن دورها الإيجابي بين الماضي والحاضر في مختلف ميادين الحياة. والدور المنوط بها مستقبلاً. واي دور يقع على عاتقها في تنشئة الجيل الجديد، بوصفها الأم التي تربي وتهتم بالأبناء، وهي الزوجة والعاملة…
“الوسط” كانت ضمن الجمهور، وسألناه عن تقديرها لسبب تغيب الرجال عن المحاضرة، رغم الأهمية التي يوضحها العنوان؟! فأجابت ضاحكة: يبدو لا أحد من الرجال يريد معرفة ماهية قوة المرأة (!)
.

بدلاً عن الحضور الشخصي
ذكرنا في مطلع التقرير، أن العديد من الفعاليات تتم دون وجود جمهور في صالات أو قاعات المراكز. فأي الوسائل التي اتبعت بدلاً عن الحضور الشخصي لأمسية شعرية؟ وكيف تمّ ذلك؟
أقام مؤخراً أعضاء نادي الشباب الأدبي في المركز الثقافي بالميدان، أمسية شعرية. عبّر المشاركون من خلال قصائدهم، عن واقعهم وآلامهم وآمالهم، بخاصة في ظل ما أحدثه الزلزال. دون حضورهم الشخصي للمركز، وبالتالي بدون جمهور مباشر!
بسؤال المشرفة الأستاذة إيمان ليلا عن طريقة الاشتراك، أجابت “الوسط”:
“تمّ تسجيل النصوص بطريقة “الفيديو” وإرسالها إلى المجموعة الخاصة بهم، عن طريق إحدى وسيلة التواصل “اليوتيوب” بعد اقتراح مني شخصي، لهذا الحل البديل. بحيث تمّ نشر إعلان للقراء كي ينضموا إلى صفحة الفيسبوك الخاصة بالمركز، ليتابعوا الأمسية ويشاركوا في النقاش والمداخلات المتعلقة بنصوص الشعراء الشباب المشاركين وهم: (إيمان هزيمة- جلال علي- بتول كلسلي).
.

من جهة أخرى، توقعت إدارات المراكز الثقافية التي تواصلت معها “الوسط” أن تعود الفعاليات بقوة وجدية مطلع الشهر المقبل “نيسان”. بينما تستعد الآن المراكز عينها لتحضير فعاليات وأنشظة خاصة بيوم الأم الذي يصادف يوم 21 آذار. على أمل أن تكون فعاليات فنية وثقافية تتيح للجمهور حضورها.
.
*روعة يونس
.
صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter