المخرجة الأفغانية رؤية سادات بصدد عمل أوبرالي في سياتل الأميركية

كانت المخرجة الأفغانية رؤية سادات تهمّ بإطلاق إنتاج عمل أوبرالي في مدينة سياتل الأميركية يستند إلى رواية “ألف شمس بديعة” لمواطنها خالد حسيني عندما علمت بسقوط مسقط رأسها هيرات في أيدي حركة طالبان.
وهذا الكتاب الذي حقق مبيعات عالية بعد صدوره عام 2007، ويشكّل اقتباسه التجربة الإخراجية الأوبرالية الأولى لرؤية سادات، يتناول مصير امرأتين اتسمت حياتهما بقمع الحقوق والحريات خلال حكم طالبان في تسعينات القرن العشرين.
المخرجة الأفغانية رؤية سادات تحول الرواية عملاً أوبرالياً
وكانت المخرجة الأفغانية ترمي من تحويلها هذه الرواية عملاً أوبرالياً، إلى الإضاءة على مرحلة مظلمة من تاريخ بلدها، لكنّ عودة الحركة إلى السلطة عام 2021 نزعت عن عملها الطابع التاريخي وجعلته في صلب الواقع الراهن.
فاستعادة حركة طالبان مقاليد الحكم، غيّرت عالم رؤية سادات والعالم الذي أرادت إحياءه على خشبة المسرح.
وأضفى هذا التطور أهمية إضافية على هذا العمل الأوبرالي، إذ إن موضوع القصة بدا مواكباً للواقع، نظراً إلى أن طالبان تقصدت بشكل منهجي تشديد قبضتها على حريات المرأة، رغم تعهدها أنها ستتبع في حكمها هذه المرة نهجاً مختلفاً.
وقالت رؤية سادات في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل العرض الأول للعمل في 52 شباط-فبراير في مدينة سياتل بولاية واشنطن “عندما بدأت، قلت لنفسي + فلنحاول جمع مزيد من العناصر الرمزية، بحيث تتناوب السريالية والواقعية+” في العرض.
وأضافت “لم يكن للتغيير أثر عاطفي فحسب عليّ، بل أثّر على نظرتي إلى هيكلية العمل الأوبرالي، وآثرت استخدام مزيد من الواقعية وإبراز الوضع كما هو في الواقع”، إن من حيث الألوان أو الأزياء أو السينوغرافيا.
وهذا الوضع القائم على الأرض، خبرته المخرجة السينمائية جيداً، إذ اضطرت إلى مواجهته عندما تسلمت طالبان السلطة في المرة الأولى، وفرضت قيودها المشددة على الفنون، قبل أن تصبح سادات إحدى أبرز المخرجات الأفغانيات بعد الإطاحة بحكم الحركة عام 2001.
ولم تشذّ سادات عن هذه القاعدة في اقتباسها الأوبرالي لرواية “ألف شمس بديعة”، إذ رأت فيها قصة عن صمود النساء، “أول من يعاني دائماً” من النزاعات والعنف السياسي.
ولاحظت أن “النساء اليوم هنّ الوحيدات اللواتي يعارضن بشجاعة في أفغانستان”، وأنهن “يبقين صوتهنّ عالياً حتى لو عذبتهنّ حركة طالبان واستبعدتهنّ”. وقالت إنها، عبر هذه الأوبرا، تدعو الجميع إلى “أن يسمعوا هذا الصوت”.