المجاعة تدق أبواب تيغراي الإثيوبية

|| Midline-news || – الوسط …
حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من نفاد التمويل المخصص لبرامجها الإنسانية في إقليم تيغراي الأثيوبي، وقالت إنها لن تتمكن من دفع رواتب الموظفين أو الموردين في الإقليم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال حق: “مخزون المساعدات الإنسانية ينضب بسرعة داخل تيغراي، واعتبارًا من الإثنين الماضي، لم يكن لدى برنامج الأغذية العالمي وشركائه سوى ما يكفي من الغذاء لإطعام حوالي 1.9 مليون شخص”.
وأضاف: “تنفد الأموال النقدية من المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ولا يمكننا دفع رواتب الموظفين أو الموردين”.
وتابع المتحدث الأممي: “ما لم نتمكن من إدخال الوقود والنقود والإمدادات وعمال الإغاثة إلى تيغراي في الأيام المقبلة، فلن تتمكن بعض البرامج الإنسانية من العمل”.
وفي 28 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت أديس أبابا وقف إطلاق النار من جانب واحد، لأسباب إنسانية، أثناء انسحاب قواتها من تيغراي، حيث تواجه ضغوطا دولية متزايدة، مع استمرارها في عزل الإقليم عن بقية العالم.
وفي 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، اندلعت اشتباكات في الإقليم بين الجيش الإثيوبي و”الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم، ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
وفي 28 من الشهر ذاته، أعلنت إثيوبيا، انتهاء عملية “إنفاذ للقانون” بالسيطرة على الإقليم بالكامل، على الرغم من ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قُتل آلاف المدنيين.
و خلف النزاع الدائر بين الحكومة المركزية فى إثيوبيا بقيادة آبى أحمد وجبهة التحرير فى ولاية تيغراي الشمالية الإثيوبية منذ 8 أشهر، وراءه آلاف القتلى وملايين من النازحين، وفي ظل تدهور الأوضاع في الإقليم يواجه أكثر من 400 ألف شخص المجاعة وبات 1,8 مليون آخرين على عتبة المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
والأسابيع الماضية أطلق مسئول رفيع المستوى فى الأمم المتحدة تحذيرا، قائلا: “أكثر من 400 ألف شخص دخلوا في مجاعة في إقليم تيغراى”، داعيا لوقف إطلاق النار.
ولفتت منظمات غير حكومية وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن القوات الإثيوبية دمرت خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيجراي.
فيما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينغام الجمعة الماضي خلال أول اجتماع عام لمجلس الأمن الدولي حول تيغراي منذ بدء النزاع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن الوضع تدهور بشكل كبير.
وتسببت الحرب فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيغراي يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.
وقال البرنامج إنه استأنف عمليات الإغاثة بعد توقف ليومين، وأعرب عن أمله فى الوصول إلى 30 ألف شخص “بحلول نهاية الأسبوع”. لكنه أعرب عن أسفه لتدمير جسرين رئيسيين يؤديان إلى تيغراي وشدد على أن أرواح الناس مهددة جراء ذلك.
وتابع البرنامج أن “العائلات تتلقى بعضا من آخر مخزونات برنامج الأغذية العالمي من الغذاء. ستهدر أرواح إذا لم تُفتح طرق الإمداد المؤدية إلى تيغراي بالكامل واستمر أطراف النزاع في تعطيل أو تعريض حرية حركة (شاحنات) برنامج الأغذية العالمي وغيره من وكالات الإغاثة للخطر”.
وشددت دول عدة من بينها الولايات المتحدة وإيرلندا والمملكة المتحدة التي تقف وراء الاجتماع الذي عارضته الدول الأفريقية باعتبار أن الأمر يتعلق بشأن إثيوبي داخلي، على أن وصول المساعدات الإنسانية يجب ألا تشوبه أي عراقيل.
بدوره حذر منسق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في منطقة تيغراي المحاصرة في إثيوبيا وشمالي البلاد، وأن مئات الآلاف أو أكثر من السكان معرضون لخطر الوفاة.
وقال مارك لوكوك إن الاقتصاد دُمر إلى جانب الأعمال التجارية والمحاصيل والمزارع، بسبب الأعمال القتالية، مشيراً إلى عدم وجود خدمات مصرفية أو اتصالات في هذه المنطقة.
وأضاف لوكوك في بيان: “نسمع بالفعل عن وفيات مرتبطة بالجوع. يتعين على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده، لاسيما من خلال توفير الأموال”.
المصدر: وكالات ، مواقع إخبارية