الكرملين يسمح للشركات الروسية بتجاهل مساهميها الأجانب

سمح الكرملين بأن تقوم الشركات الروسية الكبرى باستبعاد تصويت المساهمين الأجانب فيها من الدول “غير الصديقة” لهذا العام، ما سيؤثر في نحو /12/ شركة وفقاً لوكالة إنترفاكس الروسية.
وذكر مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاجراء ينطبق على الشركات الروسية الكبرى في قطاعات الطاقة والهندسة والتجارة التي يخضع مالكوها لعقوبات دولية أو حتى تلك التي لديها أقلية من المساهمين الأجانب، كما يجب أن يكون حجم مبيعات الشركة قد تجاوز /100/ مليار روبل (نحو 1,5 مليار دولار) في السنة المالية السابقة، وسيظل هذا الإجراء “المؤقت” سارياً حتى نهاية العام ويعود للشركة أن تقرر فيما إذا كانت ستحتسب أصوات مساهميها “غير الأصدقاء” أم لا.
ويأتي المرسوم كجزء من خطوات عدة اتخذها الكرملين للتخفيف من المشكلات المرتبطة بالعقوبات الغربية التي أعقبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واشتكى العديد من رؤساء الشركات الروسية مؤخراً من عدم تمكنهم من إقرار ميزانياتهم السنوية لشركاتهم، أو تعديل تشكيل مجالس إدارتهم لعدم وجود توجه واضح يتعلق بمشاركة المساهمين الأجانب.
وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين صرح في مارس (آذار) الماضي أن بلاده ستمنع مؤقئاً المستثمرين الأجانب من بيع الأصول الروسية لضمان اتخاذهم قراراً مدروساً وليس قراراً مدفوعاً بالضغط السياسي في وقت تواجه موسكو عقوبات غربية مشددة.
وأظهر مرسوم حكومي سابق أن صندوق الثروة السيادية الروسي الضخم سيتعرض للضغط أيضاً حيث أنفق ما يصل إلى تريليون روبل (10.3 مليار دولار) لشراء أسهم في شركات روسية ما يؤكد تقريراً سابقاً لوكالة “رويترز”.
وقال رئيس الوزراء في اجتماع حكومي: “في وضع العقوبات الحالي يضطر رواد الأعمال الأجانب لأن يكونوا موجهين ليس بالعوامل الاقتصادية، ولكن لاتخاذ قرارات تحت ضغط سياسي” مضيفاً: “من أجل إعطاء رجال الأعمال فرصة لاتخاذ قرار مدروس، تم إعداد أمر رئاسي بفرض قيود مؤقتة على التخارج من الأصول الروسية”.
وسرعت السلطات الروسية جهودها للرد على العقوبات القاسية المتزايدة التي تفرضها الدول الغربية منذ عمليتها العسكرية في أوكرانيا يوم الخميس الماضي وتتراوح الإجراءات بين القيود المفروضة على قدرة البنك المركزي على استخدام احتياطياته من الذهب والعملات الأجنبية، إلى استبعاد البنوك الروسية الكبرى من النظام المالي العالمي.
وقالت شركات عالمية تعمل في روسيا منذ عقود إنها ستوقف الاستثمارات بما في ذلك BP”” و”Shell” المساهمين على التوالي في أكبر شركة للطاقة في روسيا “”Rosneft ومصنع “”Sakhalin 2 للغاز.
وحذر معهد التمويل الدولي “IIF” وهو مجموعة تجارية تمثل بنوكاً كبرى من أن روسيا من المرجح للغاية أن تتخلف عن سداد ديونها الخارجية، فيما حذر الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات من أن التخارج من الأصول الروسية قد يكون صعباً حتى دون الحظر المؤقت، وقال فريدمان في لقاء صحفي سابق في لندن: “لا أعتقد أننا سنكون قادرين على بيع أصول في روسيا بالوقت الحالي لأنه لا يوجد مشترون”.