العناوين الرئيسيةالوسط الثقافي

الكبار يكرمون الكبار … في معرض “فنان بريشة فنان”

 

الكبار يكرمون الكبار … في معرض “فنان بريشة فنان” حيث كسر الركود الذي فرضته ظروف الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا الشهر الماضي، وتوقفت الفعاليات الثقافية والفنية، لتفرغ الفنانين وأهل الأدب والثقافة لعرض لوحاتهم وإصداراتهم للاقتناء، بغرض التبرع، والانخراط في العمل التطوعي.
الكبار يكرمون الكبار … عبر نخبة من كبار فناني التشكيل السوريين، ممن قاموا برسم زملائهم في الفن.. والتكريم كان كريماً، فلم يقتصر على تقديم لوحة واحدة.. بل قدم كل فنان مشارك ثلاث لوحات (بورتريه) لزميل له من مؤسسي الحركة الفنية الأموات منهم؛ والأحياء الذين حضروا المعرض الذي أقيم قبل يومين برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح، في صالة عشتار  “Ishtar Gallery” لمؤسسها الفنان التشكيلي الكبير عصام درويش.. بحضور جمهور كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين وعشاق الفن التشكيلي.. ليشكّل المعرض الذي يستمر لغاية يوم 21 آذار، مبادرة -إن لم يكن سابقة- اتسمت بالنبل وروح الصداقة والعرفان، لأهل الفن فيما بينهم، وإحياءً لذكرى من توفاه الله.
.

الكبار يكرمون الكبار
وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح تتوسط الفنانين

 

“فنان بريشة فنان”

شارك في المعرض باقة من كبار فناني التشكيل في سوريا: إدوار شهدا، غسان النعنع، جبران هدايا، عصام درويش، عبد الله مراد، نزار صابور، أحمد إبراهيم، فؤاد دحدوح.. ومشاركة الشابة إليانور كنج في لوحتين. وإلى جانب لوحات بورتريه لكل من لؤي كيالي، فاتح المدرس، نصير شورى، الياس الزيات، نزير نبعة، إحسان عنتابي، يوسف عبدلكي، الياس حموي، محمود حماد. قام الفنانون المشاركون برسم فنانين مشاركين في المعرض. ولعل الثنائي فاتح المدرس ولؤي كيالي، الأكثر رسماً من قِبل الفنانين المشاركين.

وعلى الرغم من كون فن “البورتريه” ينتمي إذا صح القول إلى المدرسة الواقعية، أو مشابهة النموذج الأصلي. إلاّ أن الأعمال المعروضة حجزت لكل فنان ريشته وألوانه وكتله وإضاءاته وخطوطه، وعكست روحه، وتطور تقنيات هذا الفن.

الكبار يكرمون الكبار
لوحة الفنان صابور للفنان يوسف عبدلكي يقف بالقرب منها

 

“الكبار يكرمون الكبار”

لم يقتصر معرض “فنان بريشة فنان” على كونه فرصة للحضور كي يطّلعوا على (كيف) رسم الفنان زميله أو أستاذه أو ملهمه. بل أيضاً (لماذا) رسمه؟
اختار الفنانون المشاركون في المعرض، كل منهم على حدا؛ فناناً لرسمه.. ليخلّده مجدداً في لوحة لن يحدّها بروازها الخشبي، لأن فضاءات المحبة والتقدير والتكريم لا يمكن أن تُحدّ.
ربما من هنا تفرّدت أعمال عصام درويش، التي لم تذهب إلى تفصيل ملامح الوجه فقط.. فإلى جانب براعة الخطوط ومساحات الألوان والسباحة في الذهب لتوضيح سمات الوجه، وتحديد زوايا الضوء، كان إعطاء الأبعاد الدرامية والرمز؛ بل والروح التي يتصف بها كل من يوسف عبدلكي ولؤي كيالي وغسان النعنع، تعبيراً بيّناً عن الحب والجمال والذكاء الفني.

فيما تفرّد أيضاً عبدالله مراد في فكرة أعماله التي خالف بها أساس المعرض! حيث لم يرسم فناناً بعينه! بل قدم ثلاث لوحات لفنان غير واضح الملامح والهوية، كرمز يقصد به كل فنان، ويختصر من خلاله (الفنانين).

 

جانب من المعرض وزوّاره

 

“زوّار المعرض التشكيلي”

بعد جولة قامت بها “الوسط” في أرجاء المعرض الذي حظي باستحسان وإعجاب الجمهور، فكرة وإبداعاً.. توقفنا مع بعض الفنانين زوّار المعرض، نستطلع رأي كل منهم.

قالت الفنانة مها الأحمد: المعرض، مبادرة جميلة ونبيلة في آن معاً. استوقفتني مجموعة أعمال، في مقدمتها لوحات نزار صابور في “نواميسه” وذهابه إلى تصوير الفنان الكبير يوسف عبدلكي كما لو أنه محاط بهالة نورانية، وكذلك تصويره اللوني للفنان فاتح المدرس.

أما الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي، فقالت: المعرض ككل رائع، وهذا متوقع لأن غاليري عشتار اعتادت تقديم كل ما هو مميز وجميل. اللوحات جميعها تألقت على جدران المعرض. لكن يجب الإشارة والتنويه بالأعمال الـ “رولييف” التي أنجزها الفنان دحدوح لكل من الفنانين الكبيرين نصير شورى، ومحمود حماد.

بينما قال الفنان بشير بدوي: جهد رائع وفكرة عظيمة تليق بالفنانين التشكيليين. أحببت أعمال الفنان المعلّم جبران هدايا، خاصة اهتمامه المميز بالضوء واللون القريبين إلى التصوير الفوتوغرافي الأبيض والأسود.
.
فنانات تشكيليات بين الحضور

.
أين الفنانات التشكيليات؟

ثمة ملاحظة بصيغة استغراب! تدعو للتوقف أمامها قليلاً.. إذ من الغريب أنه رغم وجود تجارب فنية تشكيلية نسائية رائدة ومهمة في سوريا، ظهرت منذ 75 عاماً، نذكر منهن على سبيل المثال فقط: إقبال ناجي قارصلي (1925 – 1969) زهيرة الرز،  خالصة هلال، ليلى نصير، هند زلفة، ضحى القدسي، لجينة الأصيل، ميسون جزائري، عفاف خرمة، سوسن جلال، هالة مهايني، سهام منصور… وأخريات. لم تشارك فنانات في المعرض! وبالتالي لم يتم رسم الفنانات بريشة الفنانات، وهن جديرات بذلك سواء ممن رحلن عن دنيانا أو الموجودات بيننا أو المعاصرات ممن حققن مكانة مهمة في فن التشكيل السوري.
.

*روعة يونس
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى