العناوين الرئيسيةدولي

القمة الفرانكوفونية تنعقد في تونس التي تواجه أزمة سياسية حادة

تنطلق اليوم السبت القمة الفرانكوفونية بدورتها الـ 18 بجزيرة جربة في تونس التي تشهد أزمة سياسية حادة منذ أكثر من عام، وذلك بمشاركة نحو تسعين وفداً و31 من القادة الكبار، وسيشكّل انعقاد القمة الفرانكوفونية التي يحضرها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، “نجاحاً” دبلوماسياً للرئيس التونسي قيس سعيّد.

الذكرى الخمسين..

وتحتفل منظمة الفرانكوفونية التي تضم 88 عضواً بينهم تونس، بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وكانت تونس من الدول المؤسسة للمنظمة في العام 1970 إلى جانب السنغال ونيجيريا وكمبوديا، كما تشارك دول غير منضوية في الفرنكوفونية في أعمال القمة على غرار مصر ومولدافيا والإمارات العربية المتحدة وصربيا، ومن المتوقع إعادة انتخاب الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس المنظمة لأربع سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.

وأكدت الأمينة العامة في مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس أن المنظمة “أكثر أهمية من أي وقت مضى”، وذلك رداً على تصاعد الانتقادات الموجهة إليها ومن بينها ما كتبه الكاتب السنغالي أمادو لمين صال في مقال، حول أن الفرانكوفونية “لا تُرى” و”لا تُسمع” على النطاق الدولي، وأضافت “الفرانكوفونية بحال جيدة”، رغم أن المنظمة “متواضعة” من حيث موازنتها التي لا تزيد عن 100 مليون يورو.

مسؤول كبير في كندا، أكد إن المنظمة “يمكن أن تكون قوّة إيجابية” في القضايا العالمية مثل “تعزيز السلام والازدهار الاقتصادي وترسيخ الديموقراطية”، في حين يتحدّث مسؤولون كنديون آخرون عن “مخاوف” بشأن “المشاركة الديموقراطية” في تونس، مشددين على أن كندا ستثير هذا الموضوع خلال اجتماعات القمة.

وتستضيف تونس الاجتماع بعد تأجيله مرتين، الأولى في العام 2020 بسبب كوفيد-19، ثم في خريف العام 2021، بعد الإجراءات التي اتخذها سعيّد ويُنظر اليها على نطاق واسع على أنها تنهي تجربة ديموقراطية رائدة في العالم العربي.

تونس.. أزمة سياسية

ويرى الخبير السياسي الفرنسي فينسان جيسار أن انعقاد القمة الفرنكوفونية يعدّ نجاحاً لسعيّد لأنه “سيخرجه من أزمته مؤقتاً على الأقل.. إنه نوع من التقاط أنفاس وتهدئة في علاقاته مع شركائه الغربيين الرئيسيين”، و”سيوظّف هذا الحدث لإضفاء الشرعية على تحوّل في السلطة يُنتقد بشدة” من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والأحزاب السياسية المعارضة.

لكن وبالتزامن مع القمة الفرانكوفونية، تعيش تونس أزمة سياسية حادة، إذ منع متظاهرون من الوصول إلى جزيرة جربة للاحتجاج على استمرار فقدان مهاجرين غير قانونيين في البحر منذ نهاية أيلول الفائت وصدتهم قوات الشرطة باستعمال الغاز المسيل للدموع، وترى المعارضة السياسية في البلاد وفي مقدمها حزب النهضة أن ما قام به سعيّد “انقلاب على الثورة”، في حين يؤكد الرئيس أن قراراته “تصحيح لمسار الثورة”.

وأكد 89 وفداً حضور المؤتمر، ومن بين أفرادها 31 رئيس دولة وحكومة و7 من قادة المنظمات الدولية والإقليمية، على ما أفادت السلطات التونسية، وقال المنسق العام للقمة محمد الطرابلسي إن هذه الاجتماعات تمثل “اعترافا بدور تونس في العالم الناطق بالفرنسية وبدبلوماسيتها على المستويين الإقليمي والدولي” وهي فرصة “لتعزيز التعاون الاقتصادي”.

مقاطعة كيبيك الكندية..

كما يشارك أعضاء آخرون في المنظمة الدولية للفرانكوفونية مثل مقاطعة كيبيك الكندية “لتعزيز حضورهم في إفريقيا الناطقة بالفرنسية حيث تتضاعف فرص الأعمال”، وقالت المتحدثة باسم الفرانكوفونية في كيبيك كاترين بوشيه إن اللغة الفرنسية هي “لغة الأعمال الثالثة في العالم وتفتح لنا الأبواب، في سياق تنويع الأسواق وعمليات التوريد”.

وطُرحت فكرة “الفرانكوفونية الاقتصادية” عام 2014 في قمّة المنظمة الدولية في دكار، حسب الوزيرة السنغالية للفرانكوفونية بيندا مباو التي أشارت الى وجوب تقييم “البلدان الناطقة بالفرنسية على أساس قدرتها على الحد من الهوّة الرقمية في مجتمعاتها”.

يشمل الفضاء الفرانكوفوني 321 مليون ناطقاً باللغة الفرنسية، ويتوقع أن يتضاعف عددهم في نهاية العام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الإفريقية.

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى