العناوين الرئيسيةحرف و لون
الفرقة الناجية! .. د.فاطمة اسبر

Midline-News | الوسط
.
أصوات تتعالى، وكل واحد يقول بملء حنجرته :
أنا على حق ، وأنتم الذين دمرتم الوطن ، وضاعت الأصوات مختلطةً ببعضها..
مضى وقت لا أعرف مدته، لكنني رأيت أصحاب الأصوات يجلسون حول مائدة مستديرة وعليها ما لم يحلم به خيال أو تنظر إليه عين من أصناف الخضار والفاكهة، وسمعت أصواتاً تتقدم بالشكر وتقول:
لقد جعلتم الشعب يحصل على أشهى وأجمل ما يمكن أن يُزرع في أرض. وهو يكفينا ويكفي جيراننا مهما كان عددهم. وسمعت أصواتاً أخرى تتقدم بالشكر بأسلوب مختلف وموجة حنوٍّ عظيمة تتغلغل داخل الأصوات الشاكرة والتي تقول:
نطمئنكم، لا يوجد مريض ينتظر على باب ولا مرمي على أرض ينتظر أن يجد مكاناً، لقد كانت أبنية المشافي كافية لتضم المرضى جميعهم ولن يُصاب بالعدوى أولئك الذين تضمهم غرفة واحدة، فلكل مريض سرير خاص ومعزول، وصار لدينا من الأمكنه ما يتسع لجيراننا أيضاً.
ثم بعد لحظات سمعت أصواتاً تتقدم بالشكر العميق، وقد سمعت هذه الكلمات:
مدارسنا الجديدة من تحف الأرض، مدارس لامثيل لها تتسع لأبنائنا من دون زحمة، ولن يبقى ولد ولا بنت إلا ويدخل المدرسة كل طالب على طاولته الخاصة. وأما الجامعات فقد استوعبت الطلاب جميعهم، ولا حاجة لجامعات خاصة ولا لمدارس خاصة، والفروق بين الطلاب ستكون على مستوى العلم وليس على الدفع للتعليم الخاص.
وكان ذلك بالنسبة لي من الأعاجيب المستحيلة غيرِ ممكنة التحقق! وجاءني صوتٌ يتقدم بالشكر ويقول:
ما أجملكم يا أبناء وطني، فلم نعد ننتظر الأوقات الطويلة لنركب المواصلات ولم نعد نرتمي فوق بعضنا شكراً لكم فنحن نصل في الأوقات المناسبة دائماً.
ومن شدة دهشتي سمعت صوتاً يقول لي وكأنني أحلم: لا تستغربي، فقد كانوا مختلفين حول الفرقة الناجية، ومن تكون، وكادوا أن ينهوا بعضهم كي تؤكد كل فئة أنها الفرقة الناجية.
وفجأة صرخ الوطن بصوته ذلك الصوت المهيب بكل مافيه من جراح، الصوت الجبار الحبيب الذي يسكن كل قلب وروح وقال:
الفرقة الناجية هي الفرقة التي تبنيني من أجل الجميع.
وساد لغط كبير بأن أبناء الوطن بكل أطراف الدنيا في الخارج والداخل اجتمعوا وقرروا أن يبنوا الوطن، كي يكونوا الفرقة الناجية.
شعرت بيد تحركني من كتفي ، وصوت يقول: خفنا عليك لقد نمت طويلاً !
.