الفراغ الرئاسي في لبنان قائم بانتظار التوافق

مرّت قرابة أربعة أشهر على الفراغ الرئاسي في لبنان، ولم تتمكن القوى السياسية من إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري.
وبانتظار التوافق، علّق رئيس البرلمان عقد الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس جديد، معتبراً أنه لم يعد هناك من سبب لعقد هذه الجلسات طالما الاتفاق بين المكونات السياسية الأساسية ما زال غائباً.
وتحول الخلاف السياسي من اسم رئيس الجمهورية الجديد، إلى مدى قانونية التشريع داخل المجلس النيابي، بين رأي سياسي يقول إنه من حق رئيس البرلمان الدعوة إلى جلسة تشريعية لإقرار عدد من البنود الملحة، وبين رأي يعتبر أن البرلمان هو في حالة انعقاد دائم لانتحاب رئيس للجمهورية.
في هذا السياق، رأى النائب في البرلمان اللبناني محمد خواجة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية إن لم يشعر أن هناك تبدلاً أو تغيراً في المشهد القائم.
وقال خواجة في تصريحات لـ”سبوتنيك” إن “هذا المشهد شاهدناه خلال 11 جولة انتخابية قبل أشهر وكانت النتائج نفسها في كل الجولات، فإذا لم يحدث أي اختراق جدي لا أتصور أنه سيدعي إلى جلسة بالمقابل هو ليس متمنعاً عن الدعوة”.
الفراغ الرئاسي في لبنان.. لا يمكن انتخاب رئيس بشكل أحادي
وأشار إلى أنه “بالتوازنات القائمة لا يمكن انتخاب رئيس بشكل أحادي من قبل فريق إلا إذا جلسنا على طاولة واحدة وتفاهمنا، وإذا تم التفاهم على شخص الرئيس اليوم أضمن أن الرئيس بري سيدعو غداً لجلسة، وبواسطة التفاهم سيكون لدينا رئيس جمهورية، وغير ذلك مضيعة للوقت والجهد، وحتى القوى التي كانت تطالب يومياً للرئيس بري بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس أصبحت على قناعة أنه لن يتغير شيء في حال الدعوة إلى الجلسة رقم 12 إذا لم يكن هناك أي جديد”.
وأضاف أن “كتلة التنمية والتحرير مع الحوار لأنه من دون الحوار والتفاهم نضع البلاد أمام سيناريو سيء ألا وهو استدامة الشغور في الموقع الرئاسي الأول، وللأسف نفس الفرقاء الذين لا يقبلون التوافق على رئيس يحاولون تعميم الفراغ والشغور ليطالوا السلطة التنفيذية وحتى السلطة التشريعية الأم من خلال الذي شاهدناه الأسبوع الماضي في وقت عرقلوا فيه عملية الدعوة وإمكانية عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي وهو حق دستوري للمجلس وهو المؤسسة الأم ولكن للأسف في بلد مثل لبنان لا بد من أخذ هذا الأمر في الاعتبار تحت عنوان الميثاقية”.
وختم خواجة: “نحن أمام سيناريو من اثنين أو استدامة الشغور وأكلافه العالية على البلد واللبنانيين وعلى الاقتصاد والنقد أو أن نتفاهم وننتخب رئيس وأعتقد أن الخيار الثاني هو أفضل وهو أربح للبنانيين”.