العناوين الرئيسيةدولي

العلاقات الصينية الروسية الأمريكية.. تعقيد تفرضه المصالح والمتغيرات

تتسم العلاقات الصينية الروسية الأمريكية بالتعقيد في ظل الظروف التي يمر بها العالم من تغييرات على مستوى الحروب وتفاقم النزاعات وتغير الوضع القطبي لواشنطن التي يسحب البساط من تحتها من دول تنافسها وتمنع وصولها للتفرد بأحادية القطبية.

ورغم سعي الأطراف إلى إظهار اليد الدبلوماسية، والتوافق الظاهري على الحوار والتسويات، بخصوص الملفات الدولية الكبرى ومنها الملف الأوكراني والسوري و”النووي” والعقوبات المفروضة على موسكو وسعي الغرب إلى تطويق الصين اقتصادياً، يبقى التوتر سيد الموقف وتتجدد التصريحات التي تطلق النار على أي فرصة للتسويات.

العلاقات الصينية الروسية الأمريكية تتسم بالتباين في ملفات عدة

وحسب المراقبين ما هذا التوافق الظاهري في بعض الأحيان في الواقع سوى ذر للرماد في الأعين، حيث إن العلاقات الثنائية بين العملاقين العالميين الروسي والصيني من جهة والأمريكي من جهة أخرى تتسم بالتباين في ملفات عدة، من مصالحهما الاقتصادية إلى صراع النفوذ في المنطقة الشرق أوسطية والعالم وأيضاً في القارة الإفريقية.

الصين متوجسة من واشنطن حيال تايون أيضاً وتجدد معارضتها لقاء مسؤولين أميركيين برئيسة تايوان وتتوعد بالرد، ومن جهة أخرى تؤكد موسكو أنها تعمل لمنع نشوب حرب نووية على عكس دول الغرب، فواشنطن لم تعلق العمل بمعاهدة ستارت وعليها إرسال الإخطارات، لذلك نرى التأهب سيد الموقف ويتجلى ذلك مؤخراً في تدريبات لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف عسكري روسي ونحو 300 من المعدات.

الصين التي تؤيدها روسيا وكثير من الدول أبدت معارضتها للقاء رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين ماكارثي رئيسة تايوان مشددة على أنه سيشكل استفزازاً آخر ينتهك مبدأ “الصين الواحدة”، ونقلت وكالات أنباء عن تشو فنغ ليان المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني قولها في مؤتمر صحفي اليوم  :”إذا اتصلت “تساي إنغ وين” برئيس مجلس النواب الأميركي ماكارثي سيكون هذا استفزازاً آخر ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة ويضر بسيادة الصين وسلامتها الإقليمية ويدمر السلام والاستقرار في مضيق تايوان.. نحن نعارض ذلك بشدة وسنتخذ بالتأكيد إجراءات للرد بحزم”.

ووفقاً لوسائل إعلام صينية فإن رئيسة تايوان ستتوجه اليوم إلى غواتيمالا وبيليز في رحلة ستتوقف خلالها في الأراضي الأميركية وقد تلتقي خلالها بشخصيات أميركية.

وعلى الضفة الروسية أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف التزام موسكو بالموقف الداعي لعدم جواز نشوب حرب نووية والمواجهة العسكرية بين القوى النووية على عكس سلوك الدول الغربية.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن باتروشيف قوله خلال اجتماع أمناء مجالس الأمن للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم إن “السلوك الاستفزازي للغرب في سياق الأزمة في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة فهو يتعارض مع جوهر البيان المشترك لقادة الدول”النووية الخمس” الصادر في الثالث من كانون الثاني  2022 الذي تم فيه تأكيد أسس عدم جواز نشوب حرب نووية.. هناك أدلة دامغة على قيام الولايات المتحدة بأنشطة بيولوجية واسعة النطاق في أوكرانيا وتورط النخب الأميركية في ذلك”.

موسكو رأت أيضاً على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة لم تعلق مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة لذا يجب عليها إرسال الإخطارات إلى موسكو، وأضاف ريابكوف أن “الولايات المتحدة على عكس روسيا لم تعلق رسمياً تطبيق المعاهدة من جانبها، وعليه، فهم ملزمون بالامتثال الكامل لأحكامها، أي أن فشلهم في تزويدنا ببيانات معينة يوسع قائمة انتهاكات المعاهدة من قبل واشنطن والتي تضمنت منذ فترة طويلة عناصر خطيرة للغاية”.

تقرير إخباري-تحرير: منهل إبراهيم

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى