الطاقة النووية لازالت خيار الكثير من دول العالم

كشفت الوكالة الدولية للطاقة أن الطاقة النووية تولد نحو 10% من الكهرباء في العالم في 31 دولة باستثناء ألمانيا التي تنفذ غداً الوعد الذي قطعته بإغلاق آخر ثلاثة مفاعلات نووية لديها في ختام عملية تخلٍّ عن الطاقة الذرية.
الطاقة النووية الأمريكية في ازدياد
وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية مع 92 مفاعلاً، بمتوسط أعمار أخذ في الازدياد (42 سنة)، فيما تعمل البلاد حالياً على إنشاء محطتين جديدتين فحسب، وفي تلك الأثناء يؤمن الرئيس الأميركي جو بايدن بضرورة إنتاج كهرباء نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2035، وتعتزم حكومته دعم القطاع.
ولا تزال فرنسا (التي تمتلك 56 مفاعلاً) الدولة الأولى عالمياً على صعيد الاعتماد على الطاقة النووية لكل فرد، بعد أن قررت تقليص حجم قدراتها في هذا المجال، وهي تتجه حالياً نحو برنامج جديد يشمل من 6 إلى 14 مفاعلاً، يتم تشغيل أولها بحلول 2035-2037، أما بريطانيا، فلديها 9 مفاعلات، كثير منها يقترب من نهاية حياته، وهي تخطط لبناء 8 مفاعلات بحلول عام 2050، لكن المصنع الوحيد قيد الإنشاء، وهو “هينكلي بوينت سي” يشهد ارتفاعاً في الكلفة.
الصين وروسيا تهيمنان على السوق الدولية
وتواصل الصين تدشين المحطات الجديدة، وباتت تتفوق على فرنسا مع 57 منشأة للطاقة النووية، فيما تهيمن روسيا على السوق الدولية، إذ إن 25 مفاعلاً قيد الإنشاء 5 في روسيا و20 في دول أخرى مثل بنغلاديش وبيلاروس والصين ومصر والهند وإيران وسلوفاكيا وتركيا، وبدأت هذه المشاريع في العقد الأول من القرن الحالي أو في 2015 أو 2018، وصولاً إلى إطلاق المشروع في مصر عام 2022.
بدورها أعربت بلجيكا التي اختارت عام 2003 وقف الطاقة النووية عن عزمها تمديد العمل في مفاعلين لمدة 10 سنوات، فيما بدأت اليابان بالتفكير حول إمكانية بناء مفاعلات جديدة، لكن مهمة إعادة تشغيل المفاعلات الحالية معقدة وتواجه تحفظاً من الرأي العام بعد أزمة محطة فوكوشيما للطاقة، وبالنسبة إلى بولندا أو تشيكيا أو الهند فإن الأمر يتعلق بتقليل اعتمادها على الفحم، كما أن دولاً أخرى، مثل السويد أو هولندا، أعربت عن اهتمامها بالطاقة النووية.
وفي هذا السياق رفعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقعاتها لسنة 2022، للعام الثاني على التوالي، وتوقعت أن تزيد الطاقة النووية المركبة في العالم بأكثر من الضعف بحلول عام 2050، وقالت: “يجب التغلب على تحديات كثيرة”، مشيرة إلى ضرورة التناغم التنظيمي والصناعي والحاجة إلى إحراز تقدم في إدارة النفايات المشعة عالية النشاط.
المصدر: إندبندنت عربية