العناوين الرئيسيةمنوعات

الصيد بالصقور: هواية مشتركة بين العرب والألمان

على ضفاف بحيرة كيميزي القريبة من ميونيخ يلتقي عشاق ومحبو هواية الصيد بالصقور من كل أنحاء العالم في قرية “هوهن أشاو”، التي تعتبر واحدة من أهم مراكز الصيد بالصقور في منطقة جبال الألب في ولاية بافاريا الألمانية.

بيئة جبال الألب هي بيئة مناسبة تماما للصيد بالصقور، فوعورة الجبال وصعوبة الصيد فيها فرضت الصقر سيداً لهذه الأجواء حتى بداية القرن الثامن عشر عندما تحسنت آنذاك وسائل الصيد باستخدام البنادق.

أما الفضل في نقل هذه الهواية إلى ألمانيا فيرجع إلى الإمبراطور فريدريك الثاني (1194- 1250) الذي أدخل هواية الصيد بالصقور لأول مرة في هذه البلاد. ومن أبرز الأمراء والنبلاء الذين مارسوا هذه الهواية في ألمانيا: مارغريف فون أنسباخ وماكس إيمانويل وكليمنس آوغستوس.

في دول الخليج العربي يتزايد الشغف برياضة الصيد بالصقور كما هو الحال في ألمانيا، وأصبح رجال الأعمال ينافسون الأمراء في اقتناء الصقور والتجارة فيها. ويصل سعر بعض الصقور الأصلية إلى 160 ألف دولار في دولة الإمارات، أما الصقور النادرة التي تجلب من أعالي الجبال فقد يصل سعرها في قطر إلى 133 ألف دولار، ويرتفع سعر الصقر البري في السعودية إلى ما بين مليون ومليوني ريال.

ورغم أن البشر اكتشفوا الصيد بالصقور قبل 4000 عام في سهول آسيا الوسطى، إلا أن العرب برعوا أكثر من غيرهم في ترويض الصقور، لذلك لا يبدو الأمر غريبا ً في قرار منظمة اليونسكو بإدراج تربية الصقور ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي في أكثر من 10 دول، منها خمس دول عربية وهي الإمارات العربية المتحدة والمغرب وقطر والسعودية وسوريا.

جدير بالذكر أن أشهر أنواع الصقور في العالم العربي هما الشاهين والباز الجوال، وهما نفس الفصيلتين المستخدمتين للصيد في ألمانيا. وهذان النوعان تحديدا يتميزان بالسرعة العالية التي قد تصل إلى 300 كم في الساعة. والشاهين هو المفضل في منطقة الخليج العربي بسبب قدرته على الانقضاض بسرعة فائقة على فريسته وإمكانية فتكه بها بضربة واحدة.

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى