إضاءاتالعناوين الرئيسية

الصبوحة، معلومات مثيرة! .. مراد داغوم

 

 

 في منشور لأحد الأصدقاء، تم عقد مقارنة بين الفنانة صباح وبين واحد من رجال الفكر، أن ذلك الرجل لم يصل إلى ربع ما حققته صباح من مال وشهرة. أما بعيداً عن الطرفة، فالحقيقة أن هذه الفنانة هي صاحبة أطول تاريخ في المعاناة من بين مثيلاتها. سأذكر هنا بعض الحقائق التي ربما تكون خافية عن البعض، أقل ما يمكن أن نصفها أنها (بلاوي زرقاء) بالمعنى الحرفي. تفاصيل ستدهشكم وتحزنكم في آن. ولدت جانيت جرجي فغالي بتاريخ 10 تشرين الثاني 1927 في “بدادون” قرب منطقة وادي شحرور القريبة من بيروت، وهي المولودة الثالثة في أسرة جرجي فغالي بعد جولييت ولمياء. بكت أمها كثيراً لأنها كانت تريد ولداً، لذلك امتنعت عن إرضاعها مدة يومين، ولولا عمها الشاعر الزجلي (أسعد فغالي) الملقب “شحرور الوادي” لما اقتنعت أمها بإرضاعها. ثم ما لبثت أن أنجبت صبياً هو أنطون فغالي، أخوها. قُتلت أختها الكبيرة “جولييت” بطلق ناري عن طريق الخطأ، غادرت الأسرة بعد الحادث إلى بيروت. في الأربعينات، جاء في إعلان عن الحفلات الأولى لصباح، التي تعتبر «أنتيكا صحافية»، على النحو الآتي: «أقوى مهرجان زجلي عرفته بيروت تحت رعاية نقيب محرري الصحافة اللبنانية الأستاذ روبير أبيلا، تحييه جوقة شحرور الوادي المؤلفة من علي الحاج، أنيس روحانا، طانيوس عبدو، أميل رزق الله… وتطربكم شحرورة الوادي الآنسة جانيت فغالي على مسرح التياترو الكبير مساء الاربعاء الواقع فيه 3 يونيو 1942». في تلك الحفلة، كان أجر صباح لوحاً من الشوكولا قاسمها إياه الأستاذ “عاصي رحباني” الذي كان يعزف معها على البزق برفقة شقيقه منصور. وقد أكد منصور هذا الأمر خلال مشاركته الصبّوحة في إحدى حلقات برنامج {مشوار حياتي} الذي عرضه قبل سنوات تلفزيون {المستقبل}، والذي تحول سيرة لحياتها في مسلسل تلفزيوني. لوح الشوكولا يذكّر بأن أم كلثوم كانت تحب المهلبية في طفولتها الفقيرة، حينما كان ذلك الطبق من الحلوى جاذبها إلى الغناء، حيث كان والدها يتفق مع أصحاب حفلاتها الأولى على تقديم طبق المهلبية لابنته، قبل أن يشترط أن تقدّم لها زجاجة من الكازوز. كانت تغني وهي صغيرة في كل مكان، وعندما يمنعها أهلها كانت تغني تحت اللحاف. كلفوها في المدرسة بدور تمثيلي، لم يرض الوالد، ثم اضطر للقبول لأن المدرسة للراهبات وكان جد صباح خوريا، وخال أمها مطراناً. للصدفة حضرت الحفل سيدة الإنتاج الفني اللبناني “آسيا داغر” المشهورة التي قالت لأبيها: (حرام ألا تدخل ابنتك السينما). سافرت إلى مصر مع آسيا داغر، رافقها والدها جرجي وكان شديد السيطرة عليها، يتصرف بأموالها ويوقّع العقود السينمائية عنها. وصفته صباح في إحدى اللقاءات التلفزيونية بالقاسي، وأضافت أنه سبّب لها عقدة نفسية دفعتها إلى الزواج أكثر من مرة لتثبت لنفسها أنها امرأة مرغوبة، بعدما دأب والدها على تذكيرها بأنها ساذجة. وهي في مصر، قام أخوها بقتل أمها الذي قال أنه شاهد أمه مع عشيقها، فقتلها وهرب إلى الأرجنتين. ما إن بلغت صباح السن القانونية (أي الثامنة عشرة)، حتى تزوجت من نجيب الشماس، الذي لم يكن أقلّ من الأب في فرض القيود عليها وحرمانها من مكاسبها، مع أنها رزقت منه بابنها الوحيد صباح، إلا أنها لم تستطع الاستمرار في العيش معه. كان نجيب شماس في عمر والدها، قبلت به ولم تختره، عندما اختار طرابلس لإقامته لم تستطع العيش بعيداً عن العاصمة وعن القاهرة، فطلبت الطلاق لأنه منعها من السفر إلى القاهرة لتصوير فيلمها {سيبوني أحب}. تذكر صباح أنها ارتبطت بعلاقة صداقة مع آل فرنجية، خصوصاً لميا ابنة الرئيس سليمان فرنجية، فلجأت إليها عندما رفض نجيب شماس السماح لها برؤية ابنها (صباح) بعد انفصالهما، وساعدها الرئيس فرنجية على لقاء ابنها وكانت تمضي معه ساعات بعد طلاقها من نجيب شماس. في تلك الفترة، سرى خبر قصة حب ربطت بينها وبين أحد الأمراء العرب، دامت العلاقة أسابيع، تمّ بعدها الانفصال بسبب رفض صباح اعتزال الفن، ورفض أسرة الأمير زواجه من فنانة. اعتادت صباح أن تغني، واعتاد أن يرافقها عازف الكمان أنور منسي مع الفرقة، ومن خلال اللقاءات المتتالية، كان أنور يبادل صباح الإعجاب الذي تحوّل في ما بعد إلى حب وزواج ورزقت منه ابنتها هويدا، هذا الزواج انتهى بالطلاق أيضاً لأسباب، من بينها أن أنور كان يحبّ المقامرة والسهر ويهمل البيت، ويضرب صباح عندما ترفض أن تعطيه المال اللازم للمقامرة. عادت إلى القاهرة، لتنتشر إشاعة تقول إن قصة الحبّ التي جمعت بين صباح والمذيع المصري أحمد فراج توجت بالزواج. سارع الاثنان إلى نفي الخبر ولكن القصة كانت حقيقة، وتزوج الحبيبان. وسرعان ما ظهر الاختلاف بين عقليتيهما، فهي فنانة وهو متديّن. طالبها بعدم أداء أدوار مثيرة في السينما، ارتداء الملابس المحتشمة، إلغاء رقة الصوت في أغنياتها، الابتعاد عن الغنج والدلال في تصرفاتها، عدم تقديم المشروبات الروحية لضيوفها. وكان يتنصت على مكالماتها الهاتفية ويشكّ في تصرفاتها. أدركت صباح أن الزواج لن يدوم، فرفضت فكرة الإنجاب. وبعد سنوات ثلاث تمّ الطلاق بين صباح وأحمد في ربيع 1963. عادت صباح إلى لبنان، لتستقر فيه، ووقفت على أدراج هياكل بعلبك ضمن مهرجانات بعلبك الدولية وقدمت مسرحيتي {موسم العز} (1960) و{دواليب الهوا} (1965) للأخوين رحباني، كذلك قدمت مع الفنان روميو لحود مسرحيتي {الشلال} و{القلعة} على أدراج هياكل بعلبك ومسرحيات أخرى مع لحود في المناطق اللبنانية، وشاركت في بعض الأفلام السينمائية.
مطلع أيار/مايو 1967، استيقظت بيروت على خبر زواج صباح ورشدي أباظة من دون مقدمات. عقد وفي الزواج في المحكمة الشرعية في صيدا في الثاني من مايو 1967، وبعد يومين سافرت صباح إلى المغرب لارتباطها بعقد مسبق لإحياء سلسلة حفلات غنائية. بعد فترة، عادت إلى بيروت وطلبت الطلاق من رشدي الذي كان غادر بيروت إلى القاهرة. تردد كلام كثير حول هذا الزواج ومنه أنّ نجلها صباح كان أول المعترضين وأن مصالحها كفنانة أصيبت بأضرار، وأنها عاشت قصة حب مع أحد أمراء المغرب، وأنها اكتشفت أن سامية جمال ما زالت على ذمة رشدي وعندما واجهته بالحقيقة لم يستطع الإنكار وتمّ الانفصال. لم تتوقف الإشاعات عند هذا الحد، بل تردّد أن صباح تزوجت رشدي بالإكراه، لأنه كان يلفّ ويدور حول ابنتها هويدا، فلم تجد وسيلة لردعه سوى الزواج منه. في برنامج {سيرة الحب} مع الكاتبة الكويتية فوزية الدريع، أكدت صباح أنها أحبّت أباظة كثيراً، لكن لأسباب تتعلق بشراهته في الشرب، لم تتحمله. أما في حالاته الطبيعية فكان يعاملها أحسن معاملة وظل يرسل إليها الورد الأحمر بعد طلاقهما. حتى إنّ آخر كلمة نطق بها قبل وفاته في المستشفى كانت {صباح} على ما كان يروي صديقه الممثل الراحل ابراهيم خان الذي شهد تلك الواقعة. في صيف 1970، تزوجت صباح النائب جو (يوسف) حمود، وكان مختلفاً عن الرجال الذين عرفتهم في حياتها. رضيت بالقيود التي فرضها عليها أولاً لأنها أحبته، وثانياً لأنها كانت تشعر بأنه يحبها بإخلاص ولم يقف حائلاّ بينها وبين نشاطها الفني. كانت أول إطلالة اجتماعية لهما في حفلة أقيمت في فندق {شبرد} في بحمدون، وكانت المناسبة تقليدها وسام الاستحقاق اللبناني برتبة فارس. ضمّت الحفلة إلى جانب وزير التربية جوزف أبو خاطر، الرئيس كميل شمعون، الموسيقار محمد عبد الوهاب، المخرج هنري بركات وغيرهم . عاشت صباح أياماً صعبة بعد طلاقها من النائب جو حمود، بسبب عدم توافر أي عمل مسرحي، ولم يكن ممكناً لها أن تعدّ مسرحية جديدة بعد الانتهاء من عرض مسرحيتها {الجنون فنون}. في تلك الفترة، طلبت منها صديقتها إيفيت سرسق أن تشارك {فرقة السيغال} بغنائها، خصوصاً أن الفرقة تقدّم الحفلات في المناطق اللبنانية كافة، وافقت صباح لأنها وجدت نفسها أمام عمل فني متجرّد يسليها ولا يرهقها، هكذا انطلقت في هذه التجربة وتعرفت خلالها إلى وسيم طبارة، أحد نجوم الفرقة البارزين. لم يضيّع وسيم الوقت، فأعلن حبه، ورغم الأسباب والأعذار التي قدمتها لتصرف عنها اهتمامه وتحول دون المضي قدماً في الحب، فإن الزواج تمّ في 18 أغسطس 1973. قالت صباح بحسب مجلة {الاسبوع العربي} (العدد 1395): {إنه ليس زواجاً عادياً أستطيع أمامه القبول أو الرفض، بل قصة حب لم أستطع أنا ووسيم مقاومتها، وهذا بالطبع شعور نبيل يجعل من زواجناً صرحاً لا تزعزعه الأعاصير}. بعد سنوات على زواجهما، وبدا أن الحب بينهما هدأ بعض الشيء، فجأة ومن دون سابق تصور وتصميم، أعلنت صباح إنهاء علاقتها بزوجها وسيم تمهيداً للطلاق، والسبب قالت: {اكتشفت أخيراً أن وسيم بات يهتم بنفسه أكثر مما يهتم بي، وأن الحفلات المسرحية التي أقيمها هنا وهناك لم تعد من اختصاصي إنما من اختصاص وسيم، وأن طموحه الفني لم يعد يكفيه، بل يريد أن ينطلق انطلاقة عالمية في الإخراج}. ما إن وصلت صباح إلى بيروت، آتية من لندن، حتى كان الطلاق قد تمّ. وتردّد أنهما افترقا بعد خيانته لها وأنها تأثرت بهذه العلاقة وحوًلتها إلى فيلم سينمائي مع الممثل المصري حسين فهمي وكان فيلم {ليلة بكى فيها القمر}. أما زواجها من الفنان فادي (قنطار) لبنان الذي كان يصغرها بأكثر من 20 عاماً فانعكس عليها سلباً، تمّ الزواج في لندن بتاريخ 18 مارس 1987، وبسببه هاجمها الإعلام اللبناني آنذاك متّهماً إياها بالجنون. بعد مرور حوالى العشرين عاماً على زواجها الأخير، انفصلت صباح عن فادي في عيد العشاق في فبراير من العام 2002 واعتبرت أن زواجها منه كان غلطة لن تسامح نفسها عليها. تعتبر أن سبب زيجاتها الكثيرة احترامها لمكانتها كمطربة معروفة، ولم تكن تسمح لنفسها ولا لمكانتها بإقامة علاقة {محرمة} مع أحد عشاقها، وكانت تشترط الزواج كإطار شرعي لأي علاقة غرامية. وتعترف صباح بأنها لم تكن محبوبة من أي من أزواجها وتقول: {أحببتهم جميعاً، لكنهم اعتبروني {مدام بنك}. لم يحبني أحد}. كذلك اعترفت بانتهاء معظم زيجاتها بسبب خيانة بعضهم لها، مشيرة إلى أنها ساعدت الكثير منهم على ولوج عالم الأضواء ودعمتهم مادياً. الرئيس شمعون الذي أغوى نساء كثيرات بوسامته وعينيه المشعتين، جذب إليه جميلة الغناء الشابة آنذاك، تقول: {لكنني سيدة أعرف حدودي جيداً وشخصيتي قوية والرئيس شمعون محترم واكتفى بعلاقة ضمن إطار الصداقة}. تستطرد: {إنه رجل بكلّ ما للكلمة من معنى، لطالما ساندني ووقف إلى جانبي عندما كنت أحتاج إليه، كان يرفض حتى أن أقصده إلى القصر بل كان يزورني في بيتي ويطلّع على ما أريد. توطّدت صداقتنا إلى درجة توسّطت فيها مرّة لديه لإطلاق سجين حكم عليه ظلماً. أما هو فكان يحضر مسرحياتي وحفلاتي كلّها ويحرص على انتظاري لتهنئتي. أذكر مرة في إحدى المسرحيات أنني اقتربت منه لتحيته فلم ينظر إلي بسبب الزحمة حوله. زعلت وحردت وجلست في الكواليس لساعتين رافضة الخروج لمصافحة أحد. وبعد ساعتين من انتهاء المسرحية أفاجأ بشخص ينبّهني الى أن الرئيس شمعون ما زال ينتظر في الصالة لكي أخرج وأصافحه وأتلقى تهانيه… نعم انتظرني الرئيس شمعون لساعتين فيما أنا زعلانة منه… لأنّه لم ينتبه لتحيتي}.

 

أبت {الصبوحة} إلا أن يعلّق لها الرئيس شمعون وسام الأرز الوطني، (كان ترك الرئاسة) في عهد الرئيس شارل حلو الذي رفضت السلام عليه بعد حضوره افتتاح مسرحيتها ضمن مهرجانات بعلبك، و السبب أنها طلبت منه موعداً لطرح موضوع معه فلم تحصل على موعد مع رئيس الجمهورية… لكنّه منحها وساماً بوساطة زوجها آنذاك النائب جو حمّود كما تخبر. وما إن انتهت الانتخابات النيابية سنة 1972، حتى انفصلت عن زوجها بصورة نهائية. قبل ذلك، في عام 1967، عندما عادت صباح إلى مصر عودة الفاتحين، حملت أغنيات لبنان، مع أغنيات كبار ملحني مصر مثل محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، بليغ حمدي، محمد الموجي وغيرهم. هذه العودة أثارت ضغائن شتى عند فنانات مصر مثل شادية ونجاة وفايزة أحمد، وكما حصل حين التآمر على أسمهان، حاولت تلك الفنانات الإساءة إلى صباح عن طريق فرقة أحمد فؤاد حسن الموسيقية ومهندس الصوت في حفلها الفني الكبير الذي أقيم في جامعة القاهرة في 30 نيسان. يبدو من تفاصيل الحفل (الفيديو المرفق) المحاولات الجاهدة لإفشال وصلة صباح من قبل أحمد فؤاد حسن وفرقته بما فيها الكورال، مع مهندس الصوت. استطاعت صباح بحنكتها وبمساعدة الجمهور الذي ألهبته صباح، و(ذاب) لرؤيتها على مسارح القاهرة وعلى أغنيات عشقوها وطلبوها بالاسم. فرقة أحمد فؤاد حسن من الفرق المحترمة والمتمكنة في مصر والوطن العربي، أمر يدعو للتساؤل والدهشة من تصرفات الفرقة إن كان بالأحاديث الجانبية الكثيرة بين بعضهم، أو بالاستهتار الموسيقي أثناء الغناء، أو بالارتفاع المستغرب لصوت الموسيقا مع الغناء خلال الأغنيتين الأوليين، فالمعتاد أن تصمت الآلات مع الغناء وتعزف اللوازم فقط. حتى الكورال كان يرد مع صباح بسخرية واضحة وخصوصاً عند كلمة (بطاطا) في أغنية (عالبساطة) التي لحنها المرحوم (سهيل عرفة) ولاقت نجاحاً كاسحاً في الوطن العربي كله بعد أن غنتها أمام فريد شوقي في أحد أفلامهما. في الحفل، كان يرافق صباح عازف بزق، يبدو واضحاً من نظرات عازفي الكمان وراءه وبجانبه كمية الحقد والكراهية، ربما بسبب وقوفه ما يعتبر تمييزاً له عن بقية العازفين. في بداية الحفل، غنت صباح أغنيتها الرائعة (والله واتجمعنا تاني يا قمر) ألحان محمد الموجي، فأجادت وأبدعت وهاج الجمهور وماج مع اللحن ومع حركات الصبوحة، لم أر صباح في مثل هذا الجهد والأداء العظيمين خصوصاً في الكوبليه الأخير وهو صعب الأداء وفيه طبقات عالية. ما أن انتهت الأغنية حتى وضح الانفلات والاستهتار بين أعضاء الفرقة الموسيقية، طلب أحمد فؤاد حسن أغنية (عالضيعة) وهي من ألحان محمد عبد الوهاب، لكن الجمهور أصر على أغنية (عالبساطة)، بعد المقطع الأول، انخفض صوت صباح، وبدأ صوت الفرقة في الارتفاع والتشويش بالتدريج مع زقزقات آلات الكمان في لأوكتافات العليا مع الغناء، وفي الكوبليه قبل الأخير أشارت صباح إلى المايكروفون كأنها تقول للجمهور أن صوتها منخفض، ثم نظرت إلى مهندس الصوت، وفي الكوبليه الأخير توقفت عن الغناء تنظر صوت هندسة الصوت. نلاحظ أن أصوات أحاديث الفرقة أعلى من صوت الجمهور. يبدو أن أحمد فؤاد حسن أعطى تعليماته بعدم مرافقة المطربة أثناء الغناء، ووضحت آخر جملة قالها: (يللا … لزم بس)، “لزم” هي المصطلح المصري المقابل لمصطلح “لوازم”. عادت الفرقة لموسيقا الكوبيله، وتبدو نظرات الموسيقيين إلى عازف البزق أكثر وضوحاً، بينما ارتفع صوت صباح قليلاً وتوقف الموسيقيون عن الشوشرة. ثم غنت (عالضيعة) لعبد الوهاب، ثم (جيب المجوز) للرحابنة الذي بدا واضحاً أن الجمهور المصري يحفظها عن ظهر قلب. بعدها أغلق الستار، فتجاوزته إلى الميكروفون مما اضطرهم لفتحه، وارتفعت هيصة الجمهور، واختتمت بأغنية (الله يقصف عمر الحب). الحفل في الفيديو الهام المرفق، قال صاحبه: (العودة التي قهرت فايزة وشادية ونجاة، عودة الأسطورة لبلدها مصر).
.

*(مراد داغوم – مؤلف وموزع وناقد موسيقي – سوريا).

 

*صباح حفل جامعة القاهره – ٣٠ أبريل عام ١٩٦٧
https://www.youtube.com/watch?v=H2v5jbJUKH0 

_تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى