رأي

الشعب يريد: إسقاط البالون! .. بشار جرار – واشنطن

واستجاب الرئيس وأسقط بالون الصين العظيم! استجاب الرئيس جوزيف آر بايدن لثلاثة أيام من مطالبة الرأي العام الأمريكي إسقاط منطاد التجسس الصيني. بايدن -وبعد امتناعه عن الرد على أسئلة الصحفيين ليومين- كشف للرأي العام قبل بضع ساعات من إسقاط المنطاد بأنه أصدر أوامره الأربعاء بإسقاطه، لكن الخبراء أوصوا بالانتظار ريثما يتم “تنفيس” البالون وإسقاطه بأمان في المياه الأمريكية قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا.

تمت المهمة بنجاح وأمام أنظار ملايين المشاهدين داخل أمريكا وخارجها، مما أثار امتعاض بكين من “استخدام القوة” ضد منطاد أصرت على أنه انطلق في سماء الله الواسعة لغايات محددة هي “رصد المناخ وإجراء بحوث زراعية”!.

وسبحان مجري السحاب، فقد انطلق المنطاد الأبيض من وراء سور الصين العظيم إلى جزر قبالة ولاية ألاسكا الأميركية وعبر أجواء كندا -جارنا الشمالي- من شمالها إلى جنوبها، حتى دخل بلا تأشيرة بلاد العم سام عابراً على ارتفاع ستين ألف قدم الأجواء الأمريكية، مستهلاً رحلته التي كشفتها صحيفة أمريكية بـ”الجرم المشهود” من سماء ولاية مونتانا الحدودية على مقربة من قاعدة جوية وفي أراضيها صواريخ ردع نووي استراتيجية عابرة للقارات.

“براءة” بكين لم تنطلِ على أحد من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، فقد أوصى الجميع بإسقاط بالون “المراقبة” بحسب البنتاغون حتى قالها الجمعة وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالفم المليان: منطاد تجسس.. لم يكن سراً على أحد -لا في أمريكا ولا في كندا- شراء الصين تحت ستار رجال الأعمال عقارات وأراضي زراعية في مناطق قريبة من قواعد عسكرية ومنشآت حيوية في كندا وأمريكا.

مايك بامبيو، وزير الخارجية السابق، ومدير الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” الأسبق، والمرشح الرئاسي لانتخابات ٢٠٢٤، ذكّر الأمريكيين كيف تعاملت إدارة الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب مع بكين، عندما قامت بإغلاق قنصليتها في هيوستن على خلفية نشاطات تجسسية..

فماذا سيقول بايدن في “خطاب حال الاتحاد” المقبل عن الصين؟ هل تكون نتائج حطام منطاد التجسس في أعماق الأطلسي متاحة في حال تمكن الفرق المختصة من جمعها ومن ثم تحليلها وكشف حقيقة البالون أو المنطاد؟ أم أن التيارات المائية الأطلسية ستكون “خارجة عن السيطرة” كالتيارات الهوائية فوق المحيط الهادئ الذي طار فيه البالون كل هذه الرحلة العابرة للمحيطات والقارات والحدود؟!.

المهم أن إدارة باراك حسين أوباما الثالثة (إدارة بايدن) التي لطالما نادت بدعم هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” ها هي تلبي النداء وتسقط بالون الصين العظيم! “شكرا يا ريّس”..

 

إقرأ أيضاً .. تشابه الحروف!؟ ..

إقرأ أيضاَ .. متلازمة ستوكهولم الجديدة ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى