السوري العظيم- أغنية بدولار واحد .. بقلم: مراد داغوم

|| Midline-news || – الوسط…
يحب السوريون أن يفتخروا بالغربيين الذين هم من أصل سوري، “ستيف جوبز” هو مثال صارخ، حيث لا يكاد سوري اليوم لم يقرأ اسمه على الفيسبوك. فما الذي يعرفه السوريون عن الفنان العظيم “بول أنكا Paul Anka” المعجز الذي انتشرت أغنياته في جميع أنحاء المعمورة؟
ولد “بول أنكا” في الثلاثين من آب/أغسطس عام 1941، في أوتاوا الكندية لأب سوري مهاجر من محافظة طرطوس إلى دمشق أولاً حيث أقام فترة في “باب توما”، وأم لبنانية، وافتتحا هناك مطعماً (اللوكاندا) اشتهر برواده من الفنانين المحليين. علَّم “بول أنكا” نفسه الغيتار والبيانو في سن المراهقة، وشكل مجموعة غنائية باسم Bobbysoxers مع أصدقائه في مدرسة فيشر بارك، وأقاموا عروضاً محلية جذبت الاهتمام بحسب ما أوردته الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica. ففي الحادية عشرة من عمره كان يعمل بانتظام في النوادي الليلية في “جاتينو” و”هال” في مقاطعة “كيبيك”.
في عام 1956 (عمره 15 عاماً) ذهب إلى “لوس أنجلوس” حيث أقام مع عمه الذي كان يعمل في مسرح مدني محلي، وخلال إجازة عيد الفصح، سافر إلى “نيويورك” والتقى Don Costa الذي هو مستشار فني لشركة ABC-Paramount وكان معجباً بما يغنيه “بول أنكا”، ولأن “بول” ما زال قاصراً، استدعت الشركة والده إلى نيويورك، ووقعت معه عقداً، وبعد ذلك بشهر واحد قامت الشركة بتسجيل أغنية ” Diana”.
موضوع أغنية ” Diana” التي كتبها ولحنها “بول” بنفسه، هو نداء من مراهق إلى فتاة تكبره بالسن، صاغها على إيقاع Cha-Lypso وهو مزيج من إيقاع Calypso وإيقاع Cha Cha. بعد صدور الأغنية تم الإعلان عن تسجيل رواجها في 16 دولة، وباعت أكثر من تسعة ملايين نسخة، بينما صاحبها مراهق بعمر الخامسة عشرة.
ثم أصدر أغنيته الثانية ” You Are My Destiny” التي احتلت مرتبة بين الأغنيات العشر الأولى في كل قوائم المبيعات، وكانت أغنيات “بول أنكا” الفردية Singles تحتل دائماً مركزاً في الأغنيات العشر الأولى في كل القوائم، مثل: Put Your Head On My Shoulder، و It’s Time To Cry، و Puppy Love. فصار مطلوباً في دول كثيرة، فغنى في المسرح اللندني الشهر London Palladium عام 1957، ثم قام بجولة في أستراليا مع Buddy Holly.
في الستينات، وبالإضافة إلى أغنياته الذهبية، قام “بول” بكتابة وتلحين الأغنية الرسمية لبرنامج The Tonight Show، والتي قدرت مرات بثها في فصل واحد بـ 1.4 مليون مرة. أدى ذلك إلى أن يكسب “أنكا” ما بين 800 إلى 900 ألف دولار سنوياً من أجور البث فقط.
أثناء إجازة “بول أنكا” في جنوب فرنسا عام 1967، استمع إلى أغنية المغني الفرنسي “كلود فرانسواClaude François” المسماة “Comme d’habitude”، فأدرك بحسه المبدع أن هذا اللحن سيحقق نجاحاً كاسحاً إذا تم تنفيذه بأسلوب آخر أكثر رزانة من أسلوب الأغنية الأصلية الراقص. فسافر إلى “باريس” والتقى صاحبها وتفاوض معه بخصوص حقوق إنتاجها، وحصل على حق “إعادة تدويرها” إن جاز التعبير مقابل دولار واحد فقط، على أن يستفيد أصحاب الأغنية الأصلية من نسبة معينة من نجاح الأغنية الوليدة.
كتب “بول أنكا” النص الإنكليزي للحن الأغنية، وغناها وسجلها المغني “فرانك سيناترا Frank Sinatra”” سنة 1968 كأغنية فردية، فاحتلت المركز 27 في قائمة الـ100 أغنية، ثم المركز الثاني على قائمة Easy Listening في كلمن الولايات المتحدة وبريطانيا، وتربعت في مركزها لمدة 75 أسبوعاً محققة أرقاماً قياسية في المبيع والبث. غناها مئات المغنيين، أظن أن أفضل من غناها هما توم جونز Tom Jones وألفيس بريسلي Elvis Presley.
كتب أغنيات لمغنين عالمين حققت نجاحات باهرة مثل أغنية توم جونز Tom Jones – She’s a Lady. أما عن تفضيلاتي الشخصية، فأنا معجب جداً بأغنية غناها باللغة الإيطالية هي من أجمل ألحانه برأيي وهي Piangerò per te.
*(مراد داغوم .. مؤلف وموزع وناقد موسيقي – سوريا)
أغنية كلود فرانسوا – أصل أغنية My Way
https://www.youtube.com/watch?v=Gz2JgEeQZ1o