السفيرة الإسرائيلية لدى فرنسا تستقيل رفضاً لحكومة نتنياهو

أعلنت السفيرة الإسرائيلية لدى فرنسا يائيل جيرمان أنها قدمت استقالتها، وذلك بعد نيل الحكومة الجديدة الثقة برئاسة بنيامين نتنياهو التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل”.
ونشرت جيرمان، على “تويتر”، رسالة بالعبرية، موضحةً خطاب الاستقالة من منصبها كسفيرة لإسرائيل في فرنسا الذي أرسلته إلى نتنياهو، وقالت السفيرة الإسرائيلية لدى فرنسا، في الرسالة: “سياستكم وتصريحات وزراء حكومتكم ونياتكم التشريعية تتعارض مع ضميري ورؤيتي ومبادئ إعلان استقلال إسرائيل”، وأضافت: “في ظل هذه الظروف، لا يمكنني الكذب على نفسي والاستمرار في تمثيل سياسة مختلفة جذرياً عن كل ما أؤمن به، ولهذا أقدم لك استقالتي من منصبي سفيرة لإسرائيل في فرنسا”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، أدت اليمين أمام الكنيست يوم أمس الخميس، وتستند الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهي السادسة برئاسة نتنياهو، إلى أغلبية نيابية من 64 عضواً، من حزب “الليكود”، وأحزاب أقصى اليمين من “الصهيونية الدينية”، وأحزاب المتشددين اليهود.
وكان الائتلاف قدم إلى الكنيست، يوم الأربعاء، وثيقة الخطوط العريضة لحكومة نتنياهو المقبلة، ومن أبرز بنود الوثيقة، ما وصف بأحقية اليهود في كامل أرض “إسرائيل”، وتعزيز الاستيطان وتوسيعه في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل، إلى جانب تشديد السيطرة على القدس، ومواصلة محاربة مشروع إيران النووي.
وفي وقت سابق كشف مسؤولون أمريكيون، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه خطة لكيفية التعامل مع التيار اليميني المتطرف المناهض للفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية القادمة وهو باختصار “إجعل كل شيء يتعلق ببنيامين نتنياهو”، وذكرت مجلة بوليتيكو في تقرير لها، أن إدارة بايدن ستحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية شخصية عن أفعال أعضاء حكومته الأكثر تطرفاً، خصوصاً إذا أدت إلى سياسات تعرض الدولة الفلسطينية المستقبلية المفترضة للخطر.
وأضافت أن نتنياهو هو الشخص الذي سيلجأ إليه المسؤولون الأمريكيون علناً ويعتمدون عليه في أي محادثات جادة عن بعد حول قضايا تتراوح من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى علاقات “إسرائيل” مع الدول العربية، ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر، قولهم إن “نتنياهو يقول إنه يستطيع السيطرة على حكومته، لذلك دعونا نراه يفعل ذلك بالضبط”.
وأشارت بوليتيكو إلى أنه من غير الممكن حدوث انفصال خطير في العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، مهما كانت حكومتها راديكالية، لكن الاتجاه اليميني في السياسة الإسرائيلية يؤدي إلى تآكل الدعم القوي لـ “إسرائيل” في واشنطن، خصوصاً بين الديمقراطيين، الذين أظهروا الاستعداد لانتقاد إسرائيل بشكل متزايد، وأكدت المجلة أنه من أجل الحفاظ على علاقات قوية بين أمريكا و”إسرائيل”، فإن هناك حاجة للحد من تجاوزات اليمين المتطرف، كما أن إدارة بايدن ترى أن نتنياهو هو أفضل وسيلة لممارسة هذا التأثير.