كيف السبيل للخروج من عنق الزجاجة؟ .. أدهم الطويل ..
لابد من خطة حكومية محددة الأجل .. ولو تألفت من خمسين ألف بند ..
نُقر ونعترف، دون خوفٍ أو تزلُّف أو تدليس أن الحرب الإرهابية التي شُنت على سورية حرمتها من نسبة كبيرة من أهم مواردها الحيوية والاقتصادية، وعلى رأسها القمح والنفط.
كما نعرف ونعترف بأن استعادة الدولة لكامل هذه الثروات والموارد التي لاتزال تسرقها مجموعات من المرتزقة والإرهابيين مرتبط بإنجاز الحل السياسي النهائي للازمة، وهو إنجاز يحتاج لصدق النيات والإرادة السياسية والمساهمة من أطراف سورية وإقليمية ودولية.
ونعلم كذلك أن هناك أطراف إقليمية ودولية لاتريد، حتى اللحظة، ولادة حل سياسي في سورية، لابل هي من تضع العراقيل أمام الساعين لمثل هذا الحل، وتفرض إجراءات استفزازية وغير أخلاقية تزيد حصار السوريين وتتسبب بتفاقم معاناتهم.
هذا الواقع معروف من قبل، ويتأكد اليوم لكل السوريين، من المواطن العادي إلى أي مسؤول وصاحب قرار، في الحكومة وكل مؤسسات الدولة، لكن ما لا يعرفه المواطن العادي هو إلى متى سيستمر هذا الواقع الذي أثر بشكل مباشر على كل أوجه الحياة اليومية للسوريين، وهم؛ أي السوريين، يتسألون بكل عفوية وحسن نية، أمن المعقول أن تربط الحكومات معيشة المواطن ومتطلبات حياته الأساسية بموعد تغير هذا الواقع، وبنضوج ظروف الإفراج عن الحل السياسي للأزمة في سورية!؟.
حين يبحث المواطن عن جواب لهذا السؤال أو يطالب برؤية حكومية واضحة ومعلومة الأجل، للخروج من عنق الزجاجة، هذا لايعني أنه يريد معجزات.
المواطن (صمد) ما يكفي، بل هو الذي صمد وتحمل في بلده ومن أجل بلده وياسمينها كل ظروف العيش في هذا البلد المغرقة في قساوتها، والأن جاء دور الحكومة كي (تصمد) وترد الجميل، على عكس ما تفعل اليوم من خلال تحولها إلى جابٍ يعالج عجزه المالي من جيوب الموظفين الذين تحولوا بفضل سياسات هذا الجابي؛ الارتجالية، إلى أفقر طبقة في المجتمع.
القصة بسيطة بقدر ما هي معقدة، وتبدأ من هنا: لتقل الحكومة لمواطنيها إن الخروج من عنق الزجاجة يحتاج إلى خطة محددة تتألف من عشرة بنود أو حتى من خمسين ألف بند، وهذة هي البنود، ويحتاج تنفيذها إلى 3 أو 5 سنوات مثلاً، وكذلك يحتاج إلى إجراءات قاسية، قد تزيد من شظف العيش، أكثر مما هو ( مشظوف)، وفيها مثلاً اللجوء للاقتراض الدولي أو الاستثمار في قطاعات (سيادية)، أو بيع ممتلكات عامة أو .. أو .. الخ، ثم فلتطرح الحكومة خطتها على الناس مهما كانت قاسية ومؤلمة لها وللناس، وبعدها لكل حادث حديث …
أقول ذلك وأنا أعلم أن الكثير من (الدبيكة والمطبلين) والفاسدين والمهربين سيتصدون لهذا الكلام (السطحي)، بكلام غير (سطحي وعميق)، في حين ان غايتهم، وهم غير متضررين من هذا الواقع، غايتهم الدفاع عن الحكومة وعن فشلها في إيجاد حلول، وهم حينما يفعلون ذلك إنما يدافعون عن مصالحهم وعن رغبتهم باستمرار هذا الواقع، لأنهم مستفيدون من هكذا حال، ليس عبر تجارتهم غير المشروعة فحسب بل أيضا عبر المتاجرة بلقمة عيش الفقراء وغير المدعومين (الحقيقيين) في هذا الوطن، وما أكثرهم اليوم.
إلى المتاجرين بلقمة عيش المواطن؛ المستفيدين من استمرار هذا الواقع، أرد سلفاً وأقول: أنا لست خبيراً اقتصادياً، ولا أزعم أنني أقدم رؤية للحل، بل أفكر شأني شأن أي مواطن يريد البقاء في وطنه، ويريد أن يعيش فيه بالحد الذي يكفل له كرامته وإنسانيته، وهو يرى أنه من غير الطبيعي أن يستمر الواقع المعيشي هكذا دون أي أمل بالحل، أي حل يا سادة، أي حل،ةحتى ولو بعد سنوات نتمنى أن تكون قليلة، المهم الصدق بالوعود، من حكومة صادقة ومحترفة قادرة على إقناع المواطنين بإعادة إطلاق الامل.
*أدهم الطويل .. إعلامي سوري
المقال يعبر عن رأي الكاتب