“الدوري السوري الممتاز” ..
سلسلة التعريف بفرق الدوري السوري الممتاز 2022 - 2023 ..

تحت مسمّى الدوري السوريّ الممتاز، تنتظر جماهير الرياضة في سوريا الحدث الرياضيّ الكرويّ الأول الذي يحظى دائماً باهتمامها ومتابعتها وتشجيعها، وهو انطلاق الدوري السوريّ بنسخته الجديدة، حيث يشارك في نسخة هذا الموسم الفرق التالية:
فريق الجيش .. فريقا المجد والوحدة من دمشق .. فريقا الكرامة والوثبة من حمص، فريق الأهلي من حلب، فريق الجزيرة من الحسكة، فريق الفتوة من دير الزور، فريق الطليعة من حماة، وفرق تشرين وحطين وجبلة من اللاذقية.
يشهد هذا الموسم وللمرّة الأولى منذ بداية الأزمة في سوريا إمكانيّة ضمّ محترفين أجانب وعرب وفق تسمية الاتحاد الرياضي العام.
سوق الانتقالات شهد بالفعل ضمّ محترفين أجانب في أكثر من نادٍ، لكن مايشوب هذه الانتقالات بالمجمل هو البُعد عن الاحترافيّة التي لمسنا بعضاً منها في التطورّ الذي رافق كرة القدم السورية قبل الأزمة بسنوات، فأحداث سوق الانتقالات دلّت على ضعف واضح وفاضح من نواحي عديدة من جهة القوانين والأساليب، فما أن يعلن أحد الأندية السورية تسجيل لاعب ما على كشوفه، نسمع بعد أسابيع أو حتى أيام فسخ عقده وانضمامه إلى نادٍ آخر.
الأمر لم يقتصر على اللاعبين المحلّيّين، بل تجاوز الأمر إلى اللاعبين المحترفين الأجانب، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قدوم اللاعب البرازيلي أوليفيرا إلى نادي الفتوة، لينال عدم الرضا مع الاستبعاد، فيتلقفه نادي تشرين ويضعه على كشوفه، ذات الأمر بالنسبة للمحترفين النيجريين الذي أتى بهم نادي الوحدة، لتخرج الأخبار بعد حين أنهم يتدرّبون مع نادي جبلة، وهنا يبرز عامل العقليّة الاحترافيّة الفعليّة.
كيف يتم جلب لاعب دون معرفة مستواه وأرقامه الحقيقيّة، رغم أن لكلّ لاعب ملف تعريفيّ يستطيع أي إنسان هاوٍ التعرّف على مستوى اللاعب وأرقامه، وفوق ذلك، وبعيداً عن المحترفين الأجانب، فأغلب اللاعبين يضعون شرطاً بعقودهم بأنه يحقّ لهم فسخ العقد عند قدوم عرض احترافي خارج البلاد.
يُضاف إلى هذا الأمر – أي غياب العقليّة الاحترافية بالمجمل – غياب الملاعب الصالحة لكرة القدم الحقيقية، رغم وعود الاتحاد الرياضي بصيانة تسعة ملاعب بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، إلّا أن الأمر ليس بتلك السهولة وخصوصاً مع قرب انطلاق الدوري في الثاني من الشهر المقبل، ولا زالت هناك بعض الفرق كالفتوة والجزيرة تتخّذ من ملاعب دمشق ملاعباً لها، بسبب سوء ملاعبها في مدينتها الأم.
أمّا الأمر الأكثر سوءً المتداول بين الجماهير السوريّة، هو بيع وشراء المباريات، مع ضعف مستوى التحكيم، وضعف الاتحاد الرياضي السابق الذي شهد على أيامه توقّف مباريات عديدة، وانسحاب الأندية من أرض الملعب نتيجة سوء التحكيم، وهذا الأمر سيكون أولى اهتمامات الاتحاد الرياضي الجديد لقمع هذه الظاهرة وتطبيق القوانين.
في النهاية، تبقى قلّة المال أمّ المشاكل عند معظم الأندية، وكذلك عامل عدم الاستقرار في الإدارات، رغم أن الدوري السوري حلّ بالمرتبة 35 عالميّاً في إحدى السنوات من حيث المستوى وكذلك الحضور الجماهيريّ.
وحتى اللحظة، لا تمتلك معظم الأندية الاستثمارات الدائمة، والرعاة المنتظمين، وكذلك الأمر الناحية التسويقيّة الاحترافيّة، رغم أن الدوري السوري من أقدم الدوريات في المنطقة، فقد انطلق عام 1966 وتم تأسيس الاتحاد الرياضي لكرة القدم عام 1936، من المهم أن نذكر أن نادي مثل نادي الكرامة يعود تأسيسه لعام 1928، ودخل في إحدى السنوات سجل أقوى مئة نادي في العالم.
ومع كل ما سبق وللأسف، قضت الأزمة في سوريا على الكثير من مقوّمات اللعبة، لدرجة تفكير معظم اللاعبين بالاحتراف الخارجي، وانشغال الجماهير بهموم المعيشة، إلى ماهنالك من عوامل أخرى من تهديم وخراب.
فهل ستشهد البلاد العودة الكروية مع الاتحاد الرياضي الجديد الذي وعد بنسيان الماضي والانطلاق بشكل احترافي، أم أن لسان الجماهير السوريّة سيكون الأصدق وهو يقول: اللي بيجرّب المجرّب عقلو مخرّب.
#الدوري_السوري
النسخة الأولى والانطلاق عام 1966
أكثر الأندية تحقيقاً للقب:
نادي الجيش: 17 بطولة
نادي الكرامة: 8 بطولات
نادي الاتحاد: 6 بطولات
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي ..
غسان أديب المعلم ..