هل ثبت علمياً أن الحيوانات تتنبأ بالزلازل؟

منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا 6 شباط الفائت، جرى تداول كثير من المعلومات والفرضيات حول إمكانية التنبؤ بالزلازل، منها مثبتة علمياً، مثل الحيوانات وكثير منها مغلوطة ولا صحة لها.
ومن أكثر ما جرى الحديث عنه في الفترة الماضية أقوال تفيد بأن الحيوانات تشعر بالزلازل قبل وقوعه، وأن اقتناء حيوانات أليفة يفيد بالتنبؤ بها قبيل وقوعها.
الحيوانات والزلازل
خبراء وعلماء جيولوجيا شرحوا رأي العلم حول هذه النظرية والأسباب التي تدعو إلى نفيها، فضلاً عن خطورة تصديقها تماماً والتصرف انطلاقاً منها.
أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية بالجامعة الهاشمية في الأردن، البروفيسور أحمد ملاعبه قال في حديثه لوكالة (الأناضول) التركية: إن “النظرية التي تربط بين الحيوانات وشعورها بالزلزال قبل وقوعه لا يوجد لها إثبات مطلقاً”.
وأضاف: “البعض اعتمدها استناداً إلى حركة الأحصنة واضطرابها، وحركة الضفادع، وخروج السحالي والفئران والأفاعي إلى الجبال قبل الزلزال”.
وتابع: “طالما لم يثبت أن الحيوانات بما فيها الأليفة تشعر بالزلازل قبل وقوعه، ولا يوجد دليل علمي قاطع على هذا الافتراض، فإن اقتناء الحيوانات الأليفة لأجل التنبؤ بالزلازل لا يفيد، وما يفيد حقاً هو أخذ الحيطة والحذر والتدابير المناسبة للزلزال”.
ولفت إلى أن “لغاية الآن لا يوجد ما يؤكد العلاقة بين الحيوانات والزلزال، وأن هذا الأمر يجري تداوله في مواقع إخبارية وغيرها، وليس في مواقع علمية”.
واستدرك قائلاً: “حتى نقبل هذا الافتراض يجب أن يكون مستنداً على بحث علمي يسجل هذا الإحساس عبر الأمواج الكهربائية والضوئية والمغناطيسية وعلاقته بالزلازل، وهذا غير موجود وليس هناك بحث علمي يؤيده”.
وبحسب أستاذ الجيولوجيا “طالما لا يوجد هكذا بحث علمي إلى الآن، فلا يمكن القول إن الحيوانات قادرة على التنبؤ بالزلزال”.
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا فجر الاثنين 6 شباط الفائت، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.
ووصل عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا إلى ما يقرب من 54 ألف حالة وفاة، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، ودمار كبير طال الأبنية السكنية.