إعلام - نيوميدياالعناوين الرئيسية

صحيفة “ذي صن”: الجيش البريطاني لم يعد قوة عسكرية يُعتدّ بها

” الجيش البريطاني لم يعد قوة كبرى أو ملائما بما يكفي كي يكون في قمة الناتو  ” تقييم أطلقه جنرال من الحلف الأطلسي بعد رأي صادم مماثل أسرّ به قبل مدة جنرال أميركي لوزير الدفاع البريطاني بن والاس .. فهذا الجيش الذي ظل لعقود طويلة يتصدر القوى العسكرية في العالم لم يعد يعتبر قوة قتالية عالية المستوى وهو غير قادر على حماية بريطانيا أو الحلفاء لعقد كامل من الزمن .

وفي مقال نشرته صحيفة ” ذا صن” أمس تحدث الجنرال سير ريتشارد بارونز بصفته خبيرا عسكريا .. كاشفا عن تهالك الجيش البريطاني بأسلحته الثلاثة ..فسلاح البحرية وبالرغم من كونه يبدو بهيئة جيدة إلا أنه ومع افتقاده للأفراد والمعدات العسكرية والذخيرة وقطع الغيار لايعدو كونه واجهة متلألئة لمتجر فارغ فيما الدبابات والآليات المدرعة وقطع المدفعية التابعة للجيش فيعود تصنيعها إلى أكثر من ثلاثين 30 عامًا .. والآن ومع الحرب التي تشهدها أوروبا في أوكرانيا تبدو القوات البريطانية أكثر ضآلة وأقل استعدادًا للقتال من أي وقت مضى في الذاكرة الحية .

ولفت الجنرال بارونز إلى أن المملكة المتحدة تنفق على الدفاع أكثر من أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي وقد كان جيشها قبل فترة طويلة من اكثر الجيوش  نفوذاً في جميع أنحاء العالم إلا أن كل هذا تغير الآن بعد عقود من التخفيضات سواء في عديد القوات او في حجم المعدات العسكرية والاسلحة وذلك في إطار خفض الانفاق الدفاعي في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وبدلا من ذلك أنفقت الحكومات البريطانية المتعاقبة الأموال على الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية .

وتابع .. الآن لدينا حرب في أوروبا والجيش في طريقه للانزلاق إلى أقل من 76000 جندي  أي حوالي نصف حجم قوامه خلال  الحرب الباردة.. ودباباتنا و آلياتنا المدرعة ومدفعيتنا قديمة ومتهالكة .. والآليات التي لاتزال تعمل تم إرسالها إلى أوكرانيا ..وحتى وزير الدفاع بن والاس يقر بأن إعادة بناء القوة التي نحتاجها اليوم سيستغرق أكثر من عقد من الزمن .

كما تضرر برنامج التدريب ففي العام الماضي ، خضع نصف الجيش فقط لتدريبات أساسية وذلك في وحدات قوامها حوالي 100 جندي ولم يكن أي شيء تقريبًا منها مناسب لاعداد الجنود للقتال والمعارك الحقيقية .

وأشار إلى أن سنوات من انخفاض إنتاج الذخيرة تعني نفاد مخزون الجيش من بعض أنواع الأسلحة الرئيسية قبل انتهاء اليوم .. و لإعادة بناء الجيش للتعامل مع هجوم روسي مفاجئ سيتطلب ثلاثة مليارات جنيه إضافية هذا العام و كل عام على مدى السنوات العشر المقبلة”.

بدورها حذرت شبكة سكاي نيوز في مقال مماثل نشر على موقعها باللغة الانكليزية من أن ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني يغامر بالفشل في دوره “كرئيس للوزراء في زمن الحرب” ما لم يتخذ إجراءات عاجلة في ضوء التهديد الأمني المتزايد .. و يجب أن يشمل ذلك زيادة في ميزانية الدفاع بما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني سنويًا ووقف خطة الحكومة لتقليص حجم الجيش أكثر وتخفيف القواعد التي اتبعتها لندن وقت السلم والتي تعيق الان قدرة المملكة المتحدة على شراء الأسلحة والذخيرة بسرعة.

ونقلت الشبكة عن مصدر دفاعي قوله إن ” التاريخ سينظر إلى الخيارات التي يتخذها سوناك في الأسابيع المقبلة باعتبارها أساسية لمعرفة ما إذا كانت هذه حكومته بحجم التحديات التي يواجهها الجيش والبحرية الملكية والقوات الجوية الملكية .. والتي تتمثل من بين أشياء أخرى بالنقص الحاد في ذخيرة الجيش حيث من الممكن أن تنفذ “في غضون أيام قليلة” إذا طُلب منه القتال في حرب كبيرة كما تفتقر المملكة المتحدة إلى القدرة على الدفاع عن أجوائها ضد مستوى الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي تتحملها أوكرانيا .

واشار إلى أن الجيش البريطاني يلزمه ما بين خمس إلى عشر سنوات حتى يتمكن من نشر فرقة قتال حربية قوامها حوالي 25.000 إلى 30.000 جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية والمروحيات فيما ثلاثون بالمئة من القوات البريطانية التي في حالة تأهب قصوى هم جنود احتياط غير قادرين على التعبئة ضمن الجداول الزمنية لحلف شمال الأطلسي .

ولم يقدم سوناك بحسب المصادر بعد أي تعهد ذي مغزى لتوسيع ميزانية دفاعه وبدلاً من ذلك يسعى فقط إلى “تحديث” مراجعة السياسة الدفاعية التي من المقرر نشرها في السابع من اذار المقبل .. أي قبل صدور ميزانية الربيع التي ستشير إلى ما إذا كانت ستخصَّص أي أموال جديدة للجيش أم لا .

و ضاعف من تأثير التخفيضات فشلًا مزمنًا من قبل وزارة الدفاع والجيش على مدار العشرين عامًا الماضية في شراء بعض أكثر المعدات العسكرية والاسلحة التي تحتاجها القوات البريطانية مثل المركبات المدرعة وأنظمة الاتصالات الجديدة – على الرغم من إنفاق مليارات الجنيهات في أمور أخرى أقل أهمية .. وجاءت الحرب الأوكرانية وقرار لندن بمد كييف بالكثير من مخزونات الجيش المتبقية من الأسلحة والذخيرة ليفاقم المشكلة بشكل خطير .

ويقول المصدر الدفاعي إن “نهج رئيس الوزراء لزمن الحرب يتمثل بالمزيد من خفض عديد الجيش وتفريغه بشكل أكبر من خلال منح معداته واسلحته لأوكرانيا مع عدم وضع اي خطط لاستبدال هذه الأسلحة على مدى الخمس إلى سبع سنوات القادمة ” فكيف له أن يفي بتعهداته التي أطلقها في حملته الانتخابية بحماية البلاد وتعزيز وتقوية جيشها .

وعلق رئيس الوزراء البريطاني على هذه التقارير التي تنتقد الجيش البريطاني بالزعم “أن جيش بلاده لا يزال قوة قتالية عالية المستوى معتبرا أن حكومة بريطانيا تزود القوات المسلحة بالمعدات والقدرات التي تحتاجها لمواجهة التهديدات المستقبلية، بما في ذلك من خلال خطة عشرية ممولة بالكامل بقيمة 242 مليار جنيه إسترليني”.

المصدر: THE SUN

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى