الجزائر.. وسائل الإعلام بصدد قانون جديد يشدد الرقابة عليها

تتجه الجزائر إلى إقرار قانون جديد يشدد الرقابة على وسائل الإعلام، سيصوت عليه أعضاء البرلمان الخميس القادم، ومن أبرز بنود مشروع القانون هذا، إلزامية الحصول على “اعتماد” من أجل العمل في الجزائر لصالح وسائل إعلام أجنبية، كما يفرض على الصحافي التصريح بمصدره أمام القضاء.
وبانتظار أن يتم التصويت عليه الخميس، بدأ مجلس الأمة، الغرفة الثانية في البرلمان الجزائري، اليوم الإثنين مناقشة مشروع قانون يعزز المراقبة على عمل الصحافيين ووسائل الإعلام في البلاد ويشدد العقوبات على المخالفات الإعلامية.
وسائل الإعلام ستخضع للرقابة..
وسبق أن صادق المجلس الشعبي الوطني، الغرفة الأولى في البرلمان، على هذا النص في 28 آذار/ مارس، ويتضمن “مشروع القانون العضوي للإعلام” 55 مادة تنص على عقوبات مالية تصل إلى 14 ألف يورو لمن يتلقى تمويلا أو إعانة من “جهة أجنبية”، مع إلزامية إثبات مصدر أموال الاستثمار في مجال الإعلام والاتصال.
كذلك، ينص مشروع القانون على إلزامية الحصول على “اعتماد” من أجل العمل في الجزائر لصالح وسائل إعلام أجنبية، كما يفرض على الصحافي التصريح بمصدره أمام القضاء، ومشروع القانون ينص كذلك على غرامة مالية تصل إلى مليون دينار (نحو سبعة آلاف يورو) “لكل شخص يعمل لحساب وسيلة إعلام خاضعة للقانون الأجنبي دون الحصول على الاعتماد”، وفي المقابل، يكفي التصريح بإنشاء “الصحف والمجلات” دون انتظار اعتماد من وزارة الاتصال، حسب النص.
إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية..
وسيتم بموجب مشروع القانون الجديد إنشاء “سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية” إلى جانب سلطة ضبط النشاط السمعي البصري، الموجودة حالياً والمكلفة مراقبة عمل القنوات التلفزيونية.
وهذا أول تعديل في قانون الإعلام يصدر بعهد الرئيس عبد المجيد تبون منذ وصوله الحكم نهاية 2019، إذ سبق للحكومات الجزائرية المتعاقبة تعديل القانون الصادر في 1990 مرات عدة، وكان التعديل الأبرز سنة 2012 بإلغاء عقوبة الحبس بسبب جنح الصحافة، لكن منظمات حقوقية نددت بمحاكمة الصحافيين وفقاً لقانون العقوبات وحبسهم.
وفي 2 نيسان، قضت محكمة بالسجن خمس سنوات، منها ثلاث نافذة، بحق الصحافي الجزائري الموقوف منذ كانون الأول إحسان القاضي، بتهمة تلقي أموال من الخارج، وتحتل الجزائر المرتبة 134 من بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي وضعته منظمة “مراسلون بلا حدود” في 2022.
المصدر: فرانس 24+ أ ف ب