الجانب المستور من شخصية الدكتور سامي كليب /بقلم د.حياة عطية

الوسط -midline-news:
عن صفحة الدكتورة حياة عطية على الفيس بوك :
■ رد البروفيسورة الدكتورة ( حياة الحويك عطية على الإعلامي الدكتور ( سامي كليب ) ■
الاخوة في قناة ال NBN الكرام
تحية تقدير واحترام
بلغني أمس ان الأستاذ سامي كليب علق على احد مقالاتي المنشور على موقع الميادين.نت بتاريخ 19/11/2019 بالقول انها تساؤلات يطرحها أي بائع خضار ، ومن ثم أضاف انني أقيم في الأردن ولو لم تكن السلطة راضية عني لما درّست في جامعاتها
عملا بحق الرد الذي لا يخصني فقط وانما يخص شريحة كبيرة جدا من المجتمع الأردني ارجو قبول التوضيح التالي :
بداية سألني الزملاء الذين سمعوا الحوار ، ما سبب غيظ سامي كليب منك وازمته تجاهك؟ نعم هناك خلاف بيني وبينه سببه مجريات زيارته الى الأردن العام الماضي ومحاضرته في النادي الارتوذوكسي وما تلاها من اشكالات ، ما خذلنا نحن نشطاء وجمهور الحركة الوطنية الأردنية ، وخاصة مناصرو سورية ، بشكل صاعق. وساعرض ذلك لاحقا . بعد الملاحظات التالية :
أولا : انا لا انتظر تقييم اعمالي ومقالاتي ولا موقفي من شخص لا يحركه الا غيظه الشخصي من خلاف سياسي أخلاقي ليس فيه أي بعد شخصي . ولكنني اعجب من كون الأستاذ سامي قد استضافني في برنامجه اربع مرات واعتذرت مرتين وقدم لكتابي البحثي ” الفضائيات الإخبارية العربية جيوبوليتيك وخطاب” في ندوة اليونسكو ، مع مجموعة من الاكاديميين ( د. حبيب فياض ، د. حسن حمادة ، د. محمود السعدي من فلسطين ) فهل كان برنامجه سوق خضار وهل كان يدلل لباعة الخضار في اليونسكو؟ ( على فكرة ارسل لي رسالة عتب يذكرني بكل هذا، ورددت عليه بشكل حاسم مهذب ومهني ) .
ثانيا : بالنسبة للأردن . أولا انا سورية قومية اجتماعية ولم اتناقض يوما مع مبادئي ، لذلك عشت في الأردن منذ 43 عاما ، كمواطنة ، ( رغم منعي من الجنسية ) وانخرطت منذ البداية في الحركة الوطنية الأردنية ، ناضلنا معا ضد الاحكام العرفية ولأجل مقاطعة إسرائيل ، ومن ثم ضد التطبيع ، كما مع القضايا العربية القومية كلها ، خاصة الفلسطينية ، وآخرها الحرب على سورية ( وعانيت من كل ما عانى منه امثالي من ملاحقات وفصل من العمل ومصادرة جواز قبل 1989، وتضييق بعدها ) . لقد كنا نعمل ووراء ظهورنا غرفة الموك ، وموقف رسمي مغاير ، وجمهور اخر ممول ومعسكر ويمارس التهديد والتخوين بكل اشكاله.
لم يكن وراء ظهورنا لا حزب ال ل ه ، ولا جبهة الأحزاب والقوى اللبنانية ، لا ولا قناة الميادين والمنار والان بي ان وغيرها. وناضلنا ونناضل ضد التطبيع ، في بلد وقع اتفاقية سلام مع العدو الإسرائيلي.
فهل أراد سامي كليب ان يشطب هذه الشريحة من الجمهور الأردني ( والفلسطيني الأردني ) لمجرد غضبه ممن انتقد سلوكه السياسي وخطابه في الأردن؟
لا ألومه لأنه لا يعرف ان في الأردن منظمات أهلية، اسمها الأحزاب والقوى الوطنية إضافة الى جميع المنظمات الفلسطينية، هناك منتديات لم يزرها ولم تدعه ولم يتعرف اليها، من مثل : المنتدى القومي العربي ، المنتدى الاشتراكي، جمعية مكافحة الصهيونية والعنصرية، الصوت العربي، الجمعية الفلسفية، رابطة الكتاب ، مجمع النقابات المهنية وهي إما بكليتها في الصف القومي الوطني المقاوم ، وإما يتصارع في داخلها خطّان ، خط السلطة وخط المعارضة، خط الخلجنة والامركة ، وخط المقاومة.
نعم ان للأردن بوابتان ، وفريقان ، وقد خذلت الحركة الوطنية بان إعلاميا من قناة الميادين اختار الدخول من بوابة السلطة وأجهزتها ورموز العداء لسورية. دخل الأردن متأبطا، طوال اقامته، ذراع وزير اعلام سابق ورئيس تحرير الجريدة الناطقة باسم الحكومة (الراي) واستضافه مدير تلفزيون الديوان الملكي ، وحاضر في مدرج الجامعة الحكومية الأكثر ضبطا.
وعندما أراد الحديث عن الأردن في برنامجه اختار ( رلى الحروب ) صاحبة تلفزيون ضعيف اسمه جوسات ، كانت من اشد المهووسين بالعداء لسورية، ( استضافتني في بداية الازمة السورية لمدة ساعة ونصف مع ثلاثة من كبار الداعين الى التدخل الأجنبي ، وكانت اكثرهم تشددا وصياحا، حتى انها رفضت مصافحتي ، وبعد ان مالت الكفة لصالح الدولة السورية راحت ترسل لي وسطاء كي اعود للظهور على محطتها. وبالطبع رفضت).
اما محاضرته في النادي الارتوذوكسي، فكانت خاتمة الأحزان : جاء يقدم كشفا بكل المسيحيين الذين ادوا عملا في التاريخ العربي. اين ؟ في ناد مسيحي ؟ لماذا ؟ شهادة حسن سلوك لمتهم. وكيف ؟
كأن المسيحيين كلهم كتلة واحدة من الملائكة أو كأنهم ليسوا مواطنين منهم من أبدع وبنى وناضل واستشهد . ومنهم من خرب وخان وتخلف ، ككل الناس. ( على اية حال لقد قدمت رايي في تعقيب خلال الندوة ومن ثم كتبته في مقال فكري مفصل على الميادين.نت بتاريخ 7/1/2019 فانا اتعالى عن الاستغابة والتزلف والخطاب المزدوج
أما الطامة الكبرى ، فهي أنه تعمد خلال المحاضرة عن المسيحيين توجيه اتهامات متكررة لسورية بدون مناسبة ، وكأنما ليسترضي الذين رتبوا له زيارته ، إن لم تكن هناك غايات لا نعرفها.
ومما قاله :
– لو ان الأوروبيين أرادوا التخلص من الرئيس الأسد لفعلوا منذ السنة الأولى لكنهم أرادوا ابقاءه لتدمير سورية.
– سورية دولة تعددية ( ضاحكا ) حتى ولو كان العلويون يسيطرون على كل مفاصلها.
– ميشال كيلو وجورج صبرا مناضلان مسيحيان يساريان تعرضا للسجون. الخ…
وإذ صدف وجود القائم بالأعمال السوري في القاعة، فقد اضطر للرد عليه وبطريقة ديبلوماسية سياسية. وكانت ردة فعله غريبة :
ارسل رسالة شتائم للديبلوماسي السوري على الفيس بوك ونزل عليه بالشتائم منكرا انه قال ما قاله ، ولم يتورع حتى عن تناول حياته الشخصية بعقلية حريمية او مخابراتية. بل ان هذا التكذيب طال الجمهور الذي كان في القاعة وسمع القول ، وصفق للديبلوماسي السوري لمدة ثلاثة دقائق ، كرد على المحاضر.
بعدها ساد غضب شديد لدى الذين كانوا يظنون ان الإعلامي القادم من بيروت هو جزء من معركتهم مع السلطة والأجهزة وجماعة الخليج والأسرلة . وكانت عدة جمعيات قد أعدت له دعوات وألغتها ، كما أن ( تجمع اعلاميون لأجل سورية ) أعد بيانا للرد ، لكن القائم بالاعمال السوري الذي تعرض للشتم رفض توزيعه كي لا يظّهر الخلافات داخل المعسكر الواحد، في بيئة بالغة الحرج.
الأستاذ سامي رد بحملة تشهير، واستدرك باستضافة مسؤول إيراني في حوار مستقل، فور عودته الى بيروت.
ملاحظتي الأخيرة هي ان غالبية الجمهور الحاشد الذي تبجح به الأستاذ سامي، قد جاء لان المحاضر يمثل الميادين، أي باختصار كلمتين : سورية وفلسطين .
وإن لم يقتنع فليسأل المذيعة ( لانا مدور ) عما حصل يوم جاءت تمثل الميادين في فعالية التضامن مع المحطة التي نقلت، بسبب منع الأمن، من قاعة سينما الى المنتدى الاشتراكي ولحق بها الناس.
لا يعني ذلك ان لا وجود لجمهور اخر ، لكنه جمهور لا نكون فيه ولا يأتي لقادم من الميادين….
ثالثا : فيما يخص مقالي المذكور ، والاحتجاج بأنه قائم على الاسئلة ، ألا يعلم أن محرك الفكر والنقد هو الأسئلة ، وقاتل الحركة الذهنية النقدية هي الإجابات القاطعة ا؟
إن المنهج العلمي يعني أن كل إشكالية هي أسئلة، تأتي الوثائق والتحليل للإجابة عليها؟
ام ان في المقال شيء عن فساد في ملف معين، او عن حقيقة أطماع ودور الفرنسيين والاماراتيين، ازعج الصحفي اللبناني – الفرنسي وأراد تسخيفه؟
وأخيرا ، فيما يخصني شخصيا : انا لست بحاجة الى شهادة في الوطنية وعدم التمسح بالسلطة – اية سلطة – فبعد 43 هجرة في الأردن وفرنسا ، ما زلت لا احمل إلا الجواز اللبناني ، ولم أعمل يوما في (.مونتي كارلو ) لأتآمر على زملائي مع السلطة الفرنسية ، فيتظاهرون ويفرضون إقالتي ، ولم يتم تعييني مستشارا في قصر الاليزيه في أسوأ فترات مواقف فرنسا من القضايا العربية ، لم احصل على شهادة دكتوراه من الجامعة اللبنانية ، حول خطابات الرئيس بشار الأسد ، ثم أقدم نفسي بأنني حصلتها من السوربون ( كما حصل في النادي الارتوذوكسي)، في موقف تزوير وتعال واحتقار للجامعة الوطنية.
عملت وكتبت وتحدثت على الفضائيات في معظم الدول العربية ( 14دولة) ولم أحابي لا سلطة ولا أجهزة ولم أمسك العصاة مرة من النصف وشعاري لكل مقام مقال . وصدقا لو كان حديث الامس لا يمس إلا شخصي ، لما كتبت لكم.
مع خالص تقديري وشكري.
د. حياة الحويّك عطية
عمان 22/11/2019