الإكوادور .. “منتخب الأماريليوس” ..
“منتخب الأماريليوس”، منتخب الإكوادور، البلد الفقير كما أغلب بلدان أمريكا الجنوبيّة، لكنّه كان بعكس جميع هذه البلدان العاشقة حتى الثمالة لكرة القدم، بينما كانت الإكوادور من أكثر البلدان مكافحةً لهذه اللعبة في بداياتها، رغم أنّها دخلت إلى البلاد قديماً جدّاً منذ عام 1899 عبر “خوان رايت” الذي شاهد اللعبة أثناء دراسته في إنكلترا، وأنشأ فريقاً لكرة القدم عام 1925.
في ذانت التاريخ 1899 تم تأسيس الاتحاد الإكوادوري لكرة القدم، والذي انضمّ بعد سنة واحدة إلى الفيفا، وبعد ذلك وجّهت الفيفا الدعوة إلى الإكوادور للمشاركة في كأس العالم الأولى في الأرغواي عام 1930 إلّا أن الحكومة رفضت مشاركة الفريق، بل ولم يلعب الفريق مباراة دوليّة حتى عام 1938 عندما تعادل مع بوليفيا بهدفٍ لمثله.
وبسبب رفض حكومة الإكوادور مشاركة فريقها في المنافسات الخارجية، عانى منتخب الأماريليوس والتي تعني “الصفر” باللغة الاسبانية، عانى الأمرّين حتى جاءت مشاركته الأولى في كأس العالم عام 2002، ولتكون هذه المشاركة هي الرابعة في تاريخه حاملة إنجازاً وحيداً وهو بلوغ دور الـ 16 عام 2006، أمّا انجازاته التاريخيّة، فهي نادرة جدّاً، فرغم مشاركته في كوبا أمريكا لأكثر من 25 مرة إلّا أنّه لم يحصل سوى على المركز الرابع عام 1959،1993، وحصل على كأس الكونكاكاف مرة واحدة فقط.
مشوار الإكوادور في تصفيات كأس العالم 2022 كان صعباً جدّاً لأمرين:
الأول هو منافستها الشرسة في التصفيات مع منتخبات البرازيل والأرجنتين والأرغواي وبيرو والباراغواي وكولومبيا وتشيلي وبوليفيا وفنزويلا، وحصل منتخب الإكوادور على 26 نقطة والمركز الرابع خلف الأرغواي ليتأهل إلى كأس العالم مباشرة.
أمّا الأمر الثاني فكان الدعوى المرفوعة عليه من منتخب تشيلي الذي اعتبر أن هناك لاعباُ دخل البلاد بجواز سفر مزور، ولعب مع الاكوادور وهو غير إكوادوري، لكن الفيفا اعتبرت بأن اللاعب إكوادوري بعد التحقيق.
يطير منتخب الإكوادور إلى قطر ليحلّ ضيفاً على المجموعة الأولى مع منتخبات: قطر، السنغال، هولندا.
فهل سينجح منتخب “الصُفر” في تجاوز هذه المجموعة السهلة ويلعب دور الحصان الأسود في البطولة، أم أن التاريخ الكروي سيبقى معاقباً له بسبب رفضه المشاركة الأولى ومكافحته لكرة القدم؟
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم
