اقتصادالعناوين الرئيسية

كارثة إنسانية في أفغانستان

|| Midline-news || – الوسط …

تسبب انسحاب القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها من أفغانستان ، إلى تفكك البلاد، وانهيار الجيش، وسيطرة طالبان، مما أدى لقطع معظم المساعدات الخارجية وتجميد معظم الاحتياطيات النقدية ، وتمديد العقوبات.

والآن، تواجه البلاد مجاعة جماعية وانهيار اقتصادي.. حيث تم القضاء على 75% من ميزانية الحكومة في أفغانستان، بالإضافة إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

و النظام المصرفي على وشك الانهيار أيضًا،  في حين تفقد العملة الأفغانية قيمتها بسرعة، أضف إلى ذلك الجفاف الذي طال أمده، وتفشي جائحة كورونا، وتفكك الخدمات الحكومية.

و تحذر الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجتمع المانحين من الكارثة الإنسانية الناشئة مع الانهيار الوشيك للاقتصاد الأفغاني.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية إن جميع الأفغان تقريباً ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وإن الاقتصاد قد يدفع الوضع إلى التردي والوصول إلى كارثة العام المقبل.

وأظهرت عمليات مسح للبرنامج أن نحو 98 في المئة من الأفغان لا يحصلون على كفايتهم من الطعام، وأن 7 من بين كل 10 أسر تلجأ إلى اقتراض الطعام، حسبما قال متحدث باسم البرنامج للصحفيين.

ماري إيلين ماكجرارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في أفغانستان قالت لـ CBS NEWS، “لقد عملت مع برنامج الأغذية العالمي لفترة طويلة تزيد عن 20 عامًا، ولم أشاهد أبدًا أزمة تتكشف وتتصاعد بالوتيرة والنطاق اللذين نشهدهما”.

أضافت ماكجرارتي أن 72% من السكان كانوا يعيشون تحت خط الفقر قبل سقوط الحكومة.

وأشارت ماكجرارتي، أن الناس ليس لديهم وظائف، ولا يمكنهم الحصول على النقود، وأسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع، والعملة آخذة في الانخفاض، لذلك نحن الآن في سباق مع الزمن حقًا.

وفقًا لليونيسف، فإن مليون طفل في أفغانستان معرضون الآن لخطر الموت جوعاً.

وبحسب New York Post، أجبرت أم أفغانية تتضور جوعًا على بيع طفلها البالغ من العمر أربعة أشهر حتى تتمكن من إنقاذ توأمها.

حيث باعت الأم اليائسة، طفلها لزوجين لم ينجبوا أطفالاً دفعوا 104 دولارات بعد أن أصبحت أزمة الغذاء في أفغانستان مأساوية.

و يقدر برنامج الأغذية العالمي أن 5% فقط من الأسر الأفغانية لديها طعام كاف لتناولها كل يوم، ويتوقع أن تصبح أفغانستان أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وأدى التوقف المفاجئ للمساعدات الخارجية، في أعقاب سيطرة طالبان على مقاليد الحكم في آب/ أغسطس، إلى ارتفاع سريع في أسعار المواد الغذائية والوقود والمواد الأساسية الأخرى بما يفوق قدرة الكثيرين.

وقال المتحدث تومسون فيري في إفادة للصحفيين في جنيف «الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والصراع والجفاف يعني أن الأسرة العادية لا تكاد تستطيع التكيف مع الأمر.. لدينا الكثير لنفعله للحيلولة من دون تحول هذه الأزمة إلى كارثة».

وقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية إلى 15 مليون أفغاني خلال هذا العام حتى الآن وإلى سبعة ملايين في نوفمبر وحده. ويخطط البرنامج لزيادة مساعداته في العام المقبل لتصل إلى 23 مليون شخص في جميع أقاليم أفغانستان.

وقال المتحدث باسم البرنامج «لا يمكن أن نضيع أي لحظة.. مديرتنا الإقليمية تصف الوضع بأنه مريع للغاية وتقول إنه سيل من الجوع والعوز».

من ناحية أخرى، قالت ندى الناشف نائبة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الأسر الأفغانية تواجه «فقراً مدقعاً وجوعاً شديداً».

أميركا لا تدفع ثمن أخطائها

على الرغم من الانسحاب العشوائي الذي حدث من جانب القوات الأميركية من أفغانستان خلال منتصف عام 2021، والذي أنهى حرب استمرت نحو 20 عامًا، إلا أن تداعيات الأمر لم تنتهي بعد.

أثناء الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، والذي أمر به الرئيس جو بايدن في نيسان/ أبريل الماضي، مما أسفر عن قيام طالبان بالإطاحة بالحكومة الأفغانية، حتى قبل خروج القوات الأميركية بالكامل من البلاد.

قامت القوات الأميركية بشن هجوم بطائرة بدون طيار نهاية الصيف الماضي، أسفر عن مقتل 10 أشخاص، ولكن كانت المفاجأة أن هؤلاء الأشخاص مدنيين!

حيث ذكرت شبكة NBC، أن الجيش الأميركي لن يعاقب أي فرد على الضربة التي نفذتها طائرة مسيرة هذا الصيف في العاصمة الأفغانية، والتي أسفرت عن مقتل 10 مدنيين، من بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال.

وسرعان ما أدانت منظمة الإغاثة الدولية التي قُتل أحد أفرادها في هذا الهجوم، وقالت إن البنتاغون أخفق حتى الآن في الوفاء بوعوده بإجلاء أقارب الضحايا ودفع تعويضات عن قتلهم.

وكان الجيش الأمريكي قد ادعى في الأصل أن الضربة التي وقعت في 29 آب/ أغسطس في كابول قتلت مقاتلين من تنظيم داعش خراسان، يشتبه في تورطهما في التخطيط لهجمات على القوات الأميركية في تلك المدينة.

لكن في الواقع، الضحايا هم زماري أحمدي، والذي يعمل مع منظمة التغذية والتعليم الدولية، وعائلته بما في ذلك سبعة أطفال، واعترف البنتاغون لاحقًا بهذه الحقيقة.

و وفقًا لمسؤولين بوزارة الدفاع تحدثا إلى شبكة NBC، “اثنان من كبار القادة، القائد المركزي الجنرال كينيث ماكنزي من سلاح مشاة البحرية، وقيادة عمليات القوات الخاصة الجنرال ريتشارد كلارك من الجيش، أوصيا بعدم معاقبة الأفراد المتورطين في الضربة”.

جاءت هذه التوصية بعد أن خلص تحقيق أجراه البنتاغون إلى أن الضربة لم تنتهك قوانين الحرب.

حيث قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمر صحفي: “ما رأيناه هنا كان انهيارًا في العملية والتنفيذ في الأحداث الإجرائية، وليس نتيجة الإهمال، وليس نتيجة سوء السلوك، وليس نتيجة سوء القيادة”

المصدر: وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى