الأمم المتحدة تحذر من مخاطر أساطيل الظل

أثارت لجنة في هيئة الأمم المتحدة تشرف على عمليات الشحن المخاوف بشأن أساطيل الظل لناقلات النفط التي تمارس أنشطة نقل النفط وسط العقوبات، داعية إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز السلامة.
ممارسات أساطيل الظل
ووفقاً للجنة القانونية التابعة للمنظمة البحرية الدولية، فإن الدول التي لديها دراية بممارسات أساطيل الظل، أو السفن التي تُغلق أجهزة الإرسال والاستقبال لديها، يتعين أن تخضع لمزيد من عمليات التفتيش، فيما اعترضت اللجنة على ممارسة عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى في عرض المحيط، مشيرة إلى أنها تزيد مخاطر التلوث بالنسبة للدول الساحلية.
وتعد كل من إسبانيا وأستراليا والولايات المتحدة وكندا، جزءاً من حملة تشنها المنظمة البحرية الدولية بهدف زيادة الرقابة على الأنشطة المشبوهة في تجارة النفط التي ظهرت خلال العام الماضي، فيما أدت الحرب في أوكرانيا، والعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الحكومات الغربية، إلى تغيير مسارات شحن السلع الأكثر تداولاً في العالم.
نحو قواعد أكثر صرامة
في هذا السياق أعلنت إسبانيا (التي سجلت زيادة في هذا النشاط قبالة الجيب الساحلي الواقع في شمال إفريقيا في سبتة) أنها تخطط للدعوة إلى قواعد أكثر صرامة من شأنها تنظيم عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى وذلك خلال اجتماع جمعية المنظمة البحرية الدولية في وقت لاحق من العام الجاري، وتكمن حساسية هذا الأمر بالنسبة لإسبانيا بشكل خاص كونها عانت من أسوأ تسرّبات نفطية على مستوى التاريخ الأوروبي، عندما انشطرت ناقلة نفط تسمى “بريستيج” (Prestige) إلى نصفين، مما أدى إلى تسرّب جميع حمولتها تقريباً من زيت الوقود الثقيل في المياه قبالة السواحل الإسبانية.
في هذا السياق قال “فيكتور جيمينيز” ممثل إسبانيا لدى المنظمة البحرية الدولية في مقابلة: “إن إسبانيا تسعى للحصول على شهادة منشأ النفط المنقول من سفينة إلى أخرى”، فيما تريد إسبانيا أيضاً من الدول الساحلية تحديد مناطق بعينها لتنفيذ عمليات النقل تلك، في حال كانت عُرضة لحادث.
مئات السفن من أسطول الظل
وفي الوقت الذي تدفق فيه المزيد من الخام الروسي إلى آسيا خلال العام الماضي، برز دور أسطول الظل المكوّن من مئات السفن المتقادمة في تسهيل هذه التجارة.
وذكرت اللجنة أن ناقلة نفط عمرها 26 عاماً تُسمى “توربا” (Turba)، والتي أشارت إليها “بلومبرغ” أنها جمعت نفس شحنة الوقود الثقيل، من الميناء الروسي نفسه، مثل بريستيج، وقالت: “إن الناقلات في أسطول الظل تشكّل خطراً حقيقياً ومتزايداً لوقوع حوادث خاصة عند مشاركتها في عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، لأنها تخفي وجهات الشحنات أو منشأها، أو تتجنب الرقابة أو التنظيم من قبل الدول المعتمدة لدى المنظمة أو الدول الساحلية”.
وفقاً للجنة، فإنه على الرغم من أن روسيا ترى فائدة في فرض رقابة إضافية، إلا أنها أشارت إلى أن مصدر المخاوف الحالية يكمن في العقوبات غير المشروعة، فيما دعا الوفد الروسي لدى المنظمة البحرية الدولية الحكومات إلى عدم إساءة استخدام العقوبات والتوقف عن تقييد تصرفات الدول الأخرى.