الأصول في معايدات أبناء الأصول .. بشار جرار – واشنطن

إنهم يُـحَـرِّمُـون حتى المجاملة في المعايدة ولو ادّعاء ودّ .. قلتها رداً على مدّع دعيّ من ذوي “الأنا المنتفخة” الذي لا يملك لسانه في حوار الأوادم .. قلتها لتذكيره ومضيف الحوار من قناة تبث من الشرق الأوسط ولديها مكتب في واشنطن، ولتذكير وتنبيه الجمهور من تلك الأفاعي الحرابيّ المختبئين خلف ازدواجية الجنسية من معارضي أوطانهم الأم جماعة “التقية” السياسية.
كان من أشرت إليه رئيس مركز ديني اجتماعي خيري ضخم في ضواحي واشنطن له امتداداته القارّية بمعنى قارة أمريكا الشمالية: الولايات المتحدة وكندا. يتبع الجماعة الذي أبدع الشاعر المصري جمال بخيت في وصفهم بقصيدة: دين أبوهم اسمه إيه؟ حرّم – غفر الله له فهو في ذمة الله- حرّم المعايدة بعبارة “ميري كريسماس”!.
وفي عالم التطرف والتقية، يتجرأ البعض ويُجاهر في معارضة هؤلاء، فيعلن في عيد الميلاد المجيد عبر “الفيس”، عبارة كل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد سيدنا “عيسى بن مريم عليه السلام”، حتى إن أتى أسبوع الآلام والجمعة العظيمة والفصح المجيد وعيد القيامة، دخلت المعايدات عوالم الحوارات التلفزيونية والسجالات الفيسبوكية والتويترية عالية التوتر!.
كل بحسب فهمه وذوقه، يختار المعايدة بالتوقيت والصياغة التي يريد، فجميع الأصدقاء والزملاء من الثقافات التي لا تحتمل الإقصاء هنا في المهجر، عايدوا المسلمين بعبارة رمضان كريم وفطر سعيد، أضحى مبارك وحجاً مبروراً، لم يدخل أحد في سجال، أي أبناء سيدنا إبراهيم كان على وشك أن يكون الأضحية، إسحق أم إسماعيل؟ ما للناس وإقحام معايدات ومجاملات، فيما ينبغي أن يبقى نقاشاً حصرياً بين المختصين كعلماء اللاهوت ومقارنة الأديان.
أسرّ لي أحدهم بأنه رغم انفتاحه على معايدة ميري كريسماس إلا أنه يفضّل الاكتفاء بمقولة فصح مجيد بدلاً من قيامة عظيمة وهي الأهم بالنسبة لكل مسيحيي العالم من كل الطوائف وعبر التاريخ، لهؤلاء وأولئك أقول: صلب أم رفع، كلنا بانتظار عودة السيد المسيح .. وإن بادرني أخ مسيحي بالقول: المسيح قام، لا أملك إلا أن أقول: حقاً قام..
وكل عام وأبناء الأصول والأوادم بخير. كل عام والجميع بخير، بمن فيهم من يصرون على تحريم المعايدة!
إقرأ أيضاً .. يسار أمريكا استبدل نجومها بـ”قرون موز”؟! ..
إقرأ أيضاَ .. سورية الصلح والتصالح والمصالح ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter