العناوين الرئيسيةسورية

الأسد يتحدث في كلمة متلفزة عن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا

توجه الرئيس السوري بشار الأسد بكلمة متلفزة عن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا.

وقال الرئيس الأسد: الوطن هو المنزل… وحمايتُه واجبٌ بغض النظر عن نوع وحجم التحدي، وبغض النظر عن الإمكانيات زادت أو نقصت، هذا ما كان منذ اللحظات الأولى للزلزال.. هذا الشعور العميق والشامل تجاه الوطن البيت سورية، من قبل أبناء عائلته الواحدة أفراداً ومؤسسات.. وهذه الهبةُ الهائلة لحماية وإنقاذ ومساعدة أخوتِهم المكلومين في حلب واللاذقية وحماة لم يكن المشهد الوطني والإنساني غريباً عن أي منا وقد لمسناه بمفاصل متعددة خلال الحرب على سورية، لكنه كان أكثرَ شمولاً ووضوحاً.. والأهم أنه كان أكثرَ بلاغة، لأنه أتى بعد اثني عشر عاماً من الحرب والحصار.

وأضاف: وإذا كانت هذه الحرب قد استنزفت واستنفذت الكثيرَ من الموارد الوطنية، وأضعفت الإمكانيات لمواجهة المزيد من الأزمات، فهي نفسُها التي أعطت المجتمع السوري الخبرة والمقدرة على التحرك السريع والفعال في الساعات الأولى للزلزال..

وأشار الرئيس الأسد إلى المساعدات العاجلة التي وصلت من الدول الشقيقة والصديقة، والتي شكلت دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذِ الكثيرِ من المصابين.

وقال الرئيس الأسد: لكن ومن خلال تجارِبِ الدول الأخرى في هذا المجال، فإن للزلازل تداعياتٍ عاجلةً وآجلة.. وما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية، لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى، وهو بحاجة للكثير من التفكير والحوار والتكافل والتنظيم، لدى مختلف القطاعات الوطنية ومن الضروري ألا ننظر إلى تلك التداعيات كحالة منعزلة مرتبطة بالزلزال حصراً، بل كحالة تراكمية للحرب والتخريب الإرهابي، وللحصار بتأثيراته، وللزلزال مؤخراً.. يُضاف إليها عواملُ خلل تراكمت عبر عقود سابقة للحرب في القطاعات المختلفة.

الأسد: يجب علينا متابعةُ التعامل مع تداعيات الزلزال بحسب تسلسلها

وأضاف” يجب علينا متابعةُ التعامل مع تداعيات الزلزال بحسب تسلسلها.. فبعد تجاوز مرحلة الإنقاذ وتأمين مراكز الإيواء الطارئة وتأمين المستلزمات الأساسية من غذاءٍ وكساءٍ ودواء، وهذا الذي تمّ حتى الآن، فقد بدأت المؤسسات الحكومية المعنية بالعمل على توفير المساكنِ المؤقتة، ريثما يتم تأمينُ المساكنِ الدائمةِ في مرحلة لاحقة.. وحالياً تتِم دراسة تأسيس صندوق لدعم المتضررين بهدف مساندتهم ريثما يتمكنوا من استعادة قدراتهم الحياتية بجوانبها المختلفة، وذلك بعد الانتهاء من إحصاء الأضرار.

وأوضح الرئيس الأسد “عندما تتعرض المجتمعاتُ للزلازل بأنواعها، جيولوجيةً كانت، سياسية، عسكرية، ثقافيةً اجتماعية، أم غيرها من الهزات العنيفة، فلا بد لها أن تفقِد شيئاً من استقرارِها، لاهتزاز ضوابطها المؤسسية والاجتماعية، من قوانينَ وأنظمة، ومن مفاهيمَ وأعرافٍ وأخلاقيات… وهذا يؤدي بدوره لظهور السلبيات الموجودة أساساً، لكنها كامنة أو محدودة بفعل تلك الضوابط.

وقال الرئيس الأسد: فهل من حدث – صغُر أو كبُر- قادر على محو صور البطولة لمؤسساتنا الوطنية المدنية والعسكرية، والمجتمع الأهلي، والأفراد المتطوعين خلال قيامهم بعمليات الإنقاذ كخلايا نحل على مدار الليل والنهار؟ وكانوا أصحاب الفضل في كل ما أنجز، حملوا الوطن بآماله وآلامه بحماسٍ ورضىً وحبٍ لا محدود وتضحية عظيمة

وأضاف الرئيس الأسد: في خضم ألمنا وحزننا على الضحايا، وفخرنا بأبناء وطننا، لا يفوتنا تقديم الشكر لكل الدول التي وقفت معنا منذ الساعات الأولى للكارثة، من أشقاءَ عربٍ ومن أصدقاء، وكان لمساعداتهم العينية والميدانية الأثرُ الكبير في تعزيز قدراتنا لمواجهة الظروف الصعبة في الساعات الحرجة.

وختم الرئيس الأسد بالقول: أهم وأول ما نتعلمه من هذه التجرِبة القاسية وقد تمكنا مع بعضنا البعض بمختلف أطيافنا وقطاعاتنا من التغلب على ظروفنا وقلة إمكانياتنا، هو الإيمانُ بقدراتنا الذاتية الكبيرة، والإيمانُ أن تعاضدَنا هو الذي يفعلها، وأن تشتتَنا هو الذي يخمدها.

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى