الأزمة الاقتصادية بلبنان تعصف بحليب الأطفال وأدوية السرطان
منذ أكثر من عامين، يجد المواطن في لبنان، نفسه في حال من القلق الدائم بسبب الأزمة الاقتصادية التي لم يسلم من تداعياتها أي جانب حياتي.
لم تستثن الأزمة الاقتصادية التي تعصف في لبنان منذ عام 2019، الشريحة الأكثر هشاشة، إذ فرض على الأطفال كذلك دفع ثمن المرحلة الصعبة، إلى حد أن حياتهم معرضة للخطر كون الأمر يتعلق بأمنهم الغذائي.
وفي هذا الإطار لم يكن انقطاع حليب الأطفال أخف وطأة على الأهل عندما وجدوا أنفسهم عاجزين عن تأمين احتياجات أطفالهم الرضع بسبب عدم توافره في الصيدليات.
من جهة أخرى، يعيش مرضى السرطان في لبنان، مراحل قاسية يغلب عليها القلق والخوف من المستقبل في ظل حال دائمة من البحث عن علاج، إضافة إلى الوعود المستمرة التي بقيت من دون تنفيذ.
وبين من وجد الحل بتأمين احتياجاته من خارج لبنان بأضعاف السعر الذي من المفترض أن يتوافر به داخل البلاد، كونه من المواد التي بقيت مدعومة، وبين من بحث عن البدائل أياً كان صنف الحليب، بقي الوضع على حاله من دون آفاق واعدة إلى أن أتت اللحظة التي أعلن فيها قرار رفع الدعم بشكل كامل عن حليب الأطفال وأدوية السرطان.
يأتي القرار في إطار خطة ترشيد الدعم التي لطالما أشير إليها، وتقضي برفع الدعم بشكل جزئي وبوتيرة معينة عن الأصناف بشكل متتالي، تلك اللحظة التي انتظرها كثيرون قد تشكل عبئاً ثقيلاً على آخرين ممن لا تسمح لهم قدرتهم الشرائية بتحمل مزيد من النفقات على أساسات لا يمكنهم التخلي عنها بأي شكل من الأشكال، فما الذي سيترتب عن هذه الخطوة الجديدة؟.
الأزمة الاقتصادية في لبنان.. إيجابية لبعض الفئات
التهريب والتخزين وأسباب أخرى لعبت دوراً في انقطاع الحليب منذ فترة طويلة، فيما فشلت كل المحاولات والحلول المؤقتة في توفيره للمواطنين.
ووفقاً لما أوضحه وزير الصحة “فراس الأبيض” فإن كميات الحليب المدعوم التي كانت تستورد تفوق حاجة لبنان إلى حد كبير وتكاد تكفي بلدين، فيما كانت تختفي بعد فترة قصيرة من استيرادها من دون أن تصل إلى الأطفال الذين يحتاجون إليها.
وقال الوزير إن الشركات المستوردة توقفت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً عن تسليم حليب الأطفال إلى الصيدليات بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وتخطيه عتبة 47 ألف ليرة للدولار الواحد، وبدأ تهريب الحليب وتخزينه، الذي يعتبر صعباً بالمقارنة مع أدوية السرطان مثلاً.
وأشار إلى أن الوزارة استطاعت إيجاد حلول متكاملة للأدوية، أما بالنسبة إلى الحليب فلم يكن سهلاً ضبط الأمور، خصوصاً أن شراءه من الصيدلية لا يتطلب وصفة طبية، كما هي الحال بالنسبة إلى الدواء، بالتالي يستحيل تتبع علب الحليب التي تخرج من الصيدليات.
الأسعار تتخط الضعف
إذا كان رفع الدعم عن حليب الأطفال مطلباً لكثيرين ممن ترقبوا هذه المرحلة لتأمين احتياجات أطفالهم، فهي تشكل في الواقع عبئاً على شريحة كبرى من المجتمع أنهكتها الأزمة المعيشية، وتأتي مثل هذه الخطوات بمزيد من التحديات لها.
فقرار رفع الدعم عن الحليب في هذه المرحلة يشمل الحليب الخاص بالرضع، التي تضاعفت أسعاره بالصيدليات، فبعد أن كان سعر العلبة (سعة 400 غ) التي تكاد لا تكفي ليومين أو ثلاثة لإطعام الطفل 3.5 دولار أصبح يناهز سبعة دولارات تقريباً.
أما علبة الحليب (سعة 900 غرام) للمرحلة الثانية فقد أصبح سعرها يناهز الـ 15 دولاراً بعدما زاد بمعدل يزيد على الضعف، أما باقي الأنواع الخاصة لحالات معينة كالحساسية مثلاً، فكان قد رفع الدعم عنها في مرحلة سابقة وتخطى سعرها 22 دولاراً أميركياً للعلبة الواحدة.
المصدر: اندبندنت عربية
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter