الأردن “القلق” من صقور واشنطن يقبل اعتماد سفير اسرائيل الجديد ..فهل هناك مزيد من التنازلات!!

midline-news -الوسط :
وسط حالىة القلق التي تجوب الأجواء السياسية في الأردن خاصة أن هذه المملكة قد تاهت في ظل التغيرات الكبرى في المنطقة بدءا من مايجري في سورية من انتصار عسكري لدمشق يعلق في حلوق البيت الأبيض وحلفائه , وليس انتهاءاً بتسونامي التغيير في الادارة الأميركية والذي يبدو أن عمان تخافه كما تخاف الخروج عن طاعة البيت الأبيض
فقد أعلنت الحكومة الأردنية، اليوم الأربعاء، موافقتها على “طلب الاعتماد” لاستقبال السفير الإسرائيلي الجديد لدى المملكة، أمير فايسبرود.
وأوضحت وكالة “بترا” الأردنية الرسمية أن الموافقة جاءت في “رد لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين على رسالة حكومة إسرائيل بعد أن استكملت جميع الإجراءات الدبلوماسية والإدارية المتبعة عادة في التعامل مع ترشيح الدول لسفرائها”.
وفي شباط الماضي قررت لجنة التعيينات في وزارة الخارجية الإسرائيلية ترشيح فايسبرود سفيرا جديدا لإسرائيل لدى الأردن.وفايسبرود، السفير المعين الجديد، هو دبلوماسي محترف يتولى حاليا رئاسة مكتب الشرق الأوسط في مركز البحوث السياسية التابع لوزارة الخارجية.
وشغل فايسبرود، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، منصب السكرتير الأول في سفارة إسرائيل لدى الأردن بين عامي 2001-2004، وكان في السابق قد عمل أيضا في مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب.
وكانت السفارة الإسرائيلية لدى الأردن أغلقت في يوليو 2017 على خلفية حادث مقتل مواطنين أردنيين اثنين برصاص حارس أمن إسرائيلي في إحدى الشقق التابعة للسفارة بعمان في وقت سابق من الشهر نفسه.
يأتي ذلك في وقت تقلق العاصمة الأردنية عمان “بصمت” وهي ترى حلفاءها يتشددون وتختلف معالم سياستهم، خصوصاً في واشنطن والرياض، فتتويج تعيينات الإدارة الامريكية الصقورية الجديدة بتعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي، وهو أحد المنظّرين لموت حل الدولتين ولإعادة الضفة الغربية للإدارة الأردنية, ووجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الولايات المتحدة بالمقابل، وبالتزامن مع فتح الرياض أجوائها أمام الطيران من وإلى “تل أبيب” يؤكد أن معالم “الصفقة” المنتظرة لإعادة ترتيب المنطقة باتت أكثر وضوحاً من إنكارها، والأهم أن عمان نفسها ستظل الأكثر تضرراً منها.
جون بلتون عملياً لا ينظّر فقط تجاه عمان، فمقابلته العام الماضي مع صحيفة جيروزاليم بوست تؤكد أنه يحبّذ منح قطاع غزة للمصريين ضمن سعيٍ لاعادة الوضع الى ما كان عليه قبل ايجاد السلطة الفلسطينية كلها، وهو الامر الذي يبدو- على الاقل بالنسبة للمصريين، أنه على الطريق الصحيح حتى لو لم يتم الاعلان عنه بصورة واضحة، فمصر عسكريّاً واستخبارياّ موجودة في القطاع، والاهم انها موجودة بخطة ولي العهد السعودي للتطبيع الاقتصادي (عبر مشروع نيوم الضخم) بوضوح وأكثر من عمان.
العاصمة الأردنية في الأثناء وعمليّاً، تتوالى عليها الصدمات في ترتيب شكل الادارة الامريكية الجديد، فإزاحة وزير الخارجية الاسبق ريكس تيلرسون عنت بالضرورة خسارة أحد الأصدقاء في الإدارة الامريكية، حيث رجل دبلوماسي ويبدي الكثير من المرونة بخصوص المصالح الأردنية، وكان لدى عمان قنواتها الضخمة للتواصل معه.
الأعمق من خسارة تيلرسون كدبلوماسي مطفئٌ لحرائق إدارة متشددة، هو أن خلفه مايك بومبيو يكاد يكون أكثر تشدداً من الرئيس الأمريكي نفسه
الاردن اليوم وعمليا يخسر حلفاءه في الادارة الامريكية او على الاقل في صفوفها الاولى، ورغم ان مؤسسات السياسات الخارجية في عمان أيضاً لديها علاقات معقولة مع مهندسي “الخطة” الامريكية: صهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، إلا ان ذلك لا يمنع اليوم الحذر الشديد الذي يفترض ان تتعامل به العاصمة الاردنية مع الادارة الامريكية التي تختلف بنيوياً في الوقت الحاضر عن تلك التي كانت حليفتها.
كل ما سبق، معناه بوضوح، أن عمان عليها اليوم أن تحذر جيداً، والا تقدّم تنازلاتها سلفا كما فعل وزير الخارجية ايمن الصفدي وهو يعلن ان اراضي الباقورة مملوكة للاسرائيليين.