العناوين الرئيسيةسورية

(الأتاوات) في الحسكة من أسباب انخفاض أعداد الثروة الحيوانية 40 %

تعرضت الثروة الحيوانية كغيرها من القطاعات للتخريب والنهب والتدمير، الأمر الذي تسبب في تراجع أعداد الثروة الحيوانية ولاسيما الأغنام منها.

يقدر مختصون نسبة التراجع بنحو 40% , ويعزون الأسباب إلى ظروف الحرب, حيث القتل والتدمير من جهة, ولارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من جهة أخرى, الأمر الذي يفرض على المربين الاعتماد على مصادر ذاتية.
الخبير الدولي في التنمية الزراعية – د.نور الدين منى يرى أن الخسارة مضاعفة لهذه الثروة من ناحية تناقص الأعداد، ومن ناحية فقدان الأصول الوراثية ما يوجب على المعنيين الاهتمام بتشجيع البحوث التحسينية الوراثية وتقديم التسهيلات للمربين .
دفع أتاوات بمبالغ كبيرة
(أمر الأمرين ) عبارة لخصت حال مربي الأغنام يقول أبو اسماعيل من منطقة رأس العين في محافظة الحسكة بلهجته: إننا كمربين لا نعاني من قلة المراعي فالخيرات متوافرة بكثرة , لكن ما نعانيه هو النهب والقتل من قبل مرتزقة أردوغان، حيث يعمد هؤلاء المرتزقة إلى حرق محاصيلنا من القمح والشعير, ناهيك بالقتل والتدمير ,
وفي حال أردنا الانتقال من منطقة إلى منطقة بقطعان ماشيتنا التي نعيش وأسرنا على خيراتها, علينا دفع أتاوات على كل رأس منها عشرين ألف ليرة, وقد يصل المجموع إلى المليون والنصف مليون ليرة عن مجمل القطيع , لذلك تراجعت أعداد الرؤوس لدى كل مربٍّ، مثلاً أنا كنت أملك فيما مضى حوالي خمسمئة رأس من الأغنام وبسبب هذه الأحداث في المنطقة تراجعت الأعداد إلى النصف. .
غلاء المستلزمات
أما في المناطق الآمنة, فتختلف أسباب تراجع أعداد قطعان الماشية التي غالباً ما تعود إلى ارتفاع أسعار المستلزمات من أعلاف وأدوية بيطرية وغيرها, يقول أبو أحمد من ريف حمص: إن تراجع أعداد القطيع لديه إلى الثلث لعدم قدرته على تأمين الأعلاف والأدوية لغلاء أسعارها , لذلك من المستحيل أن يكون بمقدورنا كمربين تأمين المستلزمات، وتمنى على الجهات المعنية زيادة المقنن العلفي وتقديم التسهيلات لمنحنا قروضاً حتى يتسنى لنا الاستمرار بتربية ماشيتنا التي تعد مصدر رزقنا الوحيد.
حسب الأرقام
مدير مكتب الإحصاء في الاتحاد العام للفلاحين أحمد العوض يقول: إنه وفقاً لآخر إحصائية لعام 2018 بلغ إجمالي أعداد الأغنام ما يزيد على 14 مليون رأس، في حين بلغت للعام الذي سبقه 2017 ما يزيد على 13 ونصف مليون رأس, كما بلغ إجمالي عدد رؤوس الماعز أكثر من 16مليون رأس لعام 2018.
عماد عبد الحلي- مدير مكتب الثروة الحيوانية في الاتحاد العام للفلاحين يؤكد تراجع الثروة الحيوانية خاصة الأغنام ضمن الظروف الحالية, ولكن المطلوب من الجهات المعنية العمل للحفاظ على ما تبقى من خلال تشجيع المربين وتقديم التسهيلات والقروض والطبابة البيطرية وغير ذلك.
يضيف عبد الحليم أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج وندرة المراعي من الأسباب التي تقف في مقدمة أسباب تراجع الثروة الحيوانية, حيث يصل دعم المؤسسة العامة للأعلاف إلى حدود 15 % فقط من المقننات العلفية, الأمر الذي يفرض على المربي تأمين الكميات المطلوبة بالسعر الحر, وهذا ليس بمقدوره تأمينه، وذلك ما يعني أنه يجب أن يعتمد على مصادر ذاتية لتأمين المراعي, لافتاً إلى أنه قبل الحرب كان يوجد ما يسمى مشروع المحميات كمصدر احتياطي استراتيجي تكون بديلاً لسد جزء من الاحتياجات المطلوبة.
الذبح بكميات كبيرة
رئيس الجمعية الحرفية للحامين في دمشق – أدمون عزام قطيش يؤكد النقص الهائل في أعداد الثروة الحيوانية ولاسيما (العنزة الشامية) ويعزو ذلك إلى التهريب الذي شهدته السنوات السابقة خلال فترة الحرب، وفقدان الجزء الأكبر من القطيع على المعابر الحدودية، حيث يصطحبها المربون إلى تلك المناطق بحجة الرعي, إضافة إلى ذبح إناث خروف العواس بعد الولادة بثلاثة أشهر تقريباً وبكميات كبيرة.
% 35 دعم حكومي
مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة د. رامي العلي يؤكد أنه تراجعت أعداد الثروة الحيوانية بنسبة 40%، حيث بلغت قيمة الأضرار لهذا القطاع خلال الحرب 5,5 مليارات دولار، لافتاً إلى أن هذا القطاع لا يزال قائماً لاتباع الحكومة جملة من الإجراءات لترميم قطعان الثروة منها:
-استيراد الأبقار وتوزيعها على المربين بدعم حكومي يصل إلى 35%
– إنشاء مراكز ومحطات لإنتاج الكباش والأغنام المحسنة من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وتوزيعها على المربين عن طريق مشروع تطوير الثروة الحيوانية بأسعار تشجيعية.
– تقديم قروض عينية إلى المربين حيث بلغت قيمة القروض خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 603 قروض بقيمة 830 مليون ليرة.

-تطبيق التقنيات الحديثة في إنتاج الأعلاف الخضراء, منها صندوق تداول بذار المحاصيل العلفية التشاركي وبلغ رصيده اليوم 55 طناً.
– تطبيق التقانات باستخدام الشعير المستنبت.
– إحداث وحدات تدريبية في 6 محافظات لتصنيع منتجات الحليب بهدف استخدام أحدث الطرق بالتصنيع والحصول على منتج صحي وسليم.
استخدام الطرق الحديثة
يرى الأستاذ الأكاديمي والخبير الدولي في مجال التنمية الزراعية د. نور الدين منى أن تراجع أعداد الثروة الحيوانية , ولاسيما الأغنام يعود لعدة أسباب, أهمها: ندرة المساحات المخصصة للرعي لأسباب متعددة, منها: انخفاض الحمولات الرعوية نتيجة الرعي الجائر وعوامل الجفاف وسوء الإدارة.
ثانياً- ارتفاع تكاليف الأدوية والعناية البيطرية خاصة أن جزءاً من المعامل المنتجة لهذه الأدوية تضررت لوقوعها في المناطق الساخنة .
ثالثاً -ازدياد الأعداد المخصصة للتصدير غير المضبوط في بعض المراحل.
رابعاً – مشكلة الأعلاف والتي لها علاقة ارتباطية بالمساحة الرعوية وبالتالي الارتفاع غير المسبوق للأسعار .
خامساً – تواجد العدد الأكبر من المربين في المناطق الشرقية غير الآمنة, التي كان لها النصيب الأكبر من القتل والنهب والسرقات, مشيراً إلى أنه في الماضي وخلال سنوات الجفاف كان يقترح بالسماح لهم باستخدام المحميات الموجودة كأحد مصادر دعم الأعلاف.
الطرق الإحصائية
يشير د. منى إلى موضوع التبعات السلبية لتصدير أغنام العواس أو حتى تهريبها عبر الحدود الأردنية وغيرها، وهذا الصنف من الأصول الوراثية المطلوبة عالمياً لأنها عالية الجودة ومذاقها مميز, لذلك تكون الخسارة مضاعفة من ناحية الأعداد ومن ناحية الأصول الوراثية المهمة.
ويشير إلى أنه خلال هذه السنوات ما زال إنتاج الأغنام بالأنماط التقليدية بدءاً من المنطقة الشرقية إلى الداخل, وبالتالي هذه الأنماط عرضة للسرقة, لذلك يفترض على وزارة الزراعة في مراكز المناطق الآمنة أن تكون لها عمليات تربية مكثفة بالطرق الحديثة للحفاظ على الأصول الوراثية . ويختتم منى حديثه بضرورة تسليط الضوء على موضوع إدارة قطعان الأغنام بالتربية السرحية التقليدية، واستخدام الطرق الإحصائية الحديثة لمتابعة القطعان بموازاة تشجيع إحياء البحوث التحسينية الوراثية وتقديم التسهيلات والإعفاءات للمربين.

المصدر : صحيفة تشرين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى