ارتفاع ضغط الدم سببه الأكبر يتمثل في مكون شائع
من زيادة الوزن إلى التدخين، يمكن لعوامل الخطر المختلفة أن تضع الأساس لارتفاع ضغط الدم.. وكما هو الحال مع العديد من الحالات الأخرى، يلعب نظامك الغذائي دوراً كبيراً، والأسوأ من ذلك، أن أحد أكثر أسباب ارتفاع ضغط الدم شيوعاً هو أحد المكونات الشائعة المضمونة في خزانة مطبخك.
تشرح Blood Pressure UK: “الملح يجعل جسمك يحتفظ بالماء. إذا كنت تأكل كثيراً، فإن الماء الزائد في دمك يعني أن هناك ضغطاً إضافياً على جدران الأوعية الدموية، ما يرفع ضغط الدم.. إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم، فإن الكثير من الملح سيرفعه أكثر، وقد يعني أن أية أدوية لضغط الدم تتناولها لا تعمل كما ينبغي”.
علاوة على ذلك، فإن خفض تناول الملح “سيبدأ في إحداث فرق بسرعة كبيرة، حتى في غضون أسابيع”، وفقاً لمنظمة ضغط الدم في المملكة المتحدة، وتؤكد NHS البريطانية أن البالغين يجب أن يأكلوا أقل من ستة غرامات من الملح يومياً، وتضيف Blood Pressure UK: “معظم الملح الذي نأكله مخفي في الأطعمة التي نشتريها جاهزة، مثل الخبز والبسكويت وحبوب الإفطار والصلصات والتوابل، فضلاً عن الوجبات الجاهزة”.
في الواقع، يمثل هذا الملح المخفي حوالي ثلاثة أرباع (75%) من الملح الذي يأكله الناس، وهذا يعني أن كمية صغيرة فقط تأتي من الملح الذي تضيفه إلى الطبخ أو على المائدة، وتقول المؤسسة الخيرية: “تحقق من معلومات التغذية الموجودة على ملصقات الطعام لمعرفة ما إذا كانت منخفضة أو متوسطة أو عالية في الملح، وقارن بينها وبين المنتجات الأخرى للعثور على الخيارات الصحية”.
ملح الطعام..
يتكون الملح المعروف بشكل رئيسي من مركب كيميائي يعرف بكلوريد الصوديوم (NaCl) والذي ينتمي لمجموعة أكبر من الأملاح.. يوجد ملح الطعام في الطبيعة على هيئة بلّورات معدنية تُعرف بالملح الصخري أو الهاليت.
يوجد ملح الطعام بكثرة في مياه البحار حيث هو المكون المعدني الرئيسي فيه، ويحتوي المحيط على قرابة 35 جرام من الملح لكل لتر (oz 1.2) وملوحة 3.5%.. يعد الملح ضروريا لحياة الحيوان، ويتواجد في أنسجة الحيوانات أكثر من أنسجة النبّاتات، لذلك فإن نمط غذاء البدو المعتاد الذين يعيشون على قطعانهم لا يحتاج فيه إلى الملح أو يضاف بكميات قليلة، بينما نظام الغذاء المعتمد على القمح يحتاج إلى مكملات غذائية.
وتعدّ الملوحة أحد أساسيات حاسة التذوق لدى الإنسان، كما أن الملح من أقدم وأوفر التوابل، ويعدّ التمليح من أهم طرق حفظ الأطعمة، وتشير بعض الأدلة إلى أن معالجة الملح تعود إلى 8000 سنة مضت، حيث كان سكان رومانيا يغلون مياه الينابيع لاستخراج الملح.
كذلك عثر على أدوات لمعالجة الملح في الصين تعود إلى الفترة نفسها تقريباً، ويعدّ الملح ثميناً عند اليهود قديماً وكذلك عند كل من الإغريق والرومان والبيزنطيين والحيثيين والمصريين.