ارتفاع بأسعار الغاز في أوروبا
ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، في تعاملات اليوم الجمعة، بنحو 9% وصعدت فوق مستوى 520 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
وبحلول الساعة 10:07 بتوقيت موسكو، صعدت العقود الآجلة (أسعار الغاز) لشهر أبريل المقبل على مؤشر TTF (أكبر مركز في أوروبا) بنسبة 9.1% إلى 521 دولار لكل ألف متر مكعب.
وقبل ذلك كانت عقود الوقود الأزرق قد استهلت تعاملات اليوم بارتفاع نسبته 7.7% إلى 515 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
وأمس انخفضت أسعار الغاز إلى دون مستوى 450 دولاراً لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ 27 يوليو 2021، وهذا مستوى أدنى بأربع مرات تقريباً من الرقم الذي تم تسجيله في أوائل ديسمبر الماضي، حينها سجلت الأسعار 1700 دولار.
وقفزت أسعار الغاز عالمياً لمستويات غير مسبوقة خلال عام (2022)، لدرجة أنها لم تترك خياراً أمام الحكومات والمستهلكين سوى ضرورة خفض الطلب، لاسيما في ظل ضغوط المعروض.
وقطعت روسيا تدفقات الغاز الطبيعي إلى أوروبا مراراً، قبل أن تقلِّصها في نهاية المطاف، بعد العقوبات الغربية المفروضة ضدّها، وأرجعت ذلك في الغالب إلى عمليات الصيانة، في حين يرى الاتحاد الأوروبي الذي أدخل قرار حظر الواردات الروسية حيز التنفيذ هذا الشهر أن موسكو تستعمل الطاقة سلاحاً.
وأثّر ذلك بصعود أسعار الغاز الطبيعي في غالبية العام، قبل أن تهدأ خلال الأشهر الأخيرة، بعدما تمكنت أوروبا من تنويع مصادر الإمدادات وملء مواقع التخزين، إلى جانب انخفاض الطلب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وواصلت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها قبل أن تستقر فوق 90 يورو (95.5 دولارًا) لكل ميغاواط/ ساعة، بداية من منتصف مارس/آذار حتى يونيو/حزيران 2022، قبل أن تبدأ روسيا في خفض صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا.
وبدءًا من مايو/أيّار 2022، أوقفت شركة غازبروم الروسية إمدادات الغاز عبر خط أنابيب يامال -بسعة تصل إلى 33 مليار متر مكعب سنويًا- إلى بولندا، بعدما رفضت الدولة الأوروبية قرار موسكو الدفع بالروبل مقابل الغاز.
كما أغلقت روسيا خط أنابيب نورد ستريم1 -الناقل الرئيس بسعة 55 مليار متر مكعب سنويًا- بداية من 11 يوليو/تموز 2022، لأعمال الصيانة تارة، ولحدوث تسرّب تارة أخرى، قبل إيقافه لأجل غير مسمى منذ نهاية أغسطس/آب 2022.
وكانت انقطاعات الإمدادات هذه كفيلة أن تدفع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية إلى الصعود لمستوى قياسي بلغ 345.7 يورو (366.8 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، أو ما يعادل 99 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في 26 أغسطس/آب، وهو ما يمثّل ارتفاعًا بأكثر من 430% منذ بداية العام.
المصدر: نوفوستي +RT