الزراعة السويسرية تختبر علفاً يقلل انبعاث غاز الميثان من الماشية

الأبقار لا تنتج الحليب واللحوم فقط ، وإنما تنتج أيضاً انبعاثات غاز الميثان الذي هو أحد أهم غازات الدفيئة، ويمكن لمضافات الأعلاف تقليل تلك الانبعاثات الناجمة عن تربية المواشي، والمساهمة في زراعة أكثر استدامة، إلا أن آثارها على الحيوانات على المدى الطويل يبقى موضع تساؤل.
يقول مزارع سويسري لقد بلغ السيل الزبى، “نحن متهمون بتلويث البيئة، مع أننا نبذل ما في وسعنا لحماية المناخ والبيئة”.
المزارع يدير مزرعة في قرية لوكري، الواقعة في كانتون فريبورغ بين تلال غربب سويسرا الساحرة، ويقوم بتربية نحو خمسين بقرة، معظمها من سلالة مونتبِليارد الملوّنة ببقعتين حمراء وبيضاء، وفي كل عام ينتج 150 ألف لتر من الحليب، تدخل في إنتاج جبن غرويير السويسري الشهير، فضلًا عن عدة قناطير من اللحوم التي تُباع للمستهلكين بطريقة مباشرة.
والمزرعة واحدة من المزارع السويسرية متوسطة الحجم (22 هكتاراً) ، ترعى حيواناتها في مروج خضر مسيّجة تحيط بالحظيرة، وكل المروج الخضر مستودعات كربون ” لها دور إيجابي في المناخ”.
بيد أن تحسين البصمة الكربونية للمزرعة لا يتوقّف على المراعي فقط ، فهو ، منذ شتاء عام 2021 ، يغذِّي المزارع ماشيته بمضافات غذائية خاصة تكمّل النظام الغذائي القائم على العشب والتبن والأعلاف المركزة، ومن شأنها تقليل انبعاثات غاز الميثان، ويقول: “أنا لست استثناءً ، فأنا أعرف العديد من المزارعين يفعلون الشيء نفسه”.
ومن خلال مزرعته المتواضعة، يساهم مزارع فريبورغ في حل مشكلة عالمية، فالميثان غاز دفيئة قوي وبدون حدوث انخفاض حاد في انبعاثاته في السنوات المقبلة لن يكون ممكناً الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1,5 درجة مئوية.
وغاز الميثان له أكبر تأثير على المناخ بعد غاز ثاني أكسيد الكربون، ومع أنه أقصر منه عمراً ، أو أقل منه بقاء في الغلاف الجوي ، بكثير ، إلا أنّ له قدرة احترار تفوق على مدى 20 عاماً قدرة غاز ثاني أكسيد الكربون بـ 80 مرة.
والجزء الأكبر من الميثان ، أي نحو 60٪ ، هو من صنع الإنسان ومرتبط بالأنشطة الزراعية لاسيما تربية الماشية وبمعالجة النفايات وصناعة الوقود الأحفوري ، وقد تضاعفت نسبة تركيز الميثان في الغلاف الجوي قياساً بما كان عليه الحال في حقبة ما قبل الصناعة.
الميثان تنتجه الأبقار وغيرها من الحيوانات المجترة ، بوساطة البكتيريا الموجودة في بطن البقر، وهي الجزء الأول والأكبر من المعدة المكونة من أربعة أجزاء ، وأساسًا يتكوّن الميثان في أثناء تخمر الألياف النباتية ، ويخرج غالباً عن طريق الفم مع زفير الحيوان أو تجشئه ، كما ينتج غاز الميثان أيضاً عند تحلل الروث في التربة.
وبينما تنتج البقرة الواحدة ما بين 70 و 120 كغم من الميثان سنوياً ، فإن جميع المواشي في العالم، سواء تلك التي يتم تربيتها للحوم والألبان، أو غيرها، تطلق في الغلاف الجوي سنويًا ما يعادل 3,1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، ولو افترضنا وجود هذا العدد من المواشي في بلد واحد، لعُدّ أكبر منتج لغازات الدفيئة بعد الصين والولايات المتحدة.