المونيتور: هل سيجتمع الأسد وأردوغان بعد المؤشرات الإيجابية

يمهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للقاء مع الرئيس السوري، بشار الأسد، بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان الرئيس الروسي يضغط من أجل تحقيق مصالحة “تركية – روسية” منذ سنوات، ويبدو أن نهاية اللعبة أقرب من أي وقت مضى.
الأسد وأردوغان
يوم الخميس، قدّم أردوغان أكثر التقييمات تفاؤلاً حتى الآن بشأن احتمالات المصالحة مع الأسد: “بصفتنا روسيا وتركيا وسوريا، أطلقنا عملية من خلال اجتماع رؤساء مخابراتنا ووزراء دفاعنا في موسكو، وبعد ذلك، إن شاء الله، سيجتمع وزراء خارجيتنا معاً بشكل ثلاثي، بعد ذلك، واعتمادًا على التطورات، سوف نجتمع معاً كقادة”.
ويوم الجمعة، حذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، جماعات ما تسمى “المعارضة” المدعومة من تركيا في سوريا من “الاستفزازات” التي قد تزعج تقارباً محتملاً بين سوريا وتركيا، مؤكداً لما تسمى “المعارضة” أن أنقرة لن تتخلى عنها.
وكما هو الحال دائماً، كان أردوغان صريحاً بشأن أولويته القصوى في سوريا: القضاء على ميليشيا “قسد” التي تربطها علاقات “بحزب العمال الكردستاني” الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.
قد تستبق الصفقة مع الأسد هجوماً خُطط له منذ فترة طويلة “لسد الفجوات” في الحزام الأمني التركي على عمق 30 كيلومتراً في عمق سوريا.
وقال أردوغان في وقت سابق، إن تركيا تخطط “لتدمير البنية التحتية الكاملة للجماعة الإرهابية التي تستمد قوتها منها”.
ترتبط مصالح أردوغان في سوريا بأولوياته السياسية والاقتصادية المحلية، حيث تجري تركيا انتخابات في حزيران المقبل، لكن الموعد قد يكون أقرب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ لايزال التضخم مرتفعاً بشكل مثير للقلق على الرغم من انخفاضه في كانون الأول.
لطالما سعى بوتين إلى المصالحة بين الأسد وأردوغان كوسيلة لتحقيق الاستقرار في سوريا ومواجهة النفوذ الأميركي والإيراني هناك.
وبفعل النجاح الروسي والإيراني في دعم الحكومة السورية، يمكن أن يشير بوتين إلى سوريا على أنها نجاح عسكري ودبلوماسي كبير، حيث شكك كثيرون في المنطقة في بقاء الولايات المتحدة.
الإمارات تخطو في الفراغ
الأربعاء، زار وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد آل نهيان” الأربعاء، سوريا للمرة الثانية منذ تشرين الثاني 2021، في مؤشر على تطبيع بطيء لعلاقات دمشق مع العالم العربي، وهو ما تعارضه إدارة بايدن.
ومع محاولة إحياء العلاقة مع دمشق على ما يبدو، وعدم قدرة روسيا على موازنة الدور المهيمن لإيران، لا تريد أبو ظبي والعواصم الأخرى التنازل عن سوريا لإيران فقط، كما لا تريد الدول العربية أن ترى سوريا تعود إلى دولة فاشلة أو فاشلة أكثر خطورة بعد أكثر من عقد من “الحرب الأهلية والعقوبات”.