اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان.. تثير قلقا غربيا وتحذيرا أمريكيا

اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان.. تثير قلقا غربيا وتحذيرا أمريكيا حيث، تخشى حكومات غربية من أنها قد توفر للجيش الصيني موطئ قدم في جنوب المحيط الهادئ.
وأعلن الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال مؤتمر صحافي دوري وقّع وزيرا خارجية الصين وجزر سليمان رسميا مؤخرا الاتفاق النظري بشأن التعاون الأمني”. ولم يتضح بعد متى أو أين تم التوقيع.
بدوره أعلن رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، توقيع اتفاقية أمنية شاملة مع الصين، أصرّ على أنها “لن تؤثر سلبًا أو تقوّض السلام والوئام في المنطقة”.
ولم يوضّح ماناسيه سوغافاري مغزى توقيت إعلانه الاتفاقية التي تثير قلقًا، أمام البرلمان، الأربعاء ، قبل أيام من وصول وفد دبلوماسي أمريكي إلى العاصمة، كذلك لم يُبيّن ما إذا كانت الاتفاقية الموقّعة مُطابقة لمسوّدة سرّبت مُسبقًا.
و توفر الاتفاقية الأمنية بين بكين وهونيارا تفويضًا واسعًا للصين لتدخل مُحتمل، إذا تعرّضت استثماراتها الأجنبية وشتاتها لتهديد، بتوسيع نطاق عرضها لقوتها العسكري، ما يُثير مخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة، تحديدًا أستراليا ونيوزيلندا، بشأن النفوذ الصيني في منطقة تمتّعوا فيها بنفوذ كبير لعقود.
اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان.. تثير قلقا غربيا وتحذيرا أمريكيا
و في الشهر الماضي، تم تسريب نسخة مسودة للاتفاق أحدثت موجة صدمة لأنها تضمنت مقترحات تسمح بنشر قوات الأمن والبحرية الصينية في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ.
وفي أوائل نيسان/أبريل، أكد رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري أنه لن يسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية في بلاده، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتهدئة مخاوف أستراليا وحلفائها. حيث تقع أستراليا على بعد 1500 كيلومتر من الأرخبيل.
ولكن كانبيرا وواشنطن قلقتان من إمكانية بناء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ من شأنها أن تسمح لها بتوسيع قوتها البحرية أبعد بكثير من حدودها.
وكانت جزر سليمان قد انهت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان العام الماضي لصالح البر الرئيسي الصيني. وحذرت الولايات المتحدة من أن اتفاقا أمنيا مقترحا بين الصين وجزر سليمان قد يشكل “سابقة مقلقة” لمنطقة المحيط الهادئ.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الاتفاقية الأمنية اتبعت نمطًا تُبرم فيه الحكومة الصينية “صفقات غامضة مع مشاورات إقليمية قليلة”، بما قد يهدد استقرار جزر سليمان ويشكّل سابقة مقلقة لمنطقة جزر المحيط الهادي، وفق نيويورك تايمز.
أستراليا التي أرسلت فريقًا إلى هونيارا في تشرين الثاني /نوفمبر لتهدئة الاضطرابات، تبدو أنها غير سعيدة أيضًا بالاتفاقية التي تجيز نشر قوات من الشرطة والبحرية الصينية في الأرخبيل. عندما تسرّبت المسودة، ضغط مسؤولون أستراليون على حكومة سوجافاري لعدم التوقيع عليها.
وألقى رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، باللوم على الصين، قائلًا إن الاتفاقية تنذر بتعرّض دول لتعدٍ صيني، وانتقدت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، جزر سليمان لافتقارها للشفافية وفشلها في التشاور مع دول المحيط الهادي الأخرى بشأن الصفقة.
وعدّ مسؤولون من الصين وجزر سليمان، الاتفاقية الأمنية “ضرورية” لضمان الاستقرار في هونيارا بعد اضطرابات عنيفة استغرقت أيامًا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، استهدفت المصالح الصينية وحكومة سوغافاري. بحسب المسودة، فإن أي شيء تقريبًا مرتبطًا بالصين في جزر سليمان البالغ عدد سكانها اقل من 700 ألف نسمة، من مواطنين إلى شركات صغيرة لبنية تحتية إلى ملاعب، يكفي لتحفيز استدعاء قوات صينية، وفق نيويورك تايمز.
وبما أن الاستثمارات الصينية موجودة في كل مكان، حيث وقّعت أكثر من 140 دولة على مبادرة الحزام والطريق في بكين، التي تقرض فيها الصين عادةً مبالغ مالية كبيرة للدول الأعضاء في مبادرتها، من أجل بناء طرق وسدود وسكك حديدية وموانئ ومرافق رياضية.. تحاول الصين إرساء مبدأ استخدام القوة العسكرية لحماية وجودها الاقتصادي، لا سيّما في المناطق التي تدّعي أنها لا تتمتع بنفوذ فيها، كما صرح أستاذ القانون بجامعة تسمانيا الأسترالية، ريتشارد هير، الذي قدّم استشارات لحكومات عديدة بالمحيط الهادئ.
وتحمل اتفاقية الصين وجزر سليمان رسالة للعالم، مفادها من وجهة نظر هير، أنه “إذا تعرضت مشاريع بكين الكبرى لتهديد، يحق لها حمايتها”، بحسب نيويورك تايمز.
المصدر: وكالات