إنفانتينو يتهم الغرب بالنفاق بشأن سجل حقوق الإنسان في قطر.. “يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة”

اتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، الغرب بـ “النفاق” في تقاريره عن سجل حقوق الإنسان في قطر عشية انطلاق بطولة كأس العالم، وفي مؤتمر صحفي بالدوحة، تحدث إنفانتينو مدة ساعة تقريباً، وقدم دفاعاً متحمساً عن قطر والبطولة، وطغت قضايا عدة متعلقة بقطر على الحدث، بما في ذلك وفيات العمال المهاجرين ومعاملة المثليين جنسياً.
افتتح إنفانتينو بالقول: “اليوم لدي مشاعر قوية.. اليوم أشعر أنني قطري، أشعر أنني عربي، أشعر أنني أفريقي، أشعر أنني مثلي الجنس، أشعر أنني معوق، أشعر أنني عامل مهاجر”، وأضاف:”ليس من السهل قبول انتقادات لقرار تم اتخاذه قبل 12 عاما.. قطر جاهزة، ستكون أفضل كأس عالم على الإطلاق.. لست مضطرًا للدفاع عن قطر، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم.. أنا أدافع عن كرة القدم، وقد أحرزت قطر تقدماً وأشعر بالعديد من الأشياء الأخرى أيضاً.. بالطبع أنا لست قطرياً أو عربياً أو أفريقياً أو مثلياً أو معاقاً أو عاملاً مهاجراً.. لكني أشعر أني أحبهم، لأنني أعرف ما يعنيه التعرض للتمييز والتخويف كأجنبي في بلد أجنبي”.
وقال أيضاً: “إن كل عامل يتعرض لحادث، يتلقى تعويضاً بموجب القانون، وقياساً على الحجم، يمكن أن يكون راتب سنوات عدة.. إن لجنة الإرث لبطولة قطر 2022 التابعة للفيفا ستخصص عوائد مالية للتعليم، مع توقيع اتفاقية لمساعدة 25 مليون طفل وامرأة في الهند.. لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربي، أنا أوروبي وبسبب ما كنا نفعله منذ 3000 عام حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية”.
وأضاف: “إذا كانت أوروبا مهتمة حقاً بمصير هؤلاء الأشخاص، فيمكنها إنشاء قنوات قانونية – كما فعلت قطر – حيث يمكن لعدد من هؤلاء العمال القدوم إلى أوروبا للعمل.. امنحوهم بعض المستقبل وبعض الأمل.. أجد صعوبة في فهم الانتقادات.. علينا أن نستثمر في مساعدة هؤلاء الناس، في التعليم ومنحهم مستقبلاً أفضل والمزيد من الأمل.. يجب علينا جميعاً أن نثقف أنفسنا، فالكثير من الأشياء ليست مثالية ولكن الإصلاح والتغيير يستغرقان وقتاً.. هذا الدرس الأخلاقي أحادي الجانب هو مجرد نفاق.. أتساءل لماذا لا يعترف أحد بالتقدم المحرز هنا منذ عام 2016″. وأعلن إنفانتينو عن تأسيس “مكتب مخصص ودائم” في الدوحة، بعد مناقشات مع الحكومة القطرية، ومنظمة العمل الدولية
وتعرضت قطر لضغوط لبناء مركز للعمال المهاجرين، وفي فبراير/ شباط عام 2021، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في بناء المنشآت التي شيدتها قطر لاستضافة كأس العالم، وتعتمد هذه الحصيلة على الأرقام التي قدمتها سفارات تلك الدول في قطر، لكن الحكومة القطرية قالت إن هذه الحصيلة مضللة، لأنه لم تكن جميع الوفيات المسجلة لأشخاص يعملون في مشاريع مرتبطة بكأس العالم.
حظر الكحول “قرار مشترك”..
قبل يومين فقط من انطلاق البطولة، غير الفيفا سياسته وأعلن حظر تقديم المشروبات الكحولية في أي من الملاعب الثمانية، التي ستقام عليها بطولة كأس العالم في قطر، وكان من المقرر تقديم المشروبات الكحولية “في مناطق محددة داخل الملاعب”، رغم من أن بيعها يخضع لرقابة صارمة في الدولة الإسلامية، لكن أولئك الذين يكونون في المناطق الحضرية في محيط الملاعب في البطولة سيظلون قادرين على شراء الكحول.
وتحدث إنفانتينو عن القرار الذي تم تغييره قائلاً: “إذا كانت هذه هي أكبر مشكلة لدينا بالنسبة لكأس العالم، فسأستقيل على الفور وأذهب إلى الشاطئ للاسترخاء.. “اسمحوا لي أولاً أن أؤكد لكم أن كل قرار يتم اتخاذه في هذا المونديال هو قرار مشترك بين قطر والفيفا.. سيكون هناك العديد من مناطق المشجعين حيث يمكنك شراء الكحول في قطر، ويمكن للمشجعين شرب الكحول في الوقت نفسه.. أعتقد أنه إذا لم تتمكن من شرب الجِعة (البيرة) لمدة ثلاث ساعات في اليوم، فستبقى حيا!.. خصوصاً وأن القواعد نفسها تنطبق في فرنسا، إسبانيا، البرتغال، واسكتلندا.. هنا أصبح أمراً كبيراً لأنه بلد مسلم؟.. لا أعرف لماذا!!”.