إسرائيل والإعداد للحرب القادمة .. محمود السريع ..
|| Midline-news || – الوسط …
تسعى اسرائيل الى التاثير على الوساطات الجارية بين الولايات المتحدة وايران، كي تكون الصفقة المتوقعة هي الأفضل بالنسبة لها. وهي تشير دائما الى استعدادها، لتوجيه ضربة لايران، وبالتالي التأثير على الطرفين، كي يأخذوا طلباتها على محمل الجد.
هذا ما ينقل عن موقع “ناشيونال انترست” الأمريكي الذي ذكر بأن ” اسرائيل تسعى منذ وقت بعيد للوصول إلى صفقة شاملة تعالج وضع إيران في الشرق الأوسط. وتؤدي قبل كل شيء إلى منع إيران من إنتاج السلاح النووي، وتقليص وإزالة التهديدات الناجمة عن الصواريخ الباليستية الإيرانية وتهديدات أذرعها الإقليمية”
تبدو الولايات المتحده منفتحة علي نقاط المفاوضات هذه، لكن ايران تبدو، حتى الان، اقل استعداداً للبحث هذه المواضيع وخاصة ما يتعلق بالبرنامج النووي.
أوحت إسرائيل عام 2012-2013 بأنها على استعداد للقيام بضرب البرنامج النووي الإيراني، للضغط على المفاوضات، التي قادت الى JCPOA . ولكن، وعلى الرغم، من أنها كانت قريبة، كما ذكرت بعض التقارير ،من القيام بعملية هجومية من الجو على إيران، فإن معارضة الأجهزه الأمنية الإسرائيلية، والخوف من حصول قطيعة دبلوماسية كبيرة، مع الولايات المتحدة، جعلها تمتنع عن الإقدام على ذلك.
وفقا لما ذكر، فإن إيران ترى في صواريخها البالستية و القوات الموالية لها، عناصر ردع ضرورية، ضد خصومها الايديولوجيين والاستراتيجيين في إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والإمارات. لكن القوات التقليدية الإيرانية ليست مستعدة للحرب، خلافا للقوات الأخرى، التي تركز على ردع الهجمات ضد إيران، من خلال التشويش على صادرات النفط في الخليج والقيام بالهجمات الصاروخية على القوات المعادية والمدن والقيام بالهجمات السيبرانية واستخدام الخلايا الإرهابية النشطة.
فإذا لم تتطرق المفاوضات إلى الزحف البطيء الإيراني، نحو تطوير السلاح النووي، سيكون من المحتمل القيام بعمليات سرية أخرى، بل وعلنية، ضد البرنامج النووي الإيراني. ويمكن أن تكون إسرائيل أكثر استعداداً لاحتواء الصواريخ البالستية الايرانية والقوات الموالية لها في المنطقة، خاصة إذا كانت قادرة على الإستمرار في الحرب الخفية، ضد هذه التهديدات، دون أن تشوش على العلاقات مع الولايات المتحدة، أو إثارة حرب إقليمية مع ايران.
مع هذا ، يمكن ان تكون اسرائيل مستعدة بصورة أكبر ، للمخاطرة بالاقدام على خرق دبلوماسي مع الولايات المتحدة، بسبب موقفها النهائي من البرنامج النووي الايراني، خاصةً وأن الانتخابات الإسرائيلية في 23 آذار ستأتي بحكومة متشددة، أكثر من السابق، وتكون مؤيدة للمواقف المتشددة لرئيس الأركان كوخافي .
يمكن ان يساعد الردع العسكري التقليدي الإسرائيلي، والمنظومات المضادة للصواريخ، علي إزالة وشطب جزء من التهديدات التي تمثلها القوات الإقليمية الموالية لإيران، مثل حزب الله والصواريخ الباليستية. وهذا سيؤدي إلى تراجع التأكيد الإسرائيلي على إدراج هذه التهديدات المتراجعة، في المفاوضات.
وقد قامت إسرائيل بتنفيذ مئات الهجمات الجوية والعمليات السرية في سورية وأحيانا في لبنان والعراق، ضد القوات الموالية لإيران، كما قامت بعمليات تخريب واغتيالات داخل إيران، لتعطيل برنامجها النووي، بما في ذلك، تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في شهر تموز واغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر- تشرين الثاني. وأصبح البرنامج النووي الإيراني الموضوع الرئيسي للأحزاب اليمينية المتنافسة فى الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
ذكرت Startfor Worldview للتوقعات الجيوسياسية والمعلومات الاستخباراتية الخاصة بمؤسسة RANE ، شبكة مساعدات للشركات التي تملك الاستثمارات في المناطق الخطرة، ومؤسسات البورصة أنه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للمفاوضات مع إيران، تعمل اسرائيل على الخيار العسكري. وحسب خطة الاستخبارات الجيوسياسية الرائدة في العالم، فإن وجهة نظر Startfor تورد أحداثا عالمية، وفق تصورات مدروسة، تسمح للأعمال والحكومات والأشخاص، باختيار وتحديد الطريق الذي يريدون السير فيه، في المحيط العالمي الذي يزداد تعقيداً يوما بعد يوم…